مصر: تقاسم مقاعد البرلمان يفجِّر صراعات الأحزاب

• أزمة حادة بين هيئة «الوفد» وأبوشقة
• المخابرات تحرر محتجزين بليبيا

نشر في 18-09-2020
آخر تحديث 18-09-2020 | 00:00
مجلس الشعب المصري
مجلس الشعب المصري
مع فتح السلطات المصرية أبواب الترشح لخوض انتخابات مجلس النواب، أمس، بدا أن الصراع بين الأحزاب الموالية للسلطة وصل إلى الذروة، في حين يواصل حزب «مستقبل وطن» قيادة مشاورات لتشكيل قائمة موحدة لخوض الاستحقاق بهدف الحصول على 284 مقعداً من المجلس النيابي.

وطفت الخلافات مع تقديم البعض استقالتهم من الأحزاب المحسوبة على السلطة بسبب المخاوف من تهميش كياناتهم السياسية لمصلحة هيمنة «مستقبل وطن» الذي يحظى بالأكثرية في مجلس «الشيوخ».

الاتصالات التي قادها حزب «مستقبل وطن» الموالي للرئيس عبدالفتاح السيسي، لتشكيل القائمة الوطنية الموحدة «من أجل مصر»، والتي يبدو نجاحها مضموناً، أثارت انتقادات واتهامات بأنها تمنح «الفتات»، إذ لم يحصل حزب «الوفد» مثلاً إلا على 20 مقعداً.

وعلمت «الجريدة» أن القائمين على «مستقبل وطن» يجرون اتصالات على أعلى مستوى مع مختلف الأحزاب المنضوية في القائمة الوطنية الموحدة، لإنقاذ الموقف وتحديد نصيب كل حزب، وسط حالة التكتم على أسماء المرشحين خشية المزيد من حالات الرفض، بينما توقع مصدر برلماني أن يصل عدد المرشحين على كل مقعد فردي ما لا يقل عن 30 مرشحاً، بسبب الإقبال الكبير على الحصانة.

وقالت مصادر بحزب «الوفد»، أعرق الأحزاب الليبرالية في مصر، لـ«الجريدة»، إن الأزمة بين رئيس الحزب المستشار بهاء أبوشقة، وأغلبية أعضاء الهيئة العليا للحزب وصلت إلى طريق مسدودة، أمس، بعد اختلاف وجهات النظر حول دخول الانتخابات ضمن قائمة «مستقبل وطن» أو الانسحاب منها، عقب فشل الحزب في الحصول على 40 مقعداً ضمن القائمة، مما دفع بعض الأعضاء للاعتصام بمقر الحزب.

ويتمسك أبوشقة بالاستمرار في قائمة «من أجل مصر»، بينما يطالب 28 عضواً من الهيئة العليا، مكونة من 50 عضواً، بالانسحاب بسبب عدم الشفافية وعدم توافر العدالة أمام مرشحي «الوفد». ودعا أبوشقة أمس، إلى إجراء انتخابات مبكرة على رئاسة الحزب، وعقد اجتماع طارئ لهيئته العليا اليوم.

الأزمة لم تتوقف عند حزب «الوفد»، إذ تعاني بقية الأحزاب المنضوية في القائمة أزمات داخلية، بسبب غضب قيادات من تجاهلها وعدم اختيارها في القائمة مما دفع بعدد منهم للتقدم بالاستقالة من الأحزاب، فكان الأسبوع الجاري هو أسبوع الاستقالات الحزبية عن جدارة.

وبعد استقالة النائب محمد المسعود من حزب «مستقبل وطن» وانضمامه لحزب «حماة وطن»، قدم أمين العمال والفلاحين بحزب «مستقبل وطن» في دمياط حسن عيسى استقالته، أمس، احتجاجاً على عدم ترشيح الحزب له، معلناً الترشح مستقلاً.

وأعلن أمين حزب «الشعب الجمهوري» بمحافظة بني سويف محمد ناجي العمدة استقالته من الحزب أمس الأول، احتجاجاً على رفض طلبه الترشح، بعدما اتفق «الشعب الجمهوري» مع «مستقبل وطن» على الدفع بمرشح آخر.

حدة التنافس للحصول على بطاقات الترشح لا تعكس حالة العزوف الشعبي عن المشاركة في الانتخابات، إذ يتوقع أن تشهد انتخابات مجلس النواب عزوفاً شعبياً مثلما هو حال انتخابات مجلس الشيوخ التي أجريت الشهر الماضي.

في سياق منفصل، نجحت السلطات المصرية في الإفراج عن مصريين مختطفين في ليبيا وإعادتهم أمس، وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، أن الخطوة جاءت في إطار جهود المخابرات العامة لتأمين وحماية المواطنين المصريين بليبيا، وبالتنسيق مع السلطات الأمنية الليبية.

back to top