رجب طيب إردوغان ينتقد إيمانويل ماكرون «الطامع»... وقبرص تحظى بدعم ألماني

• اجتماع تركي ـ يوناني رابع بـ«الناتو» للتهدئة بالمتوسط
• أنقرة تتحفظ عن نية السراج الاستقالة

نشر في 18-09-2020
آخر تحديث 18-09-2020 | 00:05
سفينة الاستكشاف التركية «أورتش ريس» بميناء أنطاليا المطل على البحر المتوسط أمس	 (إي بي أيه)
سفينة الاستكشاف التركية «أورتش ريس» بميناء أنطاليا المطل على البحر المتوسط أمس (إي بي أيه)
شدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على أن بلاده ستفعل الأفضل من أجل مصلحتها بشرق المتوسط مجدداً توجيه الانتقادات لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على خلفية دعمه اليونان، في حين كثفت ألمانيا نشاطها الدبلوماسي بالمنطقة من أجل التهدئة مع تأكيدها دعم موقف قبرص واليونان.
غداة انتقاد داخلي له بمواجهة عزلة دبلوماسية دولية نتيجة سياسته التي «تغلب مبدأ القوة»، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن أنقرة ستفعل الأفضل من أجل مصلحتها بشرق المتوسط، مجدداً توجيه انتقادات لاذعة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على خلفية دعمه لليونان وقبرص بالخلاف حول أحقية التنقيب عن الغاز والنفط بالمناطق البحرية المتنازع عليها.

وخلال كلمة ألقاها، أمس، باجتماع مع رؤساء فروع حزب «العدالة والتنمية»، قال إردوغان: «لو فرضنا أن تركيا استغنت عن كل شيء، هل ستتخلص فرنسا من سياسة التخبط التي قادها إليها ذلك الطامع غير المؤهل وتتبنى سياسات عقلانية؟ وتابع: «بدعم من شعبنا سنواصل القيام بكل ما نراه الأفضل والأصح من أجل مصلحة بلادنا»، قبل أن يضيف: «لو تلقينا أجوبة واقعية وصادقة لكل أسئلتنا حول شرق المتوسط، لأصبح من الواجب علينا إعادة النظر في سياستنا».

وجدد الرئيس التركي تأكيده سعي حكومته لتحقيق نمو الاقتصاد المحلي حتى تدخل تركيا قائمة أفضل 10 دول في العالم في كل المجالات.

واتهم إردوغان اليونان بانتهاج سياسة مستفزة في المنطقة، معتبراً أنه «رغم استفزازات الطرف الآخر وسلوكه الصبياني، نتصرف بحكمة لأننا دولة عظيمة وعلى حق».

وفي تلميح آخر للخلاف بين أنقرة وعواصم غربية وإقليمية بشأن ملفات تتضمن الصراع في ليبيا وسورية، أكد إردوغان تصميم أنقرة على مواصلة ما وصفه بـ«الكفاح من أجل أصدقائها، مثلما تفعل من أجل مواطنيها»، مشيراً إلى أن هذا هو نموذج تركيا في الكفاح، ومتعهداً في الآن نفسه بالاستمرار «في العمل على تنمية أمتنا التركية بكل المجالات حتى لو انهارت أوروبا وأميركا اقتصادياً وديمقراطياً».

جهود ألمانية

في غضون ذلك، كثفت برلين جهودها لاحتواء التوتر في شرق المتوسط وليبيا. وأجرى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس اتصالاً هاتفياً لبحث التطورات الأخيرة في المتوسط مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو.

كما بحث الرئيس القبرصي نيكوس آناستاسيادس هاتفياً تطورات أزمة شرقي المتوسط مع المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي.

وأعرب الجانبان الإيطالي والألماني عن دعمهما الكامل لقبرص.

وأمس الأول، دعا إردوغان الدول الأوروبية إلى أن تكون عادلة ومتزنة في مسألة الخلافات القائمة في شرق البحر المتوسط، وذلك خلال لقاء أجراه مع المستشارة الألمانية، عبر تقنية «الفيديو كونفرانس».

وأكد إردوغان أن الخلافات في شرق المتوسط يمكن حلها عبر المفاوضات متى توفرت مقاربة بناءة وقائمة على العدل. وشدد على مواصلة بلاده تطبيق سياسات حازمة وفعالة بخصوص حقوقها بالمتوسط، مشيراً إلى عدم انتهاء مهمة سفينة تنقيب بمناطق متنازع عليها مع أثينا ونيقوسيا. وجاءت الاتصالات الألمانية قبل أيام من انعقاد قمة الاتحاد الاوروبي التي ستبحث العلاقات مع تركيا وكذلك النزاع بين أنقرة من جانب واليونان وقبرص من جانب آخر حول الموارد الطبيعية في منطقة شرق البحر المتوسط.

اجتماع وتواصل

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية، انتهاء الاجتماع الرابع بين وفدها ونظيره اليوناني، في مقر حلف شمال الأطلسي «الناتو»، بالعاصمة البلجيكية بروكسل أمس.

وأفادت الوزارة في بيان، بانتهاء الاجتماع الفني الرابع بين الوفدين التركي واليوناني، لبحث سبل «فض النزاع»، مضيفة أنه من المخطط عقد اللقاء التالي بين الوفدين، خلال الأسبوع المقبل.

وسبق أن اتفق الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، والرئيس التركي على انطلاق محادثات فنية بين أنقرة وأثينا، لتأسيس آليات تجنّب حدوث مناوشات شرقي المتوسط بين قوات البلدين العضوين بـ«الناتو».

وأمس الأول، أشار رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، إلى تواصل بين كبار الدبلوماسيين من اليونان وتركيا في خضم التوترات الإقليمية الأخيرة، وقال إنه يجب على أنقرة أن تقرر ما إذا كانت تريد التعامل مع أوروبا، أو مواصلة الإجراءات أحادية الجانب، ومواجهة العواقب.

وأضاف ميتسوتاكيس: «لم اتحدث مع إردوغان، لكن مستشاري الجانبين على تواصل، وهو أمر مهم في رأيي. إذا واصلنا السير على هذا الطريق، فقد قلت بوضوح شديد إنني منفتح على بدء محادثات استكشافية قريباً جداً».

الملف الليبي

وفي تطور يتقاطع مع التوتر بشرق المتوسط، أبدت السلطات التركية تحفظاً على إعلان رئيس حكومة «الوفاق» الليبية فايز السراج، المدعوم من قبل أنقرة عسكرياً، نيته الاستقالة بحلول نهاية أكتوبر المقبل.

وتعليقاً على إعلان السراج عزمه ترك منصبه، مساء أمس الأول، قال وزير الخارجية التركي: «هناك مباحثات لوقف إطلاق النار بين طرفي الصراع بليبيا، ونحن نريد ذلك، والسراج قال إنه إذا تم التوصل لاتفاق واتجهت البلاد للانتخابات فإنه قد يتقدم باستقالته».

وتابع قائلا: «يعني أنه قال إنه سيضحي في مرحلة متقدمة من أجل مستقبل بلاده، ولا توجد لديه أي تصريحات قال فيها إنه سيستقيل حالياً لملله من شيء ما».

وكان السراج قال في كلمة متلفزة: «أعلن للجميع رغبتي الصادقة تسليم مهامي في موعد أقصاه آخر شهر أكتوبر».

ولفت أغلو إلى وجود تقارب في وجهات النظر بين بلاده وروسيا، التي تدعم قائد «الجيش الوطني» المسيطر على شرق ليبيا، خليفة حفتر، بشأن وقف إطلاق النار والعملية السياسية.

وأشار الوزير التركي إلى أن مباحثات عقدت بين الجانبين في تركيا على مدار يومين، أفضت إلى التفاهم والتقارب بشأن وقف إطلاق النار في ليبيا.

في السياق، أكد متحدث باسم الأمم المتحدة في نيويورك أن الأمم المتحدة والحكومة الألمانية تخططان لعقد قمة جديدة بشأن ليبيا عبر الإنترنت في الخامس من الشهر المقبل.

الرئاسة التركية تتهم اليونان بانتهاج سياسة مستفزة في المنطقة
back to top