صادق قاسم: «نجوم العلوم» علّمني تحويل فكرة أي اختراع إلى منتج

نشر في 18-09-2020
آخر تحديث 18-09-2020 | 00:00
الفائز بلقب الموسم الثاني من برنامج «نجوم العلوم» صادق قاسم
الفائز بلقب الموسم الثاني من برنامج «نجوم العلوم» صادق قاسم
«أروع تجليات الهندسة في الحياة أن تمدّ جسراً من الأمل فوق بحر من اليأس»؛ هذه العبارة يضعها صادق قاسم على موقعه الشخصي، وهي تختصر من أوجه عدة مسيرة هذا المخترع.

لا شك في أن الأمل إحساس مشترك لدى العديد من روّاد الأعمال؛ الأمل في أن يحالف النجاح مشروعهم أو اختراعهم المقبل؛ الأمل في أن تؤتي ساعات العمل الطويلة في المختبر أو الورشة ثمارها.

يجمع صادق، الكويتي الفائز بلقب الموسم الثاني من برنامج «نجوم العلوم» التابع لمؤسسة قطر في عام 2010، بين نزعة تفاؤلية واستعداد للقيام ببعض العمل الشاق على نحو ما اعتدنا قديمًا.

تولى صادق، عقب فوزه في البرنامج، رئاسة قسم تطوير الاختراع في مركز صباح الأحمد بمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وبعدما أمضى بضع سنوات في هذا المركز، استقال من عمله للتركيز على شركته «بروتوتك» المتخصصة في إجراء البحوث والتطوير حسب الطلب.

يتمتع صادق بمسيرة ممتدة وحافلة في مجال الابتكار؛ إذ كان عضوًا في النادي العلمي بالكويت منذ عام 1995، وقد رشّحه النادي نفسه للمشاركة في برنامج «نجوم العلوم»، ليخوض بذلك تجربة تركت أثراً دائماً في حياته. يحكي صادق عن مشاركته: «تقدمت للمشاركة في البرنامج عام 2009، وكانت تجربة رائعة؛ فقد تعلمت كيف أطور الأفكار والمنتجات على نحو صحيح، ودأبت على تطبيق المنهجية التي تعلمتها في البرنامج منذ ذلك الحين».

وبالحديث عن المنهجية، فهي بسيطة، لكنها فعالة؛ يقول صادق: «يجب أولاً أن أثبت جدوى الفكرة، ثم أبدأ العمل على وضع التصميم الداخلي والخارجي، وبعد ذلك تأتي مرحلة هندسة المنتج ووضع دراسة جدوى من منظور تجاري. وهكذا ساعدني البرنامج كثيراً بهذا النهج؛ إذ تعلمت الأسلوب الصحيح لتحويل أي اختراع من مجرد فكـــــرة إلى مـــنتـــج فــعلي ملــمـــــوس».

ولا يزال صادق يستمتع بابتكار منتجات جديدة؛ فقد قام بتصنيع المبخرة الإلكترونية «Dukhoon» التي بيع منها مئات الآلاف في مختلف أنحاء العالم، ولديه حاليًا 8 منتجات في السوق، ويعمل على تصنيع 5 منتجات جديدة جميعها في مراحل مختلفة من التطوير.

تمزج أنشطة العمل اليومية التي يقوم بها صادق بين الجانبين الإبداعي والإداري؛ إذ يقول: «يتمثل دوري الأساسي في إدارة الأعمال، ولذا ينصبّ كثير من تركيزي على إدارة المشروعات. ومن منظور أكاديمي، فقد تعلّمت كيفية الفصل بين المشروعات والمهام، ومتابعة العمل وإدارة الأمور والتواصل الجيد، ويعمل إلى جانبي فريق يساعدني في تنفـــيـــــذ هـــــذه المشــــروعــــــات. ويكمن العامل الأهم هنا في كيفية إسناد المهام لأعضاء فريق العمل حتى يساعدوك في إنجاح المشروعات بأيسر طريقة ممكنة».

الإطار الهيكلي

من بين الدروس القيمة الأخرى التي استقاها صادق من مشاركته في «نجوم العلوم» أهمية اختيار الأشخاص المناسبين ضمن فريق العمل، وعن ذلك يقول: «أذكر أنه أتيح لنا في البرنامج اختيار شريك يساعدنا في العمل على أحد المشروعات، فاخترت شخصاً يمكنه مساعدتي في الورشة، حيث أتولى تنفيذ الإطار الهيكلي، ويتولى المساعد الجوانب الميكانيكية في الآلة. عندما تختار شخصًا ليعمل معك، يجب أن تهتم أولاً بما ينقصك، وحينئذ يمكنك اختيار الشخص المناسب».

وبالرغم من سنه الصغيرة نسبيًا، يحظى صادق بتقدير واحترام بالغين من جيل جديد من رواد الأعمال في منطقة الخليج، ويدرك جيداً النصيحة التي يسديها للمبتكرين الشباب؛ إذ يقول: «إن أهم ما أنصح به الشباب أن يطاردوا شغفهم ولا يتوقّفوا عن المحاولة والمجازفة من أجل تحقيقه، وأوصيهم ثانياً بالعمل على صقل مهاراتهم وتطويرها، وأن يتحلّوا بالتفاني والبصيرة الثاقبة وسوف يجنون ثمار تكريس هاتين السمتين».

back to top