رياح وأوتاد: هل راح الشعب في الرجلين؟

نشر في 14-09-2020
آخر تحديث 14-09-2020 | 00:08
 أحمد يعقوب باقر الكويتيون المحايدون- وهم الأغلبية الذين لم ينحازوا إلى أحد أطراف صراع الأسرة أو إلى حلفاء هذه الأطراف من التجار أو المدونين أو الرياضيين- قلقون من التصعيد الأخير في هذا الصراع، لأن هؤلاء المحايدين وقد دأبوا على عدم التدخل فيما يطرأ على الأسرة من خلافات يخافون الآن على وضع البلد ومستقبل عيالهم، لأن الصراع تجاوز خلافات الأسرة ليصل إلى الأوضاع العامة، لذلك فإن لسان حالهم يقول نخشى أن تضيع قضايانا ونروح في الرجلين!

فالأرقام التي أُعلنت في مجلس الأمة ونشرتها (الجريدة) على صفحتها الأولى هي الهم الأكبر لهؤلاء المحايدين لا ذلك الصراع، حيث بلغت الميزانية بعد التخفيض 21.5 مليار دينار، والعجز وصل إلى 14 مليار دينار، والاحتياطي العام أوشك على النفاد، واحتياطي الأجيال بقي منه 150 مليار دينار، وإذا تم السحب منه بمعدل 10 مليارات دينار سنوياً فلن يتبقى منه شيء بعد 15 سنة، فكيف سيكون مصير ديرتنا وأبنائنا بعد هذا التاريخ، خصوصاً مع ضرورة توظيف تلك الأعداد الهائلة من الكويتيين الداخلين إلى سوق العمل، مع العلم أن أوضاع الطلب العالمي على النفط لا تبشر بخير؟

والتعليم أيضاً في أدنى مستوياته رغم الإنفاق الهائل، وفترة انتظار السكن وصلت إلى 17 سنة، والفساد الذي تم اكتشافه حتى الآن أذهل المراقبين داخل البلاد وخارجها، وتحقق النيابة العامة الآن في عشرات البلاغات بشأن التسريبات وغسل الأموال، وعدم احترام القانون أصبح عرفاً، والانتخابات الفئوية المخالفة للقانون تقام علانية. كل هذه المعضلات الخطيرة موجودة الآن في الساحة الكويتية ومجلس الأمة غائب عنها، حيث يرى أولئك المحايدون أن بعض أعمال المجلس أصبحت انعكاساً لذلك الصراع الذي سيطر أيضا على وسائل التواصل، حيث يتهم كل طرف الطرف الآخر بالفساد والدولة العميقة.

الشعب يراقب هذه الأوضاع في قلق وغضب عارم، فقد كان يتمنى أن يتم التعامل مع كل الخلافات بالقانون وبموضوعية وشفافية أمام الشعب، وكان يرجو وقد أكمل المجلس مدته لو أنه لم ينزلق إلى هذه الصراعات، وقام بشيء من الإصلاح الاقتصادي، ونهض بالتعليم وحل مشكلة الإسكان، وكافح كل أشكال الفساد بدل ذلك التصعيد البغيض المشاهد اليوم.

وحتى تجاوزات أي طرف من أطراف الصراع للقانون أو المصلحة العامة يمكن طرحه في المجلس بشفافية وتناوله بالأدلة وفقاً للقانون كما كانت تفعل المجالس السابقة.

هؤلاء المحايدون الذين لا يريدون إلا مصلحة الكويت ومستقبلها ينتظرون أن تحسم الأسرة أمورها بالخير وأن يبتعد المجلس في كل أعماله عن هذه الصراعات لأنهم يرون أن هذه الصراعات دمرت مصلحة الكويت وأضاعت أولويات الحكومة والمجلس، وراح الشعب ضحية بين الرجلين.

back to top