الجيش الإيراني يغلق أجواء مضيق هرمز ويحذّر الطيران الأميركي

• «الحرس الثوري» يشن أكبر عملية حدودية مع العراق وتركيا
• شحنة البنزين المُصادرة تصل إلى تكساس

نشر في 11-09-2020
آخر تحديث 11-09-2020 | 00:05
إنزال دبابة إيرانية على الشاطئ قرب هرمز أمس (رويترز)
إنزال دبابة إيرانية على الشاطئ قرب هرمز أمس (رويترز)
بدأت إيران مناوراتها الموسعة بإنذار لإغلاق أجواء شرق مضيق هرمز الاستراتيجي، وتحذير للطيران الأميركي والأجنبي، في وقت اتهمت واشنطن بمحاولة منعها من الاستفادة من الطاقة الذرية السلمية، بالتزامن مع قيامها بتطوير صواريخ نووية عابرة للقارات مع إسرائيل.
بعد ثلاثة أسابيع من تدريبات مشتركة بالذخيرة الحية قامت بها القوات الأميركية والإماراتية في المنطقة، استهلت القوات الإيرانية مناورات بحرية واسعة تجريها بمشاركة عدة قطاعات شرق مضيق هرمز الاستراتيجي الرابط بين الخليج وبحر عمان بتوجيه تحذير للطائرات الأجنبية وخاصة الأميركية، بالابتعاد عن مسرح العمليات الذي تبلغ مساحته مليوني كيلومتر مربع.

وقال المتحدث باسم مناورات «ذو الفقار 99»، شهرام إيراني: «منذ الأمس نحذر الطائرات الأجنبية غير الإقليمية، التي تحلق بالقرب من مسرح التدريبات، للبقاء على مسافة بعيدة».

وأشار إلى أن طائرات حربية وطائرات مسيرة إيرانية تقوم برحلات استطلاعية فوق المنطقة، وتحذر الطائرات غير الإقليمية بمغادرة مسرح العمليات، مضيفاً أن الولايات المتحدة سحبت طائراتها المسيرة من منطقة التدريبات بعد التحذير.

وتستغرق المناورة 3 أيام، بمشاركة قطع بحرية وغواصات ووحدات طيران تابعة للبحرية ومنظومات رادارية وصاروخية، إلى جانب وحدات من القوة البرية ومقاتلات القوة الجوية التابعة للجيش و«الحرس الثوري».

وأفادت السلطات الإيرانية بأنها ستختبر خلال المناورات بعض المنظومات القتالية، ومنها صواريخ كروز «سطح- سطح» وكروز «ساحل- بحر» وطوربيدات وصواريخ «جو- سطح» و«سطح- جو»، ومنظومات راجمة للصواريخ من السفن الحربية والغواصات ووحدات الطيران والطائرات المسيرة.

وتشمل منطقة العمليات الواسعة، التي حددتها إيران، في الغالب، المجال الجوي الدولي، حيث يُسمح برحلات جوية لطائرات عسكرية تابعة لأي دولة.

وتحتفظ الولايات المتحدة بقوة بحرية وجوية واسعة في المنطقة، وتقود مهمة بحرية لحماية الملاحة في الخليج و«هرمز» ومضيق «باب المندب»، بعد سلسلة حوادث واعتداءات استهدفت سفناً تجارية وناقلات نفط يعتقد أن طهران تقف وراءها.

ووقعت مواجهات متكررة بين قوات «الحرس الثوري» والقوات الأميركية في الخليج، خلال الأعوام الأخيرة، وتتهم واشنطن قوات البحرية التابعة للحرس بإرسال زوارق هجومية سريعة لمضايقة السفن الحربية الأميركية الموجودة قرب «هرمز»، الذي يمر من خلاله نحو 30 في المئة من إجمالي النفط المنقول بحرا حول العالم.

ملاحقة الأكراد

في غضون ذلك، شنت القوات البرية التابعة لـ«الحرس الثوري» عملية عسكرية على الجدار الحدودي للمنطقة الشمالية الغربية من إيران استهدفت مواقع الأكراد المعارضين للنظام.

وأفادت وكالة «فارس»، أمس، بأن قوات «الحرس الثوري» نفذت سلسلة عمليات واسعة النطاق لتدمير عدد كبير من «مقار الجماعات الإرهابية المناوئة للثورة»، باستخدام الطائرات المسيرة والمدفعية والصواريخ الذكية، أسفرت عن سقوط عدد كبير من العناصر المعارضة. ووصفت الوكالة شبه الرسمية العملية بأنها «أكبر العمليات العسكرية للقوات البرية للحرس الثوري الإيراني».

وتنشط القوات الكردية المعارضة للنظام الإيراني على الشريط الحدودي مع إيران، من جهة إقليم كردستان شمال العراق، وكذلك على المنطقة الحدودية مع تركيا.

وبين الحين والآخر تعلن طهران عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف قوات «الحرس الثوري» و«حرس الحدود»، خلال المواجهات مع المتمردين الأكراد، الذين تصفهم طهران بـ«معادي الثورة والنظام».

ظريف وروحاني

في غضون ذلك، اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الولايات المتحدة بمحاولة حرمان بلاده من الاستفادة من الطاقة الذرية السلمية، وبالتزامن مع انخراطها في «مشروع سري» لتطوير صواريخ نووية جديدة عابرة للقارات مع إسرائيل.

وكتب ظريف عبر «تويتر»، معلقا على «تقارير واردة في وسائل الإعلام الأميركية حول المشروع السري الذي يتكلف مليارات الدولارات»، قائلا إن واشنطن تصر على أن إيران لا ينبغي أن «تمتلك الطاقة النووية السلمية، أو تشتري معدات دفاعية، أو تصنع صواريخ دفاعية، وفي الوقت ذاته، تقوم الولايات المتحدة برصد 100 مليار دولار لصنع صواريخ باليستية نووية عابرة للقارات، وتبيع معدات حربية بقيمة أكثر من 380 مليار دولار لزبائنها الإقليميين».

وأضاف: «هذا الحجم من النفاق يحبس للأنفاس».

وجاء ذلك في وقت تسعى واشنطن إلى إعادة فرض جميع العقوبات الأممية، التي كانت مفروضة على طهران قبل «الاتفاق النووي»، عبر تفعيل «آلية الزناد»، عقب فشلها في تمرير قرار بمجلس الأمن الدولي لتمديد حظر التسلح المفروض على الجمهورية الإسلامية، والذي ينتهي في 18 أكتوبر المقبل.

إلى ذلك، انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني قيام «الصهاينة وأذنابهم» في العالم بـ«تدبير المؤامرات في المنطقة وتجديد مسار الإساءة إلى الإسلام والنبي الأكرم محمد».

في السياق، وصلت ناقلة تحمل شحنة بنزين إيراني صادرتها الولايات المتحدة إلى ميناء في ولاية تكساس، أمس الأول، حيث يجري الاستعداد لتفريغها.

وكانت الحكومة الأميركية قالت، في وقت سابق من أغسطس الماضي، إنها صادرت وقودا من ناقلات مرتبطة بإيران كانت في طريقها إلى فنزويلا، وذلك في إطار جهود واشنطن لعرقلة التجارة بين كراكاس وطهران.

وطعن أصحاب 4 شحنات وقود إيرانية في المصادرة أمام محكمة جزئية أميركية، مؤكدين حقهم في الشحنات التي قالوا إنها متجهة لعملاء في بيرو وكولومبيا.

وهناك 3 ناقلات وقود غادرت إيران في أغسطس الماضي في طريقها إلى فنزويلا حاليا.

ظريف ينتقد «المشروع السري» الأميركي ـ الإسرائيلي لتطوير صواريخ نووية عابرة للقارات
back to top