معركة «غير متكافئة» بين دونالد ترامب وجو بايدن في بنسلفانيا

أطراف ثالثة ترسل استمارات إلى الملايين وتزيد من «إرباك» تصويت البريد

نشر في 08-09-2020
آخر تحديث 08-09-2020 | 00:03
رجال الإطفاء يخمدون حريقاً أشعله متظاهرون بمبنى شرطة بورتلاند أمس الأول (أ ف ب)
رجال الإطفاء يخمدون حريقاً أشعله متظاهرون بمبنى شرطة بورتلاند أمس الأول (أ ف ب)
مع عودة الجدل حول التصويت بالبريد لتصدُّر المشهد، تباين الفرق بين جهود الجمهوريين والديمقراطيين في ولاية بنسلفانيا في الموسم الانتخابي بشكل كبير جداً، إذ استقبلت 3 خيم مؤيدي الرئيس دونالد ترامب في نهاية الأسبوع، في حين حاول خصمه جو بايدن التزام إرشادات الصحة العامة من خلال تنظيم معظم التجمعات عبر الإنترنت.
قبل شهرين فقط من موعد انتخابات الرئاسة الأميركية، يكافح الديمقراطيون في المقاطعات الريفية لكسب بنسلفانيا، إحدى الولايات الحاسمة، لكن وباء كورونا يصعّب الأمر عليهم مع تجنّب فريق مرشحهم جو بايدن التجمعات، في حين يكثّف معسكر الرئيس دونالد ترامب الحملات والزيارات لمنازل الناخبين.

وفي أجواء أشبه بالحفلات العائلية، وصل أنصار ترامب لمقاطعة واشنطن في ولاية بنسلفانيا بدون كمامات بالعشرات للحصول على لافتات وقمصان تحمل شعار "لنجعل أميركا عظيمة من جديد".

وفي اليوم السابق، سار ممثل الولاية تيم أونيل على طول تلال المقاطعة لحشد المؤيدين الجمهوريين، موضحاً أنه طرق 3500 باب منذ أواخر يونيو.

لكن على الجانب الديمقراطي، قالت نائبة رئيس الحزب المحلي كريستينا بروكتور: "نحن لا نطرق الأبواب، ولا نريد تعريض متطوعينا للخطر"، مضيفة: "أشعر بالإحباط من ذلك، وأشعر بأن حملة ترامب تثير بعض الحماسة بمناسبات تنظمها وما زالت تطرق الأبواب، ولأننا نتعامل مع الوباء بجدية كبيرة، فإننا لا نقوم بذلك. أشعر بالقلق من أن يؤثر ذلك سلباً عليناً".

وفيما يوزع أعضاء فريق حملة بايدن، الذين يضعون كمامات، اللافتات من مكتبهم، قال المسؤول الجمهوري في المقاطعة ديف بال، إن الحذر لن يفيده كثيراً إذ يواجه المرشح الديمقراطي معركة صعبة محلياً بسبب مواقفه حيال ملف البيئة.

الفحم والغاز

وأوضح أن المرشحة الديمقراطية لعام 2016 هيلاري كلينتون خسرت في ولاية بنسلفانيا عندما دعت إلى إغلاق مناجم الفحم. وقد يخسر بايدن في هذه الولاية أيضاً بسبب انتقاده عمليات "التصديع" لإنتاج الغاز الصخري، وهي صناعة أصبحت في السنوات الأخيرة أساسية للمنطقة إذ ترتبط بها عشرات الآلاف من الوظائف بشكل مباشر أو غير مباشر.

وفي هذه المقاطعة التي كانت ديمقراطية قبل أن تحوّل موقفها لمصلحة ترامب في 2016، تضيق الفجوة بين عدد الديمقراطيين والجمهوريين المسجّلين في الانتخابات.

وفي عام انتخاب ترامب، كان عدد الديمقراطيين المسجلين يفوق بـ 14 ألفاً عدد الجمهوريين، كما يقول بال. لكن هذا الهامش تقلص اليوم إلى ألفين لمصلحة الديمقراطيين، الين أقروا بأن لديهم عملاً يجب القيام به، لكنهم مصرون على خوض المعركة بلا هوادة.

التصويت بالبريد

وفي تطور زاد الجدل حول طريقة التصويت، التي حذر ترامب منها، قالت شبكة "أيه بي سي" إن ملايين الأميركيين تسلموا استمارات لطلب التصويت عبر البريد من أطراف "غير رسمية"، موضحة أن "أطرافاً ثالثة"، ومجموعات تمثل الأحزاب السياسية الرئيسية، وأخرى معنية بمسألة إشراك الناخبين في التصويت، أرسلت استمارات للتصويت الغيابي للملايين.

واعتبرت الشبكة أن هذه العملية "قانونية تماماً"، ما دامت هذه المجموعات تلتزم بالقوانين، لكنها تزيد من "إرباك" الناخبين، وقد "تسبب خيبة أمل لمسؤولي الانتخابات المحليين الذين قد يتلقون أكثر من طلب اقتراع غيابي من الناخب الواحد"، نتيجة لقيامه بملء الطلب أكثر من مرة، لأنه قد لا يعرف أن طلبه قد اكتمل في المرة السابقة.

إلى ذلك، تشير معظم استطلاعات الرأي حتى الآن إلى تقدم بايدن، لكن مكاتب المراهنات ترى واقعاً مختلفاً وتضع كل ثقلها خلف ترامب، الذي عوض تراجع منذ أواخر يوليو.

والمراهنة على نتائج الانتخابات الوطنية أو المحلية غير قانوني في الولايات المتحدة، لكن الراغبين يمكنهم القيام بذلك عبر مواقع المراهنة الأجنبية خصوصاً الأسترالية والبريطانية، والتي يمكن للأميركيين الوصول إليها في بعض الأحيان.

واقع عنصري

وفي لقائها مع شبكة "سي إن إن"، اعتبرت نائبة بايدن المحتملة كامالا هاريس أن ترامب والنائب العام بيل بار يعيشان في "واقع مختلف" عبر نفي وجود عنصرية منهجية، مؤكدة أن "واقع أميركا اليوم هو ما رأيناه على مر الأجيال، وبصراحة منذ البداية، وهو أن لدينا نظامين للعدالة".

وأصرت هاريس، وهي أول امرأة ملونة تترشح لمنصب نائب الرئيس، على أن "الاحتجاج السلمي حق والعنصرية متأصلة بالفعل في ومعظم العقلاء الذين يهتمون بالحقائق أن يجادلوا في وجود فوارق عرقية ونظام متورط في العنصرية من حيث كيفية تطبيق القوانين".

وانتقدت سياسة ترامب في التعامل مع الجائحة الصحية وعدم قيامه بما يكفي لمساعدة ملايين العاطلين أو يعانون بطريقة أخرى نتيجة الأزمة العالمية.

back to top