رياح وأوتاد: ابن باز ونصرة المسلمين... ومن نصدق؟

نشر في 07-09-2020
آخر تحديث 07-09-2020 | 00:10
 أحمد يعقوب باقر ● في شريط مصور سئل الشيخ ابن باز عن الرأي في موقف الدول الإسلامية تجاه العدوان على المسلمين في لبنان وفلسطين وقتل النساء والأطفال والشيوخ وتشريدهم؟ وهل هذا الموقف يتفق مع الشريعة الإسلامية؟ فأجاب رحمه الله:

"لا شك أنه واجب على الدول الإسلامية أن ينصروا الحق وأن يساعدوا المسلمين في كل مكان في لبنان وفي فلسطين وفي الفلبين وفي أفغانستان وغيرها، ولكن هل يستطيعون وهم على هذه الحال متفرقون؟ لا يستطيعون إلا باجتماع وصدق وتعاون، هذا التفرق واختيار العقيدة وعدم تحكيم الشريعة من أكثرهم هو البلاء العظيم الذي جعلهم يتفرقون، فلو صدقوا الله وتمسكوا بشريعته لنصرهم وأيدهم على عدوهم ولهابهم عدوهم.

حتى الأميركان وحتى الروس لو تجمع المسلمون وصدقوا لأعطوهم حقوقهم ولم يتعدوا عليهم، ولكن هذا التفرق والبلاء الذي وقعوا فيه هو سبب احتقارهم وسبب تسليط الأعداء عليهم، وهم آثمون بهذا التفرق، وعليهم أن يتقوا الله ويسعوا جاهدين في إزالة هذا التفرق والتعاون، ومن سعى في ذلك واجتهد فله أجران إذا أصاب ومن أخطأ فله أجر، ولكن المصيبة فساد العقائد، فكثير منهم ليس عنده العقيدة الصحيحة الموافقة لشرع الله".

هذه كانت نصيحة ابن باز التي وجهها على الملأ الى الدول الإسلامية ونقلت الى العالم بأسره، وبيّن فيها أن واجب المسلمين أن ينصروا الحق ويساعدوا المسلمين في فلسطين وفي كل مكان، ولن يستطيعوا ذلك إذا كانوا متفرقين ولا يحكمون بشريعة الله، وهم آثمون بذلك، فعليهم بالاجتماع والصدق والتعاون والتمسك بالشريعة وتقوى الله وإزالة التفرق.

تأملت نصيحة ابن باز وكأنها تصف حال الدول الإسلامية اليوم بما فيها من تفرق جعلها تتخاصم وتشعل حرباً بينها في وسائل الإعلام، وتتساقط واحدة تلو الأخرى في معاهدات سلام منفردة مع اليهود، وها هي القوانين الغربية المخالفة للشريعة الإسلامية تغزوهم في عقر دارهم حتى تكاد تغير بعض أنماط حياتهم الاجتماعية وأعرافهم المستقرة منذ قرون.

جاء في الحديث الصحيح: "إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذُلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم". هناك دول كثيرة بعضها قريب من منطقتنا استقلت منذ زمن يقل عن استقلال كثير من الدول العربية ولكنها أصبحت في فترة قصيرة قوة يحسب لها أعداؤها ألف حساب.

لذلك على الدول العربية إن هي أرادت صادقة القيام بواجبها الشرعي تجاه قضية المسلمين الأولى أن تعود إلى شريعة الله وأن توحد موقفها الذي تبنته بالإجماع في القمم السابقة والذي يكفل عودة الأرض والمقدسات وأن تحيي الجهاد الذي بدونه لن يعيد اليهود أي شيء.

● الخلاف في الرأي والاجتهاد بين بعض أعضاء مجلس الأمة مع بعض أو مع الحكومة هو أمر معروف ومقبول في كل العالم، ولكن أن يصل الخلاف إلى تكذيب بعضهم بعضا حول حقيقة ثابتة أو معلومة معينة لا تحتمل الخلاف بأي شكل كان مثل الخلاف حول حقيقة اقتطاع أجزاء من أشرطة رسمية سلمت للمجلس، فهذا يدل أن الأمر تجاوز الرأي أو الاجتهاد إلى المصداقية، فهل ينتظر الأعضاء أن تأتي جهة خارجية لتستمع إلى الأشرطة والحكم بينهم لكي يعرف الناس من الصادق فيهم؟

back to top