تهدئة جديدة تولد ميتة على الحدود الصينية ـــ الهندية

اتهامات للجيش الصيني بخطف 5 هنود... وإدارة ترامب تعرض التوسط رغم استبعادها الحرب

نشر في 06-09-2020
آخر تحديث 06-09-2020 | 00:03
جنود من الجيش الهندي
جنود من الجيش الهندي
قالت الهند إن قوات عسكرية صينية اختطفت 5 من سكان إحدى ولاياتها الحدودية، وذلك بعد ساعات قليلة من اجتماع بين البلدين، هو الأرفع بين الدولتين منذ الاشتباك الدموي في يونيو الماضي، تم الاتفاق خلاله على تخفيف حدة التوتّر الحدودي.
أعلنت السلطات الهندية المحلية في أروناتشال برادش الهندية الواقعة على الحدود مع الصين، أن جنوداً صينيين اختطفوا 5 مواطنين هنود، وذلك بعد ساعات من اجتماع لوزيري دفاع البلدين، يعد أعلى تواصل سياسي مباشر بين البلدين منذ اندلاع مواجهة دامية على الحدود بينهما في مايو.

اجتماع موسكو

وقبل هذه الحادثة، أعلنت الهند أمس، أنها اتفقت مع الصين على العمل على تخفيف حدة التوتّر على امتداد حدودهما المتنازع عليها، خلال الاجتماع بين وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ ونظيره الصيني وي فنغ خه أمس الأول، على هامش لقاء لـ «منظمة شنغهاي للتعاون» في موسكو.

وجاء في البيان الصادر عن وزارة الدفاع الهندية، أن البلدين اتفقا على أنه «لا ينبغي لأي من الجانبين اتخاذ أي إجراء آخر من شأنه أن يعقد الوضع، أو يصعد الأمور في المناطق الحدودية».

في المقابل، ووفقا لما ورد في تقرير إخباري عن الاجتماع نشرته وزارة الدفاع الصينية على موقعها الإلكتروني، قال وي خلال الاجتماع، إنه يتعين تعزيز السلام والاستقرار، والعمل على تهدئة التوتر الراهن.

وأمس الأول، نقلت «وكالة أنباء الصين الجديدة» الرسمية (شينخوا) عن الوزير وي، أن المسؤولية في الأزمة المستمرة تقع بشكل كامل على كاهل الجانب الهندي، مضيفاً أن الجيش الصيني سيدافع عن «كل شبر من الأرض».

وأضاف وي أنه يأمل أن «تعزز نيودلهي السيطرة على قوات الخطوط الأمامية، وعدم عبورها خط الحدود، والقيام بأعمال استفزازية، وعدم اتخاذ أي إجراءات ربما تثير التوترات، وعدم إثارة ضجة ونشر معلومات سلبية عمدا».

ونقلت «شينخوا» عن وزير الدفاع الهندي، إنه من المهم الحفاظ على الحوار الدبلوماسي والعسكري، وقنوات الاتصالات بين البلدين.

كما نقل التقرير الصيني عن سينغ، انه «يأمل أن يتبنى الجانبان موقفا مسؤولا، وأن تنسحب بشكل كامل قوات الخطوط الأمامية؛ لتفادي تصعيد الوضع أو تعقيده عند الحدود، وإعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الصحيح».

خطف

ولم تمضِ ساعات قليلة على هذا الاعلان، قال نينونغ إرينغ، ممثل الجمعية التشريعية في ولاية أروناتشال برادش أن العسكريين الصينيين اختطفوا 5 أشخاص من إحدى مناطق الولاية، مشيراً الى أنه طلب من الحكومة المركزية الهندية التفاوض مع الجيش الصيني حول إطلاق المختطفين الخمسة.

ولفت إرينغ الى أن «هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الجيش الصيني بمثل هذه التصرفات»، محذراً من أن تصرفات الصين قد تؤدي إلى زيادة التوتر في الولاية بعد أحداث منطقة لاداخ التي أسفرت عن مقتل 20 جندياً هندياً.

والاثنين الماضي، أكدت الهند أنها أحبطت محاولة نفذتها قوات صينية لتغيير الوضع الراهن لحدودهما غير المرسمة بشكل جيد.

وأفاد الجيش الهندي، في بيان، «ليل 29- 30 أغسطس، انتهكت قوات جيش التحرير الشعبي التوافق السابق الذي جرى التوصل إليه في محادثات عسكرية ودبلوماسية خلال المواجهة الحالية في وادي غلوان بمنطقة لاداخ الشرقية، وقامت بتحركات عسكرية استفزازية لتغيير الوضع الراهن».

وأضاف أن «القوات الهندية استبقت نشاط جيش التحرير الشعبي الصيني على الضفة الجنوبية لبحيرة بانجونغ تسو، واتخذت إجراءات لتعزيز مواقعنا وإحباط نوايا الصين لتغيير الحقائق على الأرض من جانب واحد».

في المقابل، قال الممثل الرسمي للقيادة القتالية للمنطقة العسكرية الغربية للجيش الصيني العقيد تشانغ شويلي: «في 31 أغسطس، انتهك الجيش الهندي الاتفاق الذي تم التوصل إليه في المفاوضات السابقة المتعددة المستويات بين الجانبين». وذكر أن العسكريين الهنود عبروا مرة أخرى بشكل غير قانوني خط المراقبة في منطقة الشاطئ الجنوبي لبحيرة بانجونغ تسو وممر راكين، مما تسبب في حدوث توترات على الحدود.

وساطة واشنطن

وفي واشنطن، عرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب المساعدة في حل النزاع بين الجانبين. ووصف الموقف في تصريحات للصحافيين في البيت الأبيض بأنه «معقد للغاية». وقال إن واشنطن تتحدث إلى البلدين بشأن ما يمكنها فعله لنزع فتيل الموقف المتوتر.

وعرض ترامب في السابق الوساطة بين البلدين. وقالت الصين، إنها لا ترى ضرورة لدخول طرف ثالث للوساطة، وبدت الهند مؤيدة لذلك أيضا.

وذكر مصدر بالحكومة الأميركية أن واشنطن ترى أن البلدين لا يسعيان لدفع النزاع إلى حافة الحرب. ويتهم معلقون صينيون إدارة الرئيس ترامب التي تخوض حرباً تجارية مع بكين، بتزكية الصراع ودفع الهند الى مواجهة مع الصين. وكان ترامب نفسه ووزير خارجيته مايك بومبيو حثا نيودلهي على التصدي لـ«التحركات التوسعية» التي تقوم بها بكين على الحدود.

نيودلهي تأمل أن يتبنى الجانبان موقفاً مسؤولاً لتفادي تصعيد الوضع عند الحدود
back to top