«عقال وغترة يا معالي الوزير»

نشر في 28-08-2020
آخر تحديث 28-08-2020 | 00:06
 عبداللطيف مال الله اليوسف وزير المالية براك الشيتان بعد الاستجواب يجب ألا يكون كما كان قبله، أما وقد ربح معركته ضد مستجوبيه فإن ذلك يضعه أمام امتحان صعب، فلا يغتر بهذا الربح لأن ما تعرض له كان يخشاه الكثير من الوزراء، فيعمدون إلى الاستقالة أو أن تستقيل الحكومة بكامل أعضائها.

أقول للوزير: إن الحكومة جندت كل قواها للحفاظ على وجودك فيها، وقد كان لها ما أرادت، بيد أن الحمل يا الشيتان ثقيل، ذلك أن ما تعهدت بتنفيذه أكبر من قدراتك، إذ سيدفعك المحيطون بك من مستشارين إلى ولوج المسالك المهلكة فتتجه إلى باب المرتبات والأجور من الميزانية، ويصرفون نظرك عن أبواب الميزانية الأخرى كسبيل إلى تقليص العجز فيها، ونحن وأنت نعرف طبيعة هذا العجز الذي طالما لجأت إليه الحكومات السابقة تفاديا منها للضغوط عليها من أطراف إقليمية ودولية، أو أن تلجأ إلى الدين العام كوسيلة لعلاج الخلل نفسه فيها، وهي السندات بضمان الخزانة العامة، وهذه في دولة مثل الكويت تعتبر من وسائل الترف لتمويل الخزانة العامة، أو أن يدفع بك مستشاروك إلى فرض الضريبة على الشركات فينعكس هذا الإجراء سلبا على المواطن، وإن كان بطريقة غير مباشرة، فيتحمل المواطن المزيد من النفقات ما كان ليتحملها لو لم تفرض هذه الضريبة، فيتسع الخرق على الراقع.

أما وأننا لا نريد أن نتمادى في طرح ما يجب عليك اتخاذه، فإننا ننصحك بتشكيل لجنة استشارية تحيط بك، ويكون كل الأعضاء فيها من الرئيس إلى المقررين وحتى الطباعين ممن يعتمرون الغترة البيضاء والعقال الأسود، كما قال ذات يوم وزير المالية المتميز علما ودراية الأستاذ عبداللطيف الحمد.

يا معالي الوزير عندما نعلن وضع برنامج زمني لرأب الصدع الذي أصاب الميزانية فإننا ندعو الآخرين إلى التهكم والسخرية، فلا يعقل لدولة تطرد أموالها طرداً لتقدمها قروضاً ومنحاً لدول لم نسمع بها من قبل، دولة تسرف في إنفاق مواردها المرصودة ضمن أبواب الميزانية الأخرى، لا يعقل لهذه الدولة أن تشكو الفاقة والعوز.

كما أن ميزانية الكويت لا تعدو أن تكون بندا أو بابا من أبواب الصرف في ميزانيات دول متوسطة الحال اقتصادياً إلا إذا كنا في الكويت نريد أن نحذو حذو الدول الكبيرة التي تدير مشروعات عملاقة تتوقع أن يكون مردودها أكبر بكثير من حجم المبالغ التي استخدمت في إنشائها، فتلجأ الى تمويل مشاريعها عن طريق الوسائل والسبل التي نحن مقبلون عليها لتمويل ميزانيتنا الوطنية.

أخيرا نقول لك: إنك تتبوأ مقعدا مهما وكبيرا سبقك إليه رجال كبار متميزون ومقتدرون في أداء مهام عملهم، فاحرص على أن تتشبه بهم.

back to top