تأملات في ظل كورونا

نشر في 21-08-2020
آخر تحديث 21-08-2020 | 00:08
 محمد أحمد التيسي في ظل أزمة جائحة كورونا نجد أن بعض الناس ومع ظروف الحظر بصدد التحضير للرحلات الصيفية في الخارج غير ‏آبهين ولا مقدرين لخطورة العدوى من هذا الفيروس ولا العواقب المترتبة على قرار السفر، فالمصلحة الفردية عندهم متغلبة على المصلحة العامة.

لا تتوقف المخاطر عند هذا الحد بل وصلت الى مستويات أدهى وأمر، فقد وقع الآباء والأمهات في خطأ كبير أثناء فترة الحظر وخلال جلوسهم في المنازل تاركين أبناءهم فريسة سهلة للفراغ الذي عصف بأفكارهم وميولهم، ولم يستغلوا هذا الفراغ لجعله فرصة لترسيخ المبادئ والقيم لدى الأبناء وتطوير مداركهم وهوياتهم، فلاحظنا أن بعض الأبناء قد أصبحوا مدمنين لأجهزة الهاتف والألعاب الإلكترونية ومشاهدة المواقع كموقع النتفلكس، بالإضافة إلى متابعة بعض السفهاء من المشاهير الذين لم يكونوا ولن يكونوا تلك القدوة الحسنة.

أرى أن خطر النتفلكس على فئة الشباب لا يقل عن خطر وباء كورونا مما يبثه من مشاهد قتل وإجرام وتناول للمخدرات والإسفاف الأخلاقي على أنها أمور عادية وطبيعية تتنافى مع الواقع، فهي غير منتشرة في الولايات المتحدة الأميركية ولا الدول الأوروبية إلا بعض الدول التي يتم تصنيفها بالدول الخطرة، وهذا ما سبب العديد من المشكلات للطلبة الخليجيين أو العرب الذين يشاهدون الأفلام الأجنبية فيعتقدون أنها بلاد الحريات، وأن هذا الفساد هو الحرية، لكن هذا غير صحيح، وأعتقد أن هذه الأفلام التي تعرض لنا بما فيها من انحطاط فكري وأخلاقي لا يسمح بعرضه لديهم أو بالأحرى لا يشاهدها إلا من تعدى العشرين من عمره.

ومن المحزن والمؤسف هذه الأيام أن نجد الآباء، بدلاً من تثقيف أبنائهم بالدين الإسلامي وتعاليمه السمحة وتوجيههم التوجيه الصحيح، يسلمون أبناءهم على طبق من ذهب لهذه الجوائح الغربية التي تفتك بالمجتمع وتشوه نسيجه الداخلي.

وهنا أستذكر كلمة شيخ المجاهدين عمر المختار، رحمه الله، عندما أراد أحد المجاهدين قتل ضابط إيطالي وقع في أسر المجاهدين، فقال عمر المختار: نحن لا نقتل الأسرى، فأجابه: ولكنهم يقتلون أسرانا، فرد عليه عمر بكلمته الشهيرة: ولكنهم ليسوا قدوة لنا.

back to top