سعاد الصباح شمس لا تغيب

نشر في 14-08-2020
آخر تحديث 14-08-2020 | 00:00
 د. خالد المهدي هي بنت الكويت المبدعة، الشاعرة ذات الخيال الخلاق والعاطفة الجياشة والأسلوب الساحر والمعنى المقصود، التي خاطبت بأشعارها الروح والوجدان واستلهمت الوحي والخيال ونفذت إلى أعمق ما في الإنسان، حتى سكنت قلوب الجماهير العربية بنبض أشعارها، تتفيأ القصيدة تحت ظلال قلبها، فتراها صورة شعرية بين عينيها، تكتب بإحساسها قبل قلمها، لتملأ سماء الشعر فناً، موهوبة قد توضأت من نهر الإبداع والنقاء وأدت فريضة التميز في محراب الشعراء فكانت صلاة محبة وترنيمة دعاء.

هي مثال ناصع للمرأة العربية الحرة المناضلة التي أحبت وطنها بصدق وإخلاص، فلكم وقفت عند غير قضية سياسية تناضل وتدافع وتتحدى، وكثيراً ما شاركت في الحديث عن حال الأمة، وساهمت في وضع الحلول لغير قضية، ففلسطين همها والكويت عشقها الذي لا ينتهي ونورها الذي لا يخبو، وقضايا أمتها هدفها السامي. وفي القضايا الآنية تراها موجودة بقوة، ففي قضية "صفقة القرن" كانت لها صرخة مدوية أعلنتها رفضا لتلك الصفقة التي وصفتها بصفقة الخزي والعار، أما ما يتعلق بـ"كورونا" فرأت فيه "فيروساً عابراً للقارات يقول للإنسان كم أنت صغير وضعيف".

قديما قبلت التحدي عندما أراد البعض أن يمنع عنها مداد قلمها، معتبرين كتابة المرأة إثماً عظيماً، لكنها أصرت على خوض غمار التحدي، فكتبت وأبدعت وقالت فأسمعت، ووصفت فأحسنت وتوقعت فأصابت، في خير رد على من يعيش في الحاضر بعقلية الماضي.

هي الخنساء الثانية، التي كلما جرحت ازدادت عزيمة، وكلما دخلت تحدياً انتصرت فيه، بما تملكه من إحساس ينبض شعرا، إذ لم تستطع حوادث الحياة أن تجفف ماء شاعريتها أو بريق توهجها... فتحية لك أيتها الشاعرة الكبيرة المسكونة بحب الوطن، تحية لك أيتها الشمس التي لا تغيب، من محبي الشعر والوطن والإنسانية.

back to top