نعم ستدخل الملجأ

نشر في 14-08-2020
آخر تحديث 14-08-2020 | 00:06
 عبداللطيف مال الله اليوسف «من عقبك يا دباس نمشي مع الساس... ناخذ جليل الحق ونخلي كثيره». (بو دباس)

تساءل المواطن الكويتي الغيور نادر بلهجة حادة ممزوجة بالألم: هل تريدون إدخالنا إلى الملجأ؟ ونحن نقول له نعم ستدخل أنت والشرفاء من أمثالك الملجأ مادام الشعب الكويتي مستمرا في انتخاب المجلس النيابي الذي يفترض به التشريع ومراقبة الحكومة في تنفيذ هذه التشريعات.

"إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم"، فإذا ما أردت التغيير فعليك أنت أن تغير، أما إذا بقيت أنت تراوح في مكانك تتخبط بقراراتك فإن الله سيبقيك على هذا التخبط والارتجالية، فمصير الأمم والشعوب لا تقرره الأمنيات والآمال. لقد أدرك الكويتيون مغبة ما ارتكبوا من أخطاء مهلكة وقاتلة، وعليهم الآن أن يعترفوا بأخطائهم بالتعقل والروية والقرارات المدروسة التي تصدرها لجان وطنية كويتية خالصة لا تشوب وطنيتها شائبة، لجان تكون لقراراتها قوة نافذة لا تخشى في قراراتها لومة لائم.

هذا ما يجب علينا اتخاذه إذا أردنا أن نحافظ على ما تبقى من ثروات لدينا من طبيعتها أنها ثروات ناضبة، في محاولة منا لادخارها لأجيالنا القادمة، ولا نبذرها بجنون على من يقيم بين ظهرانينا ويلعننا ويشتمنا وهو يقتات ويعمر بلاده الزاخرة بالإمكانات والثروات الدائمة، فإذا كان موقفه منا ما نشاهده ونسمعه الآن فكيف سيكون موقفه منا عندما تنضب ثرواتنا وتعود الكويت كويتا كما بدأت منذ ثلاثمئة عام لم تتغير، ولم تكبر لتصبح كوتا؟ ماذا سيكون موقف هؤلاء الساخرين منا؟ هل سيهبون لنجدتنا وملء بطون الجياع من أجيالنا؟

لم يتبق إلا أن يأمر مجلس الخدمة المدنية في الكويت مجلس الوزراء بأن يسرح الأطباء الكويتيين من وظائفهم وإحلال أطباء من غير الجنسية الكويتية أماكنهم.

هذه هي القرارات اللاحقة التي سيقرها مجلس الوزراء في مقبل الأيام ما دمنا قد باركنا مساواة الموظف غير الكويتي بالموظف الكويتي، وما دمنا قد رضينا بامتيازات يتمتع بها غير الكويتي أكبر من الامتيازات التي يتمتع بها الكويتي، لأن القضية يمكن استيعابها وهضمها بالتدريج.

اليوم نسمع صرخة أحد الأبناء المخلصين لوطنهم إزاء كفة الميزان التي بدأت تميل لصالح الوافدين على حساب أبناء الوطن الذين لا يقلون كفاءة عن الآخرين، بل يبزونهم ويتفوقون عليهم علما ومعرفة، اليوم نشاهد باستغراب كيف تصرف علاوة بدل الإصابة للدكتور الوافد وحرمان الدكتور الكويتي منها، كما لو أن الإصابة تنتقي الأشخاص فتتجه للدكتور الوافد وتتقي صولة الدكتور الكويتي فتتفاداه في سابقة فريدة من نوعها في سلوك الأمراض والإصابة بها مشابهة لسابقة تفضيل الدكتور الوافد وتميزه على الدكتور الكويتي، سابقة تثير الاشمئزاز والحنق من هذا التمييز الأحمق.

إذاً ما المبررات التي ساقها من اقترح هذا الاقتراح؟ وأي سذاجة يتميز بها من أقر هذه المفارقة المضحكة ووضعها موضع التنفيذ؟ أهكذا تتم معاملة الدكتور الكويتي الذي يمتاز بوطنيته وحرصه على مصلحة الكويت؟

back to top