جميلة علي: أتمنى اختفاء الرقيب وتعسفه ضد الأدباء

«التكنولوجيا دخلت حياتنا بغزارة وأصبحنا نوظفها في أشياء كثيرة»

نشر في 14-08-2020
آخر تحديث 14-08-2020 | 00:05
أعربت الروائية جميلة علي عن أملها اختفاء سلطة الرقيب، مشيرة إلى أن الفضاء الإلكتروني الواسع يدعو إلى التخلي عن التعسف.
أقيمت أمسية أدبية بعنوان "القصة والحكاية" ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض الكتاب الافتراضي "E- Raf"، وشارك فيها الروائية د. جميلة علي، والكاتب حميدي حمود، وأدارتها الكاتبة جميلة جمعة.

في البداية، طرحت جمعة تساؤلا حول شعور الكاتب خلال فترة الحجر المنزلي الذي فرضته أزمة "كورونا"، لتجيب د. جميلة قائلة إنها كانت قبل الجائحة تسابق الزمن لاستكمال عملها الأدبي، ولما حدثت الأزمة، وتم الحظر "قمت بتوظيف ذلك الحظر والعزلة عبر تخصيص ما يتراوح بين 8 و9 ساعات يوميا في الكتابة والتدقيق والمراجعة والبحث لأستفيد قدر الإمكان، وثانيا قمت بعمل عالمي الافتراضي حتى لا أحس أني معزولة عن العالم، وعايشت أبطال روايتي وأحداثهم، ومر علي الوقت سريعا، وأنجزتها".

أما الكاتب حميدي فقال: "بالنسبة لتلك الظروف التي مررنا بها، كلنا تأثرنا، وليس الكاتب فقط، وإن كان الكاتب من بيئته فبالتالي هو أكثر عرضة وإحساسا بمثل هذه الأمور"، مبينا أن المفاهيم، والنظرة إلى الأمور، والمفردات في هذه الأزمة تغيرت، فكلمات مثل الجائحة والحجر وغيرهما لم تكن متداولة.

وأضاف حميدي أن تلك الأزمة ستؤثر، وسيكون لها دور في الكتابات المستقبلية، حتى وإن كان بطريقة غير مباشرة، مشيرا إلى أنه ضد فكرة أن الإبداع وليد الإجبار.

تفاعل إنساني

من جانبها، أكدت د. جميلة علي أن الكاتب وليد بيئته، "فهو عبارة عن تفاعل إنساني مع المحيط الذي حوله، يتعلم وينقل منهم وإليهم، والأفكار تتوارد بشكل تلقائي بينه وبين المجتمع الذي يعيش فيه، ومن ضمن الأشياء الحديثة التي نتعايش معها أصبحت هناك التكنولوجيا، والأمراض، والأوبئة، وأي شيء يمس الإنسان على الكرة الأرضية يؤثر فينا، ونتفاعل معه".

وتابعت "وعندما أكتب، فأنا أكتب لأي إنسان يمكن أن يطلع على أفكاري، ويتجاوب معها، ويستفيد منها، وهذا الهدف يجب أن يكون واضحا بالنسبة لي وأنا أكتب"، مضيفة "وفي الآونة الأخيرة رأينا أن التكنولوجيا دخلت في حياتنا بغزارة، وأصبحنا نوظفها في أشياء كثيرة".

وذكرت أن مجموعتها القصصية الأولى "يرجى عمل اللازم" يمكن أن تُقرأ بعين إنسان يجدها واقعا، موضحة أنها استمرت على الأسلوب نفسه في مجموعتها الثانية "الأصفار تشكل رقما" لتحصل بها على جائزة الدولة التشجيعية.

وبدوره، قال حميدي عند سؤاله عن أيهما يفضل القصة الحقيقية أو الحكاية الخيالية: "أنا لا أستطيع أن أفصل بين الواقع والخيال أثناء الكتابة، لأن القصة بحد ذاتها قد تكون واقعا لكن الكاتب من خلال خياله دخل هذا الواقع، والبتالي هي مزيج بين الحقيقة والخيال، فالقصة حتى إن كانت حقيقية واقعية وكتبها الكاتب فعندئذ أصبحت خيالا، لأن الكاتب يكتبها بطريقة مختلفة عن الآخرين".

وأضاف "إذا أردنا أن نتحدث عن الحكاية والقصة فهناك فرق، فالحكاية مستقاة من الحكي، والراوي شخص واحد، بينما القصة هي تكنيك، ففيها قد يكون بطل الرواية هو من يتحدث أو أحد الشخوص، إضافة إلى أن الحكاية فيها تمثيل، بينما القصة أنت تترك الخيال للقارئ".

وعما يدفعه إلى الكتابة، أوضح أن "الذي يحركني هو الحدث والموقف نفسه، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وليس بالضرورة أن أكون قد مررت بهذا الموقف، فمن الممكن أن يكون قد نُقل إلي أو رأيته، والحدث يجعلني أفكر كيف أنقل الموقف أو أصوره للقارئ، ومن هنا يختلف التكنيك من كاتب إلى آخر".

الرقيب

وعن الرقيب وسلطته على الأعمال الأدبية، قالت د. جميلة علي: "أتمنى أن يختفي. الحمد لله إصداراتي لم تتعرض لرقيب، ولكنني ضد ما حصل لمؤلفات بعض الزملاء، لأنني اطلعت عليها، وهي تنشر في دول خليجية وعربية. إذ نقتني الكتاب ونقرأه من الغلاف إلى الغلاف ولا نجد فيه ما يستدعي أبدا ما تعرض له من تعسف"، مستدركة "لكنني لاحظت في الآونة الأخيرة أن الأمر أصبح أكثر مرونة، وهناك تفهم بهذا الشأن بسبب كثرة مطالبات الأدباء ومجالس الرابطة السابقة بوقف هذا التعسف. وأحس أن هذه القيود بدأت تختفي، وإن كانت بدرجة لا تحقق الطموح، والعالم أصبحت فضاءاته مفتوحة، ولذا أرى أن الرقابة الذاتية من المؤلف على مؤلفاته كافية جدا، وللإنسان حرية الاختيار أن يقرأ أو لا يقرأ".

حميدي حمود: المفاهيم والمفردات تغيرت بعد أزمة «كورونا»
back to top