حكومة حسن روحاني «تتهيّب» من زيارة تضامنية لبيروت

اسحق جهانغيري ومحمد جواد ظريف رفضا القيام بها خوفاً من تداعيات داخلية و«حزب الله» طلب التريث

نشر في 11-08-2020
آخر تحديث 11-08-2020 | 00:00
الرئيس حسن روحاني
الرئيس حسن روحاني
لا يزال التريث سيد الموقف في طهران في التعامل مع انفجار مرفأ بيروت. وبعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى العاصمة اللبنانية المحرجة لطهران التي يمسك حلفاؤها بمفاصل السلطة في هذا البلد منذ الانتخابات الأخيرة، وبدرجة أكبر بعد استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري، قرر الرئيس حسن روحاني إيفاد نائبه اسحق جهانغيري إلى بيروت للتضامن.

لكن الزيارة لم تحصل، فقد أشارت مصادر مطلعة في الحكومة لـ«الجريدة» إلى أن جهانغيري تهرب من تلبية دعوة روحاني، خوفاً من أن يتحول إلى درع للحكومة أو «كبش فداء» سياسي بمواجهة انتقادات الأصوليين لدى عودته الى البلاد، في حال تعهد خلال الزيارة بتقديم مساعدات سخية في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور في إيران أو في حال أدت تصريحاته في بيروت إلى توتر سياسي، معتبراً أن الأمر فيه مخاطرة كبيرة.

بدل ذلك، اقترح جهانغيري الذي يعتبر ممثل الإصلاحيين في حكومة روحاني، إيفاد وزير الخارجية محمد جواد ظريف على أساس أن الأخير يمكنه الحديث بلغة دبلوماسية وأنه أكثر خبرة في التعامل مع انتقادات الداخل.

وكشف المصدر أنه رغم الضغوط الداخلية المتصاعدة لضرورة أن تتخذ حكومة روحاني موقفاً واضحاً وتقوم بمبادرة باتجاه بيروت التي اعتبرها أحد المسؤولين الإيرانيين إحدى العواصم العربية الأربع التي تسيطر عليها بلاده، رفض ظريف بدوره القيام بالزيارة، متخوفاً كذلك من تداعيات سياسية داخلية مزلزلة.

وقال المصدر، إن «حزب الله» الذي انزعج من انتقادات إيرانية خصوصاً على لسان الأمين العام لمجلس تشخيص نصلحة النظام محسن رضائي لزيارة ماكرون إلى بيروت، التي أشاد بها الأمين العام للحزب حسن نصرالله، أنقذ حكومة روحاني، بدعوته طهران إلى مزيد من التريث في موضوع الزيارة حتى يتضح مصير الحكومة.

رغم ذلك، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي في مؤتمر صحافي بطهران أمس، عن «زيارة مرتقبة لمسؤول رفيع المستوى» إلى لبنان خلال الأيام المقبلة دون أن يحدد هوية المسؤول ولا الموعد المقترح للزيارة.

من ناحية أخرى، وفي تصريحات تعكس تخوف طهران من التداعيات السياسية للانفجار بيروت، وإمكانية أن ينقلب التوازن السياسي بطريقة تضر بالمكاسب التي حققتها أخيراً، قال موسوي: «نرفض استغلال بعض الأشخاص والجماعات والدول لانفجار بيروت لتحقيق أغراض سياسية، البعض في لبنان يسعى لتحقيق أهداف سياسية بتحريض من دول خارجية».

وأضاف أن «بعض الدول تحاول نفاقاً أن تظهر أنها تقف إلى جانب الشعب اللبناني، وإذا كانت صادقة فعليها رفع العقوبات عن لبنان». ودعا موسوي الشعب اللبناني إلى «الهدوء والسماح للمسؤولين بالقيام بأعمالهم للتخفيف من معاناة المواطنين الذين تضرروا بانفجار بيروت»، لافتاً إلى أنه سيكون لانفجار المرفأ تداعيات وينبغي النظر إليه بعمق ومعرفة أسبابه.

وترجح الأجهزة الاستخبارية للحرس الثوري أن انفجار بيروت هو حادث مدبر. وتحدثت مصادر أمنية إيرانية عن تشابه بين ما جرى مع سلسة الحوادث الغامضة التي ضربت مواقع إيرانية حساسة بينها موقعي نطنز النووي وبارتشين العسكري، خصوصاً لناحية وجود مواد قابلة للانفجار في تلك المواقع الأمر الذي جعل من السهل استهدافها بطريقة لا يمكن كشفها وتعزز الغموض حول ما إذا كانت مجرد حوادث عرضية أو مدبرة.

back to top