«لويا جيرغا» يزيح آخر عقبة أمام محادثات السلام مع حركة طالبان

• غني يؤيد إطلاق 400 سجين بينهم 194 «خطيراً»
• أميركا تعلن خطة لتقليص قواتها

نشر في 10-08-2020
آخر تحديث 10-08-2020 | 00:03
مشاركة نسائية في اليوم الأخير لـ «لويا جيرغا» أمس             (أ ف ب)
مشاركة نسائية في اليوم الأخير لـ «لويا جيرغا» أمس (أ ف ب)
في قرار أيده الرئيس الأفغاني أشرف غني ومهّد الطريق لبدء محادثات سلام جديدة مع حكومته وحركة طالبان لإنهاء الحرب الدائرة منذ 19 عاماً، وافق آلاف الأعيان الأفغان على الإفراج عن نحو 400 سجين من عناصر الحركة المتشددين الذين أدينوا بجرائم خطيرة وتورّط الكثير منهم في اعتداءات أسفرت عن مقتل عشرات الأفغان والأجانب.

وشكّل مصير السجناء وبينهم 44 عنصراً بالتحديد يثيرون قلق الولايات المتحدة وغيرها من الدول لدورهم في هجمات «كبيرة» و150 محكوماً بالإعدام، عقبة أساسية في طريق إطلاق محادثات السلام بين الطرفين، اللذين أكدا التزامهما باستكمال عملية تبادل السجناء قبل بدء المفاوضات.

واتُّخذ القرار في ختام «لويا جيرغا» أو «المجلس الكبير» الذي استمر ثلاثة أيام، وهو اجتماع أفغاني تقليدي يضم زعماء القبائل وغيرهم من الشخصيات المؤثرة يعقد أحياناً لاتّخاذ قرارات بشأن المسائل المثيرة للجدل.

وأعلنت العضو في المجلس عاطفة طيب، أنه «لإزالة العقبات التي تمنع بدء محادثات السلام ووقف القتل ولمصلحة الناس، وافق اللويا جيرغا على الإفراج عن 400 سجين تطالب بهم طالبان».

وحض المجلس الحكومة على تقديم تطمينات للأفغان بأن السجناء الذين سيتم إطلاق سراحهم سيخضعون للرقابة ولن يسمح لهم بالعودة إلى القتال، مضيفاً أنه ستتم إعادة المقاتلين الأجانب المفرج عنهم إلى بلدانهم. كما طالب بـ«وقف جدي وفوري ودائم لإطلاق النار».

وأكد كبير مفاوضي الحكومة عبدالله عبدالله أمس، أن «قرار اللويا جيرغا أزاح آخر حجة وعقبة في طريق محادثات السلام»، موضحاً أنه «بات على وشك بدء مفاوضات السلام».

ووقع الرئيس الأفغاني مرسوماً للإفراج، الذي تأخر بسبب خلافاته مع «طالبان» وأيضاً مشاحناته السياسية مع منافسه السياسي الرئيسي عبدالله عبدالله. وقال: «على عناصر طالبان الآن إظهار أنهم لا يخشون وقف إطلاق النار في جميع الأنحاء».

وأفرجت الحكومة الأفغانية عن نحو 5000 سجين من طالبان، لكن السلطات ترددت في إطلاق سراح آخر دفعة من السجناء الذين تطالب بهم الحركة.

ورغم اعترافه بأن القرار «لن يحظى بشعبية»، ضغط وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من أجل إطلاق سراح هذه القائمة التي تضم 5 على صلة باستهداف فندق «إنتركونتيننتال» في كابول 2018 وقتل 40 شخصاً بينهم 14 أجنبياً، ومتورطاً في تفجير ضخم لشاحنة وقع فيمايو 2017 قرب السفارة الألمانية، وضابطاً سابقاً قتل خمسة جنود فرنسيين في هجوم تم من الداخل.

إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، أمس الأول، خططاً لتقليص حجم قواته في أفغانستان إلى «عدد أقل من 5 آلاف» بنهاية نوفمبر.

وكشف بذلك إسبر عن تفاصيل خطة أعلنها رئيسه دونالد ترامب يوم الاثنين الماضي، لخفض عدد القوات الأميركية من زهاء 8600 عسكري إلى نحو 4 آلاف.

وفي إطار تنفيذ الاتفاق الموقع مع «طالبان» بقطر يوم 29 فبراير الماضي بعد منذ أكثر من 18 عاماً من الحرب، أعلن المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد أعلن، الشهر الماضي، أن القوات انسحبت من 5 قواعد عسكرية في أفغانستان.

back to top