الإصلاح

نشر في 07-08-2020
آخر تحديث 07-08-2020 | 00:02
 ذياب الديحاني يقول الشاعر الجاهلي الأفوه الأودي:

لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ  لَهُم وَلا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا

تُلفى الأُمورُ  بِأَهلِ الرُشدِ ما صَلَحَت فَإِن  تَوَلَّوا َبِالأَشرارِ  تَنقادُ

إن إصلاح الفوضى التي خلفها الفساد لا يكون بالعناوين ولا التصريحات ولا المانشيتات الرنانة، بل يكون بالعمل الجاد والمسطرة الواحدة، فكم من فاسد اتُّهم بتهمة فساد وخرج بخطأ إجرائي! وكم من مغرد سجن تعسفا بسبب مجاملة نائب أو حزب أو سفير! وكم من قضية ظهرت على السطح وأخذت بهرجة إعلامية ثم اختفت مع الأيام دون أن نرى محاسبة حقيقية. سمو الرئيس، الإصلاح لا يكون بعنوان لتصريح دون تفاصيل، الإصلاح يحتاج إلى معايير ثابتة صارمة موحدة، لا تفرق بين الغفير وابن الوزير، فمن غير المنطقي أن نسمع عن قضية غسل أموال ضربت أطنابها الأرض وسقفها وصل السماء من صحف دولية وسط صمت حكومي، وفي الوقت نفسه تخرج قضية مشابهة تنشر تفاصيلها كاملة مصورة بدقة بكل تفاصيلها دون الأخرى. فهل المتهمون درجات؟ وهل وصلنا إلى مرحلة نحاسب فيها الفاسد حسب معيار الحسب والنسب؟ وهل طبقنا قانون ساكسونيا؟ وهل نحاسب ظل ابن الوزير ونجلد ابن الغفير؟! سمو الرئيس، إن الإحباط أصبح ديدن المصلح، والفرج أصبح ملازماً للفاسد، وهذا ما أضعف الإصلاح وزاد الفساد قوة واستشرى في مفاصل الدولة. سمو الرئيس، عرفناك نزيها أبيض اليد مشهودا لك بالاستقامة، ومن هذا المنطلق نذكرك بحادثة بني خزاعة عندما ذهبوا إلى رسولنا الكريم يطلبون الشفاعة لامرأة سرقت، فقال رسولنا الكريم: لو أن فاطمة ابنة محمد سرقت لقطعت يدها، فطبق القانون على القريب قبل البعيد، وأعد لنا ثقتنا بحكومتنا.

back to top