تعرف على صلاحيات.. نائب الرئيس الأميركي

• يمنحه الدستور الأميركي دوراً محدوداً
• خلال العقود الماضية تغيرت هذه الصورة واكتسب المنصب أهمية

نشر في 02-08-2020 | 16:16
آخر تحديث 02-08-2020 | 16:16
البيت الأبيض
البيت الأبيض
يعلن الديموقراطي جو بايدن في الأيام المقبلة اسم نائبته، وفي حال فاز في 3 نوفمبر أمام خصمه دونالد ترامب ستصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ الولايات المتحدة.

هناك مزحة يتم التداول بها في الولايات المتحدة مفادها أن امرأة كان لديها ولدان أحدهما أصبح بحاراً والثاني نائباً لرئيس الولايات المتحدة فانقطعت أخبار الأول والثاني.

هذا هو باختصار مفهوم هذا المنصب لدى الشعب الأميركي، لكن خلال العقود الماضية تغيرت هذه الصورة واكتسب المنصب أهمية وصاحبه نفوذاً في المكتب البيضاوي.

ويمنح الدستور نائب الرئيس دوراً محدوداً، فهو ينص على توليه رئاسة مجلس الشيوخ لكنه ليس مخولاً التصويت الا إذا عجز أعضاء المجلس الـ 100 عن اتخاذ قرار.

كما ينص على أن يحل مكان الرئيس في حال توفي أو استقال، وفي هذه الظروف تولى تسعة نواب رؤساء منصب رئيس، كان آخرهم ليندون جونسون بعد اغتيال جون أف كينيدي وجيرالد فورد بعد استقالة ريتشارد نيكسون جراء فضيحة ووترغيت.

وصرح جويل غولدشتاين استاذ الحقوق في جامعة سانت لويس لفرانس برس «حتى وأن بقيت هذه الأدوار فهي لا تعكس فعلياً مهام نائب الرئيس حالياً».

وكان نائب الرئيس لفترة طويلة بعيداً عن السلطة التنفيذية لان مكتبه كان في مجلس الشيوخ، والتغيير في الجوهر وفي الشكل بدأ في عهد الرئيس جيمي كارتر (1977-1981) الذي خصص موقعاً حقيقياً دائماً في الجناح الغربي في البيت الأبيض.

ومذاك لم يغير أحد هذا الموقع وأصبح مكتب نائب الرئيس بين الأمين العام ومستشار الأمن القومي، إضافة إلى ذلك يمكنه الوصول مباشرة إلى مكتب الرئيس ورمزية هذا الأمر كبيرة.

ويقول غولدشتاين إن نائب الرئيس المعاصر «مستشار أول حول كافة المواضيع».

واعتمد رونالد ريغن بشكل كبير على إلمام جورج بوش الأب السفير السابق لدى الأمم المتحدة والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه)، في مجال السياسة الخارجية، وبدوره اعتمد بيل كلينتون على آل غور لخوض عدة معارك سياسية.

وبفضل هذا المنصب تخطى ديك تشيني عتبة كبرى، وفقاً لعدد من المراقبين، إذ أن نفوذه خصوصاً بعد اعتداءات 11 سبتمبر توسع لدرجة باتت تطرح تساؤلات بشأن دور الرئيس جورج بوش الابن.

وكان الرئيس الأسبق باراك أوباما سخر من هذه المسألة خلال عشاء المراسلين في البيت الأبيض بقوله «قال ديك تشيني انني كنت أسوأ رئيس عرفه، والمضحك أنني اعتقد أنه هو كان أسوأ رئيس عرفته».

خلال القرن الـ 19 والنصف الأول من القرن العشرين لا يختار المرشح للانتخابات الرئاسية نائبه، بل يتولى حزبه ذلك، وبالتالي لا تدخل في المعادلة مسألة التقارب الفكري أو توارد الأفكار.

وتطورت هذه العلاقة بعد الحرب العالمية الثانية لتصبح أكثر تماسكاً.

وتجاوز باراك أوباما وجو بايدن حاجزاً جديداً بعد أن أظهرا انسجاماً حقيقياً خلال تعاونهما الذي دام ثماني سنوات.

وأوضح بايدن بوضوح أنه يبحث عن تطوير مثل هذه العلاقة مع المرأة التي ستتولى منصب نائب الرئيس.

وأعلن في 2012 «إني آخر شخص يبقى مع الرئيس في القاعة هذه طريقة عملنا».

وتتناقض هذه التصريحات مع تلك التي أدلى بها قبل أكثر من عقدين جون أدامز أول نائب رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الذي اشتكى بمرارة من دوره في رسالة بعث بها إلى زوجته أبيغايل.

وجاء فيها «صممت بلادي لي رغم حكمتها أتفه منصب يمكن للعقل أن يتصوره».

نظمت الولايات المتحدة 58 انتخابات في تاريخها، ولم تنتخب يوماً امرأة رئيسة أو نائبة للرئيس.

وأعلن بايدن في مارس أنه سيختار نائبة له في حال فوزه في الاقتراع الرئاسي.

وقال خلال مناظرة تلفزيونية مع خصمه بيرني ساندرز «نساء كثيرات يتمتعن بمزايا تخولهن مستقبلاً لتولي منصب نائب الرئيس.. سأختار امرأة في هذا المنصب».

وكان مرشحان قبله اتخذا الخطوة نفسها الديموقراطي وولتر مونديل مع جيرالدين فيرارو في 1984 والجمهوري جون ماكين مع سارة بالين في 2008.

وقال غولدشتاين «الفارق هذه المرة هي أنها المرة الأولى التي يختار فيها مرشح يعتبر الأوفر حظاً وله فرص حقيقية بالفوز امرأة».

back to top