«دراما المخابرات» يوثّق مسلسلات وأفلام الجاسوسية

13 عملاً درامياً وسينمائياً مصرياً تناولت قصصاً حقيقية

نشر في 31-07-2020
آخر تحديث 31-07-2020 | 00:04
وثقت د. دعاء البنا في كتابها الجديد «دراما المخابرات وقضايا الهوية الوطنية»، المعالجات الدرامية للأعمال السينمائية والدرامية، التي ارتكزت أحداثها على دراما الجاسوسية، أو تناولت فترة الحروب ما بين 1948 وحتى 1973.
قدمت الكاتبة دعاء البنا في كتابها "دراما المخابرات وقضايا الهوية الوطنية"، الكثير من النقاط المهمة، في دراسة قامت خلالها بتحليل المضمون، الذي قدم في الأعمال المختلفة، التي عرضت خلال العقود الخمسة الماضية، مفرقة بين الأعمال التي تناولت تلك الفترة في أحداثها، والأعمال التي تناولت قضايا حقيقية من ملفات المخابرات المصرية لوقائع حدثت بالفعل.

أحداث وحقائق

وتمثل دراما المخابرات الاتجاه الثالث في اتجاهات التأليف بالدراما السياسية، وهي دراما قد تكون مأخوذة من ملف المخابرات المصرية، وتروي أحداثاً وحقائق واقعية لأبطال مصريين وطنيين ضحوا في سبيل وطنهم في اتجاه مماثل لا يقل عن دور الجندي على أرض المعركة، فكانوا سبيلاً لجمع المعلومات وتوفير البيانات الخاصة بالعدو والتي تساعد مصر على اتخاذ القرار السليم ووضع الاستراتيجيات السليمة.

ويؤكد الكتاب أن دراما المخابرات ركزت على المضمون السياسي والعسكري المتمثل في أهم الأحداث السياسية والعسكرية، التي مرت بها مصر والعالم العربي، بداية من 1948 وحتى عام 1973، حيث تناول عدة قضايا كان أهمها قضايا الجاسوسية، يليها الصراع المصري الاسرائيلي في المجال السياسي والعسكري والاقتصادي، ثم تناولت الصراع العربي الإسرائيلي وقضية السلام، بالإضافة إلى اشارتها لقضايا دولية مثل الصراع بين القطبين وسياسة القطب الأوحد وقضية الهولوكست.

التنافس والصراع

كما عرضت هذه الدراما شخصيات درامية لسياسيين وعسكريين مصريين وعرب وأجانب، بالإضافة إلى الشخصيات العسكرية، في حين ركزت الأعمال الدرامية المرتبطة بالجاسوسية على الفترة من 1967 وحتى عام 1973 باستثناء مسلسل رأفت الهجان الذي تناول فترة زمنية أطول، مع العلم بأن مختلف الأعمال ركزت على التنافس والصراع بين المخابرات المصرية والمخابرات الإسرائيلية.

وارتكز الخطاب الدرامي على إبراز أن المجتمع المصري بأكمله نسيج واحد، لا يوجد فيه اختلاف بين يهودي، مسيحي ومسلم، فجميعهم مواطنون مصريون، وهو أحد المبادئ الأساسية التي تضمنتها ثورة 1919، مع التأكيد على الهوية العربية لمصر، والتي تم التعبير عنها خلال الحوار الدرامي بالعديد من العبارات التي تدعم الوحدة العربية، سواء عبر الجمل الحوارية أو وجود شخصيات عربية فلسطينية ولبنانية وسورية وتونسية ومغربية، بشكل يعكس القومية العربية، فضلاً عن التصوير في بعض هذه البلدان لجزء من الأحداث.

سمات إيجابية

وتضمنت دراما الجاسوسية عدداً من القيم الأساسية في مقدمتها: الوطنية، والتضحية، والانتماء للوطن، بهدف الدفاع عنه والحفاظ عليه، فضلاً عن تضمنها صوراً متنوعة للآخر الخارجي، حيث نسبت إليه سمات إيجابية وسلبية، عدائية ومؤيدة من خلال الشخصيات المختلفة التي ظهرت، وهو ما يمكن رصده في شخصية "حنا بلومبرغ" بمسلسل "رأفت الهجان"، على سبيل المثال لا الحصر، فضلاً عن عرض الدور الذي تقوم به المنظمات الدولية.

صناع الدراما

وتطرق الكتاب إلى صدور قرار بشأن عدم تحويل بعض القصص والأحداث الموجودة في ملف المخابرات المصرية إلى دراما تلفزيونية، باعتباره شكلاً من أشكال الرقابة، التي تعرضت لها دراما المخابرات، لكونها أحد أنواع الدراما السياسية، فيما نقل تصريحات عديدة لعدد من صناع الدراما والسينما أرجعت قلة تقديم هذه الأعمال إلى أسباب انتاجية، في ظل التكلفة الكبيرة التي تتطلبها هذه الأعمال، فيما تحدث آخرون عن الدعم الذي يحصلون عليه عند بداية الشروع في تنفيذ بعض هذه الأعمال.

وعبر الاطلاع على المواد الدرامية الخاصة بملفات المخابرات العامة المصرية يلاحظ أن هذه الدراما تضمنت ثلاثة أفلام سينمائية، هي "إعدام ميت"، و"الصعود إلى الهاوية"، و"بئر الخيانة"، إضافة إلى 10 مسلسلات بدأت بمسلسل "داليا المصرية" عام 1980 وانتهت بمسلسل "العميل 1001" عام 2005، مع الإشارة إلى وجود أفلام خاصة بالجاسوسية، لكنها ليست مأخوذة عن وقائع حقيقية منها "ولاد العم"، "مهمة في تل أبيب"، و"مافيا".

وعبر تحليل الأعمال السينمائية والدرامية تناول الكتاب سردا تفصيليا بشكل كبير للأعمال الفنية ومكامن تميزها والتطور الذي حدث فيها من تجربة لأخرى، والخطاب الدرامي المستخدم في كل تجربة بما يتناسب مع طبيعتها، فعلى سبيل المثال في فيلم "إعدام ميت" ركز الخطاب الدرامي للفيلم على قضية الجاسوسية دون غيرها من القضايا، في إطار الصراع المصري الإسرائيلي، عقب هزيمة 1967 وقبيل انتصار 1973، معتمداً على أحداث ووقائع حقيقية من ملف المخابرات العامة المصرية، ويعتبر من أول الافلام التي استخدمت الرمز للتعبير عن هوية "الأنا"، وهو ما اتضح أيضا في اسم الفيلم.

اليهود المصريون

أما مسلسل "رأفت الهجان" فقد عالج الخطاب الدرامي له مفهوم الوطنية بشكل أكثر تفصيلاً من الخطابات الدرامية الاخرى، وتناول القضايا المصرية والعربية، مركزاً على القومية العربية، مقدماً يهود مصر باتجاهاتهم المختلفة، فقدم اليهود المصريين المؤمنين بأنهم مصريون ينتمون لهذا البلد، وقدم في الوقت نفسه اليهود المصريين الذين يعتبرون أن انتماءهم الأول والاخير لإسرائيل وأن مصر لا تعتبر وطنا لهم ولكنها عدو يجب محاربته والثأر منه، وهو ما يتضح في الحوارات التي جرت في حلقات العمل.

back to top