جولة الجنرال ميلي تقلق طهران... وبنيامين نتنياهو يحذر سورية ولبنان

عبداللهيان يكرر تهديد علي خامنئي برد جديد على مقتل قاسم سليماني ويعد بثمن باهظ لمضايقة طائرة «ماهان»

نشر في 27-07-2020
آخر تحديث 27-07-2020 | 00:05
انعكست الجولة الإقليمية التي يجريها رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية في المنطقة قلقاً في طهران خصوصا أن زيارته السابقة جاءت قبل أيام فقط من مقتل قاسم سليماني، في حين أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو تحذيرا لحكومتي سورية ولبنان، وسط ترقب لشن «حزب الله» ضربة انتقامية لمقتل أحد عناصره.
غداة قيامه بزيارة هي الثانية لإسرائيل بعد زيارته الأولى التي سبقت قتل الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني بأيام قليلة، واصل رئيس أركان الجيوش الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي جولة إقليمية، مثيراً قلقاً في طهران حول هدف الجولة وما إذا كانت واشنطن تعد لتصعيد أو ضربة أمنية كضربة سليماني، خصوصاً بعد حادثة اعتراض مقاتلات أميركية طائرة مدنية إيرانية فوق الأجواء السورية.

وحط ميلي أمس في الدوحة، حيث أجرى مباحثات تناولت أبرز المستجدات في المنطقة مع أمير قطر تميم بن حمد.

وأفاد الديوان الأميري القطري، في بيان، بأن اللقاء «استعراض علاقات التعاون الاستراتيجي بين قطر وأميركا، خصوصا في المجالات الدفاعية والعسكرية والأمنية».

وناقش الطرفان «الجهود المشتركة لتعزيز أمن واستقرار المنطقة». ويتمركز نحو 13 ألف عسكري أميركي، غالبيتهم من سلاح الجو، في قاعدة «العديد» العسكرية الجوية، على بعد 30 كلم جنوب غربي الدوحة.

وتستخدم واشنطن تلك القاعدة، التي تمثل أكبر وجود عسكري لها بالشرق الأوسط، في حربها ضد تنظيم «داعش» الإرهابي بسورية والعراق.

ميلي ونتنياهو

جاء ذلك غداة قيام ميلي بزيارة غير اعتيادية لإسرائيل يوم الجمعة الماضي، تركزت حول «إيران والتحديات الأمنية الإقليمية». وتزامنت الزيارة مع إعلان الجيش الإسرائيلي تعزيز قواته على حدوده الشمالية مع سورية ولبنان، وسط تقديرات إسرائيلية تتوقع شن «حزب الله» اللبناني ضربة انتقامية لمقتل أحد عناصره في غارة إسرائيلية قرب دمشق.

وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محادثات مع الجنرال ميلي عبر دائرة الفيديو المغلقة تناولت ملف إيران والتحديات الأمنية في المنطقة. وتلقى ميلي إيجازاً من إدارة المخابرات العسكرية الإسرائيلية عن التطورات في المنطقة.

وأمس، جدد نتنياهو تحذيره أن تل أبيب لن تسمح لإيران بالتموضع عسكريا عند حدودها الشمالية، محذراً حكومتي سورية ولبنان من عواقب أي هجمات ضد اسرائيل تنطلق من أراضيهما.

وصرح نتنياهو في مستهل الجلسة الحكومية الأسبوعية، أمس، بأن إسرائيل في الجبهة الشمالية «تعمل وفقا لسياسة متسقة. ولن نسمح بزعزعة أمننا وبتهديد مواطنينا، ولن نتسامح مع أي مساس بقواتنا».

وأشار إلى أنه يعقد جلسات مستمرة لتقييم الموقف مع وزير الدفاع بيني غانتس، ورئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، مضيفاً أن القوات الإسرائيلية «مستعدة للرد على أي تهدید كان».

وشن الجيش الإسرائيلي الجمعة الماضية غارات على مواقع للجيش السوري في جنوب البلاد، بدعوى الرد على إطلاق نار باتجاه الجولان المحتل.

تأهب مدة طويلة

في موازاة ذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي، أمس، قذائف دخانية، قرب موقع عسكري لبناني، في مرتفعات بلدة كفرشوبا الواقعة في منطقة العرقوب، من قضاء حاصبيا جنوبي البلاد.

وأصابت القذائف الساتر الغربي لموقع «رويسات العلم» العسكري التابع للجيش اللبناني، ضمن البلدة. ترافق ذلك، مع تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي، وطائرة استطلاع فوق جنوب لبنان.

وأبقت إسرائيل على قواتها في حالة استنفار على الحدود مع البلدين خشية رد محتمل من «حزب الله» على مقتل أحد عناصره في قصف إسرائيلي بسورية.

وقدرت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن مستوى التأهب العسكري العالي على الحدود مع سورية ولبنان سيبقى فترة طويلة.

ورجحت التقديرات، إثر مداولات هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي وقيادة المنطقة الشمالية أن «حزب الله» سينفذ هجوماً عسكرياً ضد هدف إسرائيلي.

وأفادت مصادر إسرائيلية بأن «حزب الله» يواصل البحث عن نقاط ضعف في محاولة لتنفيذ عملية محدودة تجنبه الدخول في مواجهة كبيرة في ظل الظروف والضغوط التي يعيشها على وقع الأزمة الاقتصادية في لبنان.

حادث الطائرة

وتتزامن تلك التطورات مع إعلان المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبداللهيان، أنه تم تحديد القاعدة التي استخدمتها المقاتلات الأميركية لاعتراض الطائرة المدنية الإيرانية التابعة لخطوط «ماهان» في المجال الجوي السوري مساء الخميس الماضي.

وقال عبداللهيان في تصريحات متلفزة: «لقد كشفت السلطات الإيرانية عن أكثر من 90 في المئة من تفاصيل الحادث، بما في ذلك القاعدة التي انطلقت منها المقاتلات الاميركية». ووصف الحادث بأنه غير عادي، مشيرا إلى تقارير تحدث عن محاولة لـ»إيهام الدفاعات الجوية السورية بوجود خطر ودفعها لإطلاق صواريخ تسقط الطائرة المدنية»، على غرار حادث أسفر عن ضرب طائرة روسية بالأجواء السورية عن طريق الخطأ واعتبرت موسكو أن مقاتلة إسرائيلية تسببت فيه.

وكرر عبداللهيان التهديد الذي وجهه الاسبوع الماضي المرشد الاعلى علي خامنئي خلال استقباله رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي في طهران، وقال: «يجب على الأميركيين أن يدركوا أن الانتقام القاسي لاغتيال القائد قاسم سليماني لم يأت بعد، لذا فإن هذه الأعمال الاستفزازية لا تساعدهم، بل ستجعل الظروف اللازمة لدفع الثمن الباهظ لهذه الجريمة أكثر صعوبة، وستنتج عواقب وخيمة بسبب هذه الحماقة التي تهدد سلامة الركاب والمدنيين».

وتابع: «بالطبع، سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية، لكن في بعض الأحيان من المطلوب أن تدفع واشنطن أثماناً باهظة». ورأى أن نفي إسرائيل لأي دور في الحادث الجوي جاء «من موقع الخوف».

وحول الإجراءات القانونية والسياسية التي اتخذتها إيران بشأن الحادث، قال عبداللهيان: «من الناحية القانونية، قدم السفير الإيراني بالأمم المتحدة في نيويورك احتجاجاً رسمياً، واستدعت وزارة الخارجية سفيرة سويسرا بصفتها راعية المصالح الأميركية في طهران، وتم اتخاذ الإجراءات الأولية ومن الممكن الرجوع إلى الآليات القانونية على الصعيد الدولي».

وكانت السلطات الإيرانية قالت إن مقاتلة أميركية على الأقل اقتربت على نحو خطير من طائرة ركاب إيرانية في المجال الجوي السوري وتسببت في إصابة بعض الركاب جراء اضطرار قائد الطائرة لتغيير مساره بشكل عنيف، في حين أقرت الولايات المتحدة بأن إحدى مقاتلاتها اقتربت من الطائرة الإيرانية بعد دخولها منطقة تحليق تحظرها القوات الأميركية فوق قاعدة «التنف» التي تتمركز فيها قوات أميركية بسورية، لكنها أكدت أنها كانت على «مسافة آمنة» تقدر بألف متر. في السياق، ذكرت تقارير أن المقاتلات الأميركية انطلقت من قاعدة جوية في الأردن.

الحوثي يعرض المشاركةفي الرد الإيراني

أصدرت جماعة «أنصار الله» الحوثية، المتمردة في اليمن، بيانا أبدت فيه استعدادها المشاركة في أي رد إيراني، على اعتراض مقاتلات أميركية طائرة مدنية إيرانية تابع لطيران «ماهان» في الأجواء السورية. ووصف المكتب السياسي للجماعة المتحالفة مع طهران، الحادث بـ «العربدة الأميركية».

back to top