أثينا تهدد أنقرة بعقوبات بعد قرار «آيا صوفيا» والبابا فرنسيس «حزين»

أورهان باموق: إردوغان يقول للعالم إن تركيا لم تعد علمانية

نشر في 13-07-2020
آخر تحديث 13-07-2020 | 00:04
رجلان يلتقطان «سيلفي» أمام «آيا صوفيا» في إسطنبول أمس الأول (ا ف ب)
رجلان يلتقطان «سيلفي» أمام «آيا صوفيا» في إسطنبول أمس الأول (ا ف ب)
لا يزال قرار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد يثير جدلا واسعا، وتحديدا مع اليونان، التي اعتبرت الأمر استفزازا، في حدث من شأنه أن يزيد تدهور العلاقات بين أنقرة وأثينا.

وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إن القرار "سيؤثر على علاقات تركيا بكل من الاتحاد الأوروبي ومنظمة اليونيسكو والمجتمع الدولي بأسره".

وصرح الناطق باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس "ان كل شيء مطروح على الطاولة"، مهددا بـ"إمكان فرض عقوبات، ليس فقط من أوروبا، بل ومن المنظمات الدولية أيضا".

وأكد وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس أن أثينا ستطلب من الاتحاد الأوروبي دراسة إمكانية اتخاذ "إجراءات صارمة" بحق تركيا.

ودعا حزب الحل اليوناني إلى الرد بالمثل على أنقرة، وطالب حكومة بلاده بتحويل مكان ولادة مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك في مدينة تسالونيك اليونانية، إلى متحف لتخليد "ذكرى الإبادة الجماعية اليونانية".

وكان مجلس الدولة التركي وافق الجمعة على طلبات قدمتها منظمات عدة تدعو إلى إبطال قرار حكومي يعود لعام 1934 ينص على جعل "آيا صوفيا"، التي كانت كنيسة بيزنطية، متحفا. بعد ذلك بقليل، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن أبواب هذا الصرح البيزنطي ستفتح أمام المسلمين للصلاة في 24 يوليو.

ويمثل تحويل آيا صوفيا، بالنسبة لإردوغان وأنصاره، إلى مسجد للمسلمين علامة فارقة في ولادة جديدة لتركيا القوية المسلمة.

وذكرت وكالة بلومبرغ الأميركية للأنباء أن "معارضي هذه الخطوة في الداخل والخارج، يرونها دليلا دراماتيكيا جديدا على ظهور دولة تركية أقل علمانية وتسامحا تحت حكم إردوغان".

وقال الروائي التركي أورهان باموق، الحائز جائزة نوبل، إن تحويل المبنى التاريخي "لمسجد مرة أخرى يعني القول لبقية العالم للأسف لم نعد علمانيين"، مضيفا أن "هناك ملايين الأتراك العلمانيين يصرخون مثلي ضد هذا التحويل، لكن لا تجد أصواتهم آذانا صاغية".

وفي أول تعليق له على قرار الحكومة التركية، كسر بابا الفاتيكان فرنسيس صمته المستمر على مدى يومين، وأعرب خلال صلاة أمس في الفاتيكان، عن "حزنه الشديد".

وفي خروج عن النص المعد مسبقا لكلمته، قال البابا: "تفكيري يذهب إلى اسطنبول، أفكر في القديسة صوفيا والألم يعتصرني. إنني حزين جداً".

من ناحيتها، أكدت وزيرة الثقافة والشباب في الإمارات نورة بنت محمد الكعبي ان "تغيير وضع آيا صوفيا لم يراع القيمة الإنسانية لهذا المعلم التاريخي، الذي لطالما شكل إرثا عالميا وقيمة ثقافية وتراثية، وجسرا لتقريب الشعوب وتعزيز الروابط المشتركة فيما بينها".

وأشارت الكعبي إلى أن "آيا صوفيا مثال مهم على التفاعل والحوار بين آسيا وأوروبا، وينبغي أن يبقى شاهدا على التاريخ الإنساني المتسامح القائم على الحوار بين الحضارات".

back to top