محمد جاسم الصقر: «الدائرة الواحدة» هو الأفضل لكنه لا يناسب الكويت

رئيس مجلس «العلاقات»: لم أعتزل السياسة بل ركزتُ على شقها الخارجي
• أكد خلال لقاء مفتوح بورشة «لوياك» تفضيله للدوائر الخمس بـ4 أصوات أو العودة إلى «الـ 25» بصوتين
• الحكومة مضطرة لـ «الدَّين العام» والاقتراض... وتسييل الأصول خسارة كبيرة

نشر في 13-07-2020
آخر تحديث 13-07-2020 | 00:05

• بعض النواب لا يريدون الإصلاح والخصخصة لأنهما ضد مصلحتهم وإذا طبقتهما الحكومة فسيقل نفوذ وزرائها

• خطير جداً «تكويت القضاء» بالطريقة التي تم طرحها

• مصر دولة أساسية ومحورية في العالم العربي وليس من مصلحتنا أن تكون ضعيفة

• ناضلت في قضية «الناقلات» طوال 8 سنوات وأديت دوري بأمانة ورفضت عرض الشيخ سعد الجلوس مع المتهم الأول

• «التكويت» ضرورة لكن يجب أن يتم بشكل عقلاني ومتأنٍ وليس في كل القطاعات

• الحكومات المتعاقبة السبب الرئيسي في خلل التركيبة السكانية ونحتاج على الأقل إلى 5 سنوات لتعديلها

في لقاء تناول فيه قطوفاً من تاريخه السياسي والبرلماني ورؤيته الصحافية وهمومه الإصلاحية، أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة، رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية، عضو مجلس الأمة السابق محمد جاسم الصقر، أنه لم يترك العمل السياسي في البلاد، بل اهتم بالشق الخارجي منه.

وقال الصقر، خلال لقاء مفتوح مع عدد من المجاميع الشبابية الكويتية والعربية نظمته مؤسسة لوياك ضمن ورشة عمل طلبة الجوهرة، رحب فيه برئيسة مجلس إدارة المؤسسة فارعة السقاف وجميع الحضور، إن قانون الانتخاب وفق الدائرة الواحدة هو الأفضل، غير أنه لا يناسب الكويت، مشيراً إلى أنه يميل لنظام الـ 5 دوائر بـ 4 أصوات، أو العودة إلى النظام القديم بـ25 دائرة وصوتين".

وعما يشغل الساحة المحلية حالياً، رأى الصقر خلال اللقاء الذي أدارته الإعلامية اللبنانية جوزيل خوري، أن "التكويت" أمر ضروري، غير أنه يجب أن يتم بشكل عقلاني، وليس في كل القطاعات، معرباً عن خطورة أن يتم "تكويت" القضاء بالطريقة المطروحة حالياً.

عن كل هذا، وملفات عديدة أخرى تطرق فيها إلى قضايا الفساد، مع تعريجه على ملفات خارجية تتناول مصر والقضية الفلسطينية وإسرائيل والإدارة الأميركية، ومنها إلى الرياضة وناديه المفضل، ثم ما يفعله خلال "كورونا".... دار هذا اللقاء، الذي ميزه وضوح الرؤية وقيمة الرائي.

أكد الصقر أنه لم يبتعد عن العمل السياسي بل مستمر فيه عبر قنوات مختلفة، مستدركاً بأنه ابتعد فقط عن المجلس، لكنه داخل السياسة بشكل كبير، خصوصاً الخارجية.

وقال إنه كان يعمل طوال مسيرته ضمن كتلة نيابية بدأت بـ 9 أشخاص في مجلس 1999 ثم 2003 و2006، وخرجت منها كتلة العمل الوطني، وترأس قائمة من 4 مرشحين في الدائرة الثانية وقتها، ونجح 3.

وأوضح الصقر أن «قانون الانتخاب وفق الدائرة الواحدة والقوائم النسبية هو الأفضل من الناحية الديمقراطية، لأنه أكثر عدالة، غير أنه سيكون من الصعب جداً الموافقة عليه لأنه لا يناسب الكويت، رغم أنه مطبق في ألمانيا وإسرائيل، ولذلك أميل إلى الـ 5 دوائر بـ 4 أصوات، أو العودة إلى النظام القديم 25 دائرة وصوتين لكل ناخب».

وأضاف أن سبب صعوبة القوائم النسبية في الكويت والدائرة الواحدة يتجلى في ضرورة وجود أحزاب سياسية، وهو ما لا يمكن تحقيقه في الكويت، لأنه يتطلب مدينة فاضلة، مؤكداً أن «السلطة لا تقبل الدائرة الواحدة، ولا ألومها في هذا الصدد؛ لأن ذلك يحتاج إلى ديمقراطية بنسبة 100 في المئة، ولا ديمقراطية كاملة في وجود مجتمع قبلي وطائفي».

وقال الصقر إن الحكومات المتعاقبة هي السبب الرئيسي في خلل التركيبة السكانية، مستذكرا الحال قبل الغزو، حيث كان عدد الفلسطينيين يفوق الـ 500 ألف شخص، ولو أنهم استمروا لما بعد الغزو لتجاوز عددهم مليون نسمة، لكن جاء موقف ياسر عرفات والسلطة الفلسطينية مجابهاً للكويت في تلك الفترة، ليخرج أغلبية الفلسطينيين من البلاد ويقل عددهم.

وأضاف أن هناك كثيراً من «البدون» خرجوا من الكويت بعد الغزو إما إلى العراق أو دول أخرى، وأنا في هذا الصدد أُبدي تعاطفي مع بعض «البدون» كما أن بعضهم يستحق الجنسية، ويرى بعض من لديهم «جناسي» أن بقاءهم غير كويتيين أو «بدون» أفضل من وضعهم كوافدين، مؤكداً أن بعض «البدون» ظلموا.

ولفت إلى أن قضية تعديل التركيبة السكانية والعمالة السائبة لا يمكن أن تحل في سنة أو سنتين ونحتاج على الأقل خمس سنوات لتعديل هذه التركيبة بشكل جيد، وهذا لا ينهي المشكلة تماماً إنما يحل جزءاً منها نظراً إلى أنها ناتجة عن تراكمات كبيرة سابقة.

«التكويت»

وكشف الصقر أن خطة «التكويت» ضرورة، لكن يجب أن ننظر إلى هذا الأمر بشكل عقلاني، وأخطر شيء في هذا الاتجاه هو «تكويت» القضاء بالطريقة التي تم طرحها، مستغرباً من دفع بعض النواب والشخصيات لأن يكون خريج الحقوق قاضياً بعد اجتيازه دورة قضائية، فهل يعقل أن تمنحه تلك الدورة خبرة إصدار الأحكام القضائية؟ ولا يمكن تكويت القضاء 100 في المئة، وإذا وصلنا إلى 70 في المئة في تكويت القضاء فهذه نسبة ممتازة لأننا نحتاج في السلطة القضائية إلى قضاة كبار السن وأصحاب خبرة.

أما عن «تكويت» الرياضة الكويتية، فاعتبر ذلك «سخافة»، فوجود المحترفين يطوّر مستوى الرياضة، خصوصاً أن العالم الرياضي يعمل بهذا النظام، وقد طور الاحتراف المستويات الرياضية في أغلب بلدان العالم، وخصوصاً الأوروبية، فمثلاً فريق الأرسنال في فترة من الفترات لم يكن فيه غير لاعب واحد إنكليزي، والبقية محترفون.

وأشار إلى أن «التكويت» ضروري، لكن ليس بكل القطاعات، ونحن بحاجة إلى نواب ومجلس يفكرون في مصلحة الوطن والمواطن بعيداً عن المصلحة الانتخابية، ونحتاج إلى متخصصين وطنيين لرسم سياسة التكويت.

ولفت الصقر إلى أن العمالة المصرية والهندية أكبر الجاليات في البلاد، مؤكداً أن العلاقات المصرية والكويتية راسخة وممتازة، لكن هناك أشخاصاً غير مسؤولين من الكويتيين والمصريين يتقاذفون السباب والشتائم ومرات (يزودونها)، لذلك المطلوب أن تعود الأمور إلى نصابها وتعالج بعقلانية أكثر من الطرفين.

وقال إن مصر دولة أساسية ومحورية بالعالم العربي وليس من مصلحتنا أن تكون ضعيفة أو تسوء علاقتنا بها، ودول مجلس التعاون بحاجة إليها كما أنها بحاجة إلى دول مجلس التعاون، مشدداً على «أننا نتأثر لمواقف مصر سلباً وإيجاباً».

التطبيع

وحول زيارة مسؤولين إسرائيليين لبعض دول الخليج، أفاد بأن ذلك أمر يعني تلك الدول، والكويت على لسان الحكومة ستكون آخر بلد في العالم يطبع مع إسرائيل.

وأضاف: «أنا وجيلي كنا نعد إسرائيل عدوة في السابق، والآن نراها أكثر عداوة، وخصوصاً بعد إقرار الإدارة الأميركية القدس عاصمة لإسرائيل وضم الجولان، مؤكداً أن الفلسطينيين يخسرون سنوياً الكثير بسبب التعسف الإسرائيلي وظلم الخارجية الأميركية.

وشدد الصقر على أن مجلس العلاقات العربية والدولية منذ تأسيسه كان داعماً للقضية الفلسطينية بكل قوة، فمنذ اليوم الأول للتصريحات التي تشير إلى أن القدس عاصمة إسرائيل أو ما يسمى بصفقة القرن، «واجتمعنا مع الملك عبدالله الثاني في الأردن عندما كان رئيساً للقمة العربية، وقدمنا ورقة بهذا السبب، وطلبنا أن نحضر القمة ولكن لم يتسن لنا ذلك، بينما وصلت رسالتنا، وبعد انتقال رئاسة القمة إلى الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي آنذاك، كنا نود لقاءه لكنه توفي، واستمررنا بدعم القضية دولياً، والتقينا بابا الفاتيكان وطلبنا دعمه على هذا الصعيد».

وأكد أن مجلس العلاقات العربية والدولية قام بدوره كما يجب في دعم القضية الفلسطينية ورفض صفقة القرن، لافتاً إلى أن هذه الصفقة لم يكتب لها النجاح سواء مع استمرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو مع المرشح الرئاسي عن الحزب الديمقراطي جو بايدن.

إيران

وعن العلاقات الكويتية ـ الإيرانية تمنى الصقر أن تكون طيبة، مشيراً إلى أن إيران جارة ويجب أن نتعايش معها، ولا أتمنى انفجار الوضع هناك لأن ذلك ليس من مصلحة دول الخليج، والشعب الإيراني يستحق أن يعيش بسلام، موضحاً أن التنمية هي الطريق الأمثل الذي يجب أن تسلكه الحكومة الإيرانية، متسائلاً: ماذا تستفيد إيران من وجودها في اليمن وسورية والعراق؟

وأكد أن الحصار الأميركي بات يؤذي إيران كثيراً، مستغربا: إلى متى ستحارب إيران كل هذه الحروب ومن مختلف الجهات؟ مشيراً إلى أن القادم من الزمن ليس من مصلحتنا جميعاً، والسبب الوجود الإيراني في المنطقة.

وعن البرلمان العربي، أفاد الصقر بأنه استقال منه عام 2009 عندما قرر عدم الترشح لمجلس الأمة.

تراجع الصحافة

وقال إن الصحافة الكويتية تراجعت بعد الغزو كثيراً، وهذا كلام صحيح، مبيناً أن الصحافة في الكويت تحولت من صحافة الخبر إلى الرأي، وكانت «تارسة ثيابها» وتحولت إلى ضعيفة، كما تحولت من صحافة عربية إلى محلية.

واستطرد بأن «القبس» كانت رائدة قبل الغزو، صحيفة محلية وعربية ودولية، ووصل عدد توزيعها في العراق والسعودية إلى 40 ألف نسخة، وكانت تصل إلى الدول العربية والمغرب العربي وأوروبا، ويبلغ إجمالي توزيعها حوالي 80 ألف نسخة محلياً ودولياً، ووزعت في السعودية فقط في حادث اختطاف طائرة الجابرية 40 ألف نسخة، علاوة على «القبس الدولي» الذي توقف عن الصدور.

«القبس»

وأضاف: «كنت أحلم بأن تكون صحيفة القبس دولية، تساندها قناة تلفزيونية، لكن أحلامي تبخرت، والصحافة الكويتية لم تعد تهتم بالخبر العربي بعد الغزو»، مشيراً إلى أن 35 في المئة من الجريدة ذهب إلى الإعلان، و20 في المئة للرأي، وأصبح الخبر ضعيفاً إلى أن دخلت الصحافة عصر الإنترنت، وباتت الصحافة الكويتية ضعيفة، فلم يعد هناك صحافيون إلا ما ندر.

وذكر أن الصحافة الكويتية أُسست على أيدي الصحافيين العرب، الذين إما ذهبوا إلى الصحافة في المهجر أو عادوا إلى بلادهم، و«القبس» كانت مشهورة بمراسليها قبل الغزو، «وكنا في ثماني دول تقلصت إلى 3 مكاتب، وإلى 9 مراسلين بعد 23 مراسلاً»، مضيفاً: «أقرأ باستمرار الصحف الكويتية الورقية والشرق الأوسط والنيويورك تايم والغارديان».

الحرية الإعلامية

وأكد الصقر أن "الحرية الإعلامية في الكويت تراجعت كثيراً، وكنا قبل الغزو، وخصوصاً في الثمانينيات نعيش في عز الصحافة الكويتية، وفي الخمسينيات والستينيات تميزت الصحافة اللبنانية وتراجعت في السبعينيات"، مشيراً إلى أن الأخيرة تمتلك المهنية والكويت أخذت ذلك منها، وكان الرئيس عبدالناصر عندما يريد أن يخاطب العرب يقوم بذلك من خلال الصحافة اللبنانية في ذلك الوقت، وبعدها اتجه القادة العرب في الثمانينيات لمخاطبة شعوبهم من خلال الصحف الكويتية.

وأوضح أن "القبس الدولية" كانت لامعة في الخارج، والقبس المحلية هي الأولى، "والآن لا مقارنة بين ما فات والوقت الحالي"، لافتاً إلى أن العالم الإلكتروني أثّر على الصحافة الورقية التي ضعفت كثيراً في الألفية الجديدة.

وأضاف: "عندما كنت رئيساً لتحرير القبس، قابلت كل الرؤساء العرب كما قابلت بين عامي 83 و84 الرئيس الأميركي"، مستذكراً ما قاله له الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد: "أتمنى ألا تندم على موقفك الداعم لصدام حسين، وذلك بعد حرب الفاو عندما قابلت صدام، حيث أتاني السفير السوري في الكويت، وقال لي: لديك دعوة لمقابلة الرئيس الأسد، وعندما قابلته من جديد بعد الغزو ذكّرني بهذا الموقف".

تلاميذ الصقر
قالت الإعلامية اللبنانية جوزيل خوري التي أدارت اللقاء إن الصقر قامة سياسية وإعلامية وعربية، «ونحن تلاميذه منذ أن كان رئيس تحرير القبس، وحتى عند تسلّمه مجلس العلاقات العربية والبرلمان العربي»، مؤكدة أن الصحافة الكويتية كانت أهم صحافة، وعلى الشباب والطلبة الاستفادة من تجربته على هذا الصعيد.

غزو الكويت

وأضاف: «كنت أكبر المتضررين شخصياً من غزو الكويت، إذ استولى صدام على القبس، وأخذ المطبعة وأصدر منها جريدة النداء».

ونفى الصقر أن يكون لديه حساب في وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أنه لا يريد الدخول في سجال لا ينتهي من خلال هذه الوسائل التي تعتبر مثل المخدرات لا يمكن أن تنتهي.

هيبة الحكم

ورداً على سؤال حول مقولة أستاذ العلوم السياسية عبدالله النفيسي بأن «الحكم نصفه هيبة ونصفه الآخر إعلام»، قال: «يمكن أن يكون كلامه صحيحاً، لكن أرى أن الهيبة أساسية في الحكم، والإعلام ضروري للتسويق للحكم، لكن لا أجزم بذلك»، مضيفاً: «أنا صحافي لم أكن أكثر من غيري، وتشرفت أن أكون رئيساً لتحرير القبس، ودعمت الصحافة الكويتية بشكل كبير عندما كنت في هذا المكان».

حجر

وتابع: «أنا بعيد عن الكتابة خلال أزمة كورونا، لكن قرأت الكثير، وخصوصاً مؤلفات أمين معلوف التي استكملت قراءتها كلها وقت الحجر».

غرفة التجارة

وحول موقف الغرفة من المشاريع الصغيرة والمتوسطة، أكد الصقر دعم هيئة مكتب الغرفة لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة «وتقدمنا بورقة عمل كاملة إلى محافظ البنك المركزي، واجتمعنا مع أصحاب تلك المشاريع، وأكدنا للحكومة أن القطاع من أشد القطاعات تأثراً بأزمة كورونا، والحكومة تعرف جيداً هذا الشيء، كما أننا خلال لقائنا مع رئيس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد ووزراء الحزمة الاقتصادية طرحنا تأثر هذا القطاع، وخلصنا إلى تأجيل أقساط القروض وتأجيل الأقساط التي تكون على البنوك، وطالبنا الحكومة بتنفيذ كل مطالبنا قبل فوات الأوان، وأعتقد أن أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة مرتاحون لتصرف الغرفة».

وقال: «يوجد انطباع بأن غرفة التجارة تدعم أصحاب الأعمال والبنوك فقط، وهذا غير صحيح، فالغرفة تدعم كل القطاعات الاقتصادية، وشكلنا وفداً من الغرفة والتقينا لجنة التحفيز وقدمنا ورقة لرئيس الوزراء الذي أجاب شاكراً»، مشيرا إلى وجود بطء كبير من بعض الوزراء.

وأضاف: «لا يوجد لدينا في الغرفة أظافر وأنياب، ولكن لدينا موقف نتخذه ونحن نمثل القطاع الخاص بكل ما نملك».

وذكر أن الحزمة الاقتصادية جاءت بقرارات لدعم البنوك وضمان القروض، وهذا من اهم المطالب التي نادت بها الغرفة»، مشيراً إلى أن الضمانات انخفضت إلى أقل من %100، وتسهيل الأصول كارثة، والتحفيز جاء بضمان القروض لعدم حصول الهلع.

وأكد أن قانون الدين العام مهم جداً، لكن الحكومة لم تتقدم به حتى الآن، وقطاعات الطيران والمواصلات والمشاريع والمطاعم وغيرها من الأنشطة تضررت كثيراً بسبب جائحة كورونا، مشيراً إلى أنه يعلم تماماً أن الحكومة لا تستطيع تعويض هذه القطاعات لوضعها المالي الحالي لكنها من الممكن أن تدعم خلق دعومات.

الاقتراض

وذكر أن الحكومة مضطرة إلى الاقتراض نظراً لأن تسييل الأصول يعد خسارة كبيرة للدولة، لافتاً إلى أن الدين العام يقرض الكويت مبالغ كبيرة، خصوصاً مع وجود تصنيف جيد للكويت في ظل سعر فائدة أقل من 1 في المئة ويصل إلى الصفر، وأن الاقتراض أفضل بكثير لمواجهة صرف الرواتب ودعم القطاعات الخاسرة.

وأكد الصقر أن من أهم القطاعات التي يجب أن تدعم المصارف، رغم أن وضعها آمن حالياً، لكن استمرار الأزمة سيؤثر عليها.

وقال: «لا أستطيع القول بوجود فساد في الرياضة، بل كانت هناك مخالفة للقوانين والصراع الرياضي، وأنا بعيد عن الرياضة المحلية منذ زمن وعزفت عن الترشح لرئاسة نادي الكويت بعد انتخابي للمجلس حيث تفرغت للعمل النيابي، كما أنني استقلت من رئاسة تحرير القبس للسبب نفسه».

وذكر أن كل دول المنطقة تعاني من الفساد لكن مظاهره في الكويت واضحة ويتجلى ذلك من خلال تزوير الشهادات الدراسية والجناسي والهدر غير المبرر، مستغرباً التوسع في إنشاء الهيئات إذ يوجد 27 هيئة، ويجب أن تقلص إلى هيئتين، والبقية تتحول إلى إدارات في الجهات الحكومية، «فهل يعقل أن تكون هناك هيئة طرق ولدينا وزارة أشغال، أو هيئة للقرآن ولدينا وزارة الأوقاف؟».

وأضاف أن من أوجه الفساد البطء وعدم الجدية في تنفيذ المشروعات مثل ما حدث في مستشفى جابر وجامعة الكويت، وأكبر مثال صارخ على ذلك عندما هطلت الأمطار وتضررت الطرق والسيارات بسبب المقاولين الفاسدين، متوقعاً أن يكون لهيئة مكافحة الفساد (نزاهة) خلال القادم من الأيام دور كبير في مكافحة الفساد، خصوصاً بعد تعيين عبدالعزيز الإبراهيم رئيسا لها، ولذلك فالحكومة جادة هذه المرة في هذا الاتجاه، لاسيما أن الإبراهيم كان وزيراً، واحتك بالمجلس والنواب وواجه استجواباً واستقال.

وأكد أن طريق مكافحة الفساد معروف، وأن الفاسدين موجودون، وخصوصاً في ملف العلاج بالخارج وتجار الإقامات، مستذكرا قوله في مجلس الأمة 2009 «إن الكويت الدولة الوحيدة التي تستورد البطالة»، لافتاً إلى عدم وجود جدية حكومية لمعالجة قضية تجار الاقامات في وقت يوجد نواب متهمون بهذه التجارة، والبعض الآخر منهم أصبحت لديه تخمة من الفلوس، رغم أنه دخل المجلس وهو لا يملك شيئاً».

«الناقلات»

وحول قضية الناقلات، قال الصقر: أنا أحد الأشخاص الذين كشفوا سرقة الناقلات، بالتعاون مع رئيسها آنذاك عبدالله الرومي، الذي ذهب إلى الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، وكشف له عن القضية، وقال له «اعمل ما يرضي ضميرك»، مشيرا الى أن الرومي زوّده بمعلومات تزامنت مع قضية الاستثمارات الخارجية.

وقال: شكّلنا فريقا محليا لمتابعة القضية، وتحدّثت في مجلس الأمة، كيف يؤخذ المخزون الاستراتيجي من البحر؟، مشيرا الى أن القاضي موربك في بريطانيا أصدر حكما ضد 4 من المتهمين، وأصبحت قضية الناقلات دولية، وسلطت عليها الصحف الضوء، مثل «نيويورك تايمز» وغيرها من الصحف الأخرى، وصدرت أحكام في لندن، وقمت بنشر الأحكام التي أصدرها موربك.

وأضاف أن «الشيخ سعد العبدالله في عام 1998 حاول أن يجمعني بالمتهم الأول، ورفضتُ أن أجلس معه، وكانت جريدة الوطن تتعدى عليّ وعلى وعائلتي بشكل دائم، لكنّي استمررت في هذه القضية وأصبح جلدي خشنا، وكانت هذه القضية هي قضيتي الأولى، وقد تحولت جلسات المجلس لمناقشتها إلى شبه استجواب، وأرى أن الكويتي لم يأخذ حقه بهذه القضية التي استمررت في المناضلة بها طوال 8 سنوات، وأدّيت دوري بأمانة».

وحول قضية الصندوق الماليزي، قال: لا أملك معلومات كافية عن هذه القضية، ولا أحبذ الكلام في قضية لا أملك معلومات كاملة عنها، خاصة أنها باتت في يد النيابة والقضاء، وإذا توافرت لديّ معلومات فسأنشرها، فأنا ناشر ولديّ صحيفة، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه، وأكد أن «وسائل التواصل الاجتماعي تتسيّد الموقف حاليا»، وأنها «لا ترحم أحدا».

عوائق الإصلاح والخصخصة

وأشار إلى أن السلطتين، المجلس والحكومة، هما أكبر عائق في سبيل الإصلاح والخصخصة، مبينا أن «الإصلاح ليس عملية شعبوية، وبالتالي نحتاج الى مجلس متفهم ومدرك وحكيم يغلّب المصلحة العامة على الخاصة، ووزراء يكونون على قدر من المسؤولية»، لافتا الى أن «بعض النواب لا يريدون الإصلاح، لأنه ضد مصالحهم، والحكومة إذا أرادت الإصلاح فسيقل نفوذ وزرائها».

وشدد على أن أهم إصلاح في القرن العشرين حدث في بريطانيا والنرويج، فمثلا في بريطانيا عندما وصلت إلى أقصى درجات الضعف الاقتصادي، قامت تاتشر بالاتجاه إلى خصخصة بعض الخدمات، مثل الطيران والبترول وغيرها، وتملّكت حينها 37 طائرة، بعدما كانت تملك 27، وكان لديها 37 ألف موظف خفضوا الى 27 ألفا، وصُرف بدل تقاعد، وبعد 15 سنة من الخصخصة أصبحت لديها 100 طائرة وأرباح تفوق 100 مليون إسترليني، والاقتصاد البريطاني وصل الى قمته مع بداية الألفية، والبطالة في بريطانيا انخفضت إلى %5، والحال نفسها في النرويج التي استطاعت أن تعيد هيكلة اقتصادها من خلال الخصخصة.

صراع الأسرة

وحول صراع الأسرة، قال: «ذكرت في 2003 إن الإصلاح يبدأ ببيت الحكم»، مشيرا الى «أن صراع الأسرة أدى الى ما وصلنا اليه حاليا، لكننا نؤكد أن حدة الصراع خفّت».

شباب عرب

شارك في اللقاء المفتوح مجموعة كبيرة من الشباب العرب من لبنان وفلسطين والأردن، إضافة إلى شباب كويتيين، وطلبة «الجوهرة» التابعين لأكاديمية لوياك بقيادة فارعة السقاف.

إصلاح بريطانيا والنرويج

أكد الصقر أن بريطانيا والنرويج من أهم دول العالم التي نفذت الإصلاح والخصخصة، مما ساهم في تطوير اقتصاديهما بشكل كبير، «وقد أصبحا مثالين يحتذى بهما دوليا».

ليفربول
أعرب الصقر عن سعادته بفوز ليفربول بلقب الدوري الإنكليزي، حيث إن حصول «الريدز» على الدوري «بارد على قلبي»، مشيرا الى أنه فريقه المفضل، ويستحق الدوري الإنكليزي بجدارة.

نواب وأموال

أكد الصقر أن عددا من نواب مجلس الأمة دخلوا المجلس وهم لا يملكون شيئا، والآن أصبحت لديهم أموال بسبب وجودهم في المجلس، لافتا إلى أن عددا كبيرا من النواب يسعى من خلال عمله لمصالح انتخابية، بعيدا عن المصلحة العامة.

«الناقلات»

شدد الصقر على أنه دافع باستماتة عن الكويت والكويتيين في قضية الناقلات، وبذل جهودا جبارة طوال ثماني سنوات بهذه القضية، مشيرا الى أنها من القضايا المهمة جدا في تاريخ الكويت، وقد تحولت إلى قضية رأي عام وتناولها الإعلام العالمي.

الصقر و«كورونا»

حول وضعه في «كورونا» قال: «في اليوم الأول قبل إغلاق مطار بيروت، كنت في طريقي من لبنان الى الكويت، وكنت ملتزما ومازلت بكل الإجراءات الاحترازية، والتزمت المنزل، ومن المصادفة أنني انتُخبت رئيسا لغرفة التجارة خلال هذه الأزمة، وكنت أقضي جلّ وقتي في الشاليه، وأذهب لعملي بين الفينة والأخرى، كما كنت ملتزما بكل التوصيات الصحية، ومن يلتزم يحافظ على نفسه وأهله وعلى المجتمع، ومن لا يلتزم يدفع مجتمعه الثمن»، متطلعا إلى أن تنتهي هذه الأزمة على خير.

بين الصقر والأسد... «ستندم»

عند حديثه عن حافظ الأسد، قال الصقر: «خاطبني بعد لقائي مع صدام حسين قائلا: أتمنى ألا تندم على مقابلتك صدام. وذلك بعد معركة الفاو، وبعد الغزو ذكّرني بها مرة أخرى».

أمين معلوف

عن كيفية قضائه الوقت الطويل الذي فرضته العطلة الإجبارية جراء "كورونا" قال إنه رأى في هذه الفترة فرصة مواتية للقراءة، حتى إنه أنهى خلالها معظم أعمال الكاتب أمين معلوف.

قضايا اللقاء المفتوح

تناول اللقاء قضايا عديدة، ضمن ثلاثة محاور أساسية، تمثّلت في:

أولاً: السياسة الداخلية وما يتعلق بها من قضايا في مقدمتها الفساد:

1 - قضية ناقلات النفط التي سميت «سرقة القرن» ومعوقات الإصلاح والصندوق السيادي الماليزي والرياضة.

2 - الإصلاح والخصخصة والعقبات التي تواجههما.

3 - التركيبة السكانية والإقامات غير القانونية وتخمة العمالة الأجنبية والعربية والطريق إلى «التكويت».

4 - الإطار السياسي المتمثل في قانون الأحزاب السياسية والديمقراطية والاستجوابات.

5 - التعويضات و«كورونا»، وموقف غرفة التجارة من المشاريع الصغيرة والقطاعات الأكثر تضرراً والخطة التحفيزية.

ثانياً: محور السياسة الخارجية، ويشمل القضية الفلسطينية وصفقة القرن والتطبيع ومجلس العلاقات العربية والدولية.

ثالثا: محور الإعلام، وتناول الصحافة الكويتية ورئاسة الصقر لتحرير «القبس»، والحريات الإعلامية، ودور الإعلام العربي، ووضع الحريات الإعلامية والتعبير في الكويت والعالم العربي.

صفقة القرن لن يُكتب لها النجاح سواء باستمرار ترامب أو مجيء بايدن

الهيبة أساسية في الحكم... والإعلام ضروري للتسويق له... وصراع الأسرة خفّ عن السابق

حريتنا الإعلامية تراجعت كثيراً وعشنا في الثمانينيات عز الصحافة الكويتية

كنت أحلم أن تكون «القبس» دولية تساندها قناة تلفزيونية وأحلامي تبخرت

الصحافة الكويتية بعد الغزو لم تعد تهتمّ بالخبر

إيران جارة ويجب أن نتعايش معها... وانفجار الوضع في طهران ليس من مصلحة دول الخليج

أنا وجيلي كنّا نعدّ إسرائيل عدوة والآن نراها أكثر عداوة بعد إقرار الإدارة الأميركية القدس عاصمة لها
back to top