عالم ما بعد «كورونا» ‎

نشر في 10-07-2020
آخر تحديث 10-07-2020 | 00:02
 خالد مقبل الماجدي التباعد ببساطة هو الابتعاد عن التجمعات والاتصال الوثيق مع الآخرين، ويعتبره الخبراء في مجال الصحة أمرا بالغ الأهمية لإضعاف وتيرة انتشار الفيروس، وتجنب إرهاق نظم الرعاية الصحية، وربما حمايتها من الانهيار في حالة ارتفاع معدلات الإصابة إلى مستوى لا يمكن التعامل معه بكفاءة، ولكن كيف لنا أن نتكيف مع هذا الظرف الطارئ مع تجنُّب أي آثار سلبية على النفس أو المجتمع.

تحدث قاموس "ويبستر" عن التباعد الاجتماعي أنه ممارسة تهدف للحفاظ على مسافة جسدية أكبر من المعتاد عن الأشخاص الآخرين، أو تجنب الاتصال المباشر بالأشخاص أو الأشياء في الأماكن العامة أثناء تفشي مرضى معد من أجل تقليل الإصابة به أو انتقال العدوى.

علينا إعادة صياغة ظروفنا الحالية، فجميعنا ناقلون محتملون للفيروس، وفي حين يعمل المختصون، ويعلو ضجيج غير المختصين على وسائل التواصل، إضافةً إلى جهود الدول العربية والعالمية في تقليل الإصابات والضحايا، لا بدّ من وقفة طبية مع مختصين حول الفيروس، ومن الضروري أيضاً تبيان رأي أطباء حوله، خصوصاً مع انتشار مصطلحات مثل: التباعد الاجتماعي، والمخالطة، والعدوى المتدحرجة. التعايش مع فيروس كورونا المستجد بات واقعاً محتوما بعدما كان اختيار الإغلاق اضطرارياً وإجبارياً بالنظر لعدم معرفة طبيعة المرض وانتظار اللقاح المناسب، لكن يبدو أن العالم اقتنع بأن الوباء سيطول، وأن لقاحه مستبعد إعلانه قبل نهاية العام، العودة للحياة أصبحت ضرورة ملحة وتتطلب عودة الاقتصاد والأعمال، وبالتالي فقد بدأت الحياة الاجتماعية الجديدة مع كورونا، وأهم مميزاتها أن الأفراد أصبحوا مسؤولين عن حماية أنفسهم بشكل أساسي إلى جانب الحكومات.

والرهان في هذه الفترة على استجابة الشعوب للتدابير الاحترازية، فكلما احترمنا التباعد الجسدي وطبقنا النقاط المهمة بالوقاية، اقتربنا أكثر من تقليص منافذ العدوى، والدول التي تستطيع أن تدير أزمتها مع الوباء بنجاح سيكون لها دور في عالم ما بعد كورونا.

back to top