العوضي تاريخ مـــن العطاء

نشر في 10-07-2020
آخر تحديث 10-07-2020 | 00:05
 نعيمـة الشايجي المرحوم الدكتور عبدالرحمن العوضي رجل من رجالات البلاد الوطنيين الذين ساهموا في بناء الدولة ولا سيما في القطاع الصحي، حيث سجل تاريخا مليئا بالعطاء محليا وعربيا ودوليا، وترك بصمات واضحة في كثير من المجالات الصحية والإنسانية والاجتماعية والسياسية، وقد كان الفقيد رجلا وطنيا مخلصا ومعطاء كرّس حياته من أجل أبناء الوطن وقدم الكثير من الإنجازات على مدى حياته. ومع أن الموت حق والمؤمن لا يجزع من القضاء والقدر، إلا أنني لا أُخفي شعوري بالحزن الشديد وتأثري بسماع خبر وفاته، حيث كان لي شرف العمل معه لعدّة سنوات، أولا في مشروع الأمم المتحدة للبيئة الإنسانية التابع لوزارة الصحة العامة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمة العمل الدولية (ILO) بصفته مديرا للمشروع، ثم في اللجنة العليا لحماية البيئة بصفته رئيسا لتلك اللجنة، وبصفتي أمينة سرّ اللجنة، ثم العمل معه خلال الإعداد والتحضير لمؤتمر الكويت الإقليمي لحماية البيئة البحرية بصفته رئيسا للمؤتمر وبصفتي المنسقة العامة لذلك المؤتمر المهم الذي استغرق الإعداد والتحضير له منذ عام 1973 قبل انعقاده سنة 1978. ولقد تعرّفت عن قرب على شخصيته الفذّة والمتميّزة والدؤوبة على حب العمل والمتابعة والتدقيق وإبداء التقدير للعاملين معه وتشجيع كل من يبدي إخلاصه ولديه إنجازات مميّزة في العمل. وقد نال الفقيد، رحمه الله، أعلى الدرجات العلمية والفخرية من مؤسسات ومعاهد دولية عديدة، وخلال رحلة عطائه تم تكريمه عدّة مرات، ونال العديد من الجوائز المتميّزة إقليميا ودوليا، كما فاز المرحوم بعضوية مجلس الأمة عام 1975 واختير وزيرا للصحة العامة حتى عام 1980، واستمرّ وزيرا للصحة لعدّة سنوات، ثم وزيرا للصحة ووزيرا للتخطيط من 1983- 1986، وبعدها وزيرا للتخطيط ثم وزير دولة لشؤون مجلس الوزراء.

وكان الفقيد رئيسا للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحّة العرب لعدّة سنوات، كما كان رئيسا لمجلس حماية البيئة، ثم أمينا تنفيذيا للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية (ROPME) منذ عام 1981 حتى وفاته، وهو أحد المؤسسين للهلال الأحمر الكويتي وللجمعية الكويتية لمكافحة التدخين ولجمعية الرعاية الاجتماعية.

ولو أنه لم يتم تكريمه بعد في الكويت، وقد يكون ذلك لسببين رئيسين: أوّلهما تاريخ وفاته العام الماضي في فترة الصيف، وثانيهما الظروف الاستثنائية التي تمرّ بها الكويت والعالم أجمع بسبب جائحة وباء كورونا (كوفيد-19)، ولا شك أن نيّة تكريم مثل هذه الشخصية المتميّزة ما زالت قائمة، على أمل تنفيذها قريبا.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن لديّ بعض المقترحات لتكريمه تطرّقت إليها في القسم الخاص بالبيئة من كتاب سيرتي الذاتية الذي تأخّر إصداره أيضا بسبب الظروف الاستثنائية التي اجتاحت العالم من جراء تلك الجائحة. تغمّد الله الفقيد بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.

back to top