«قولو له... قولو له الحقيقة»

نشر في 09-07-2020
آخر تحديث 09-07-2020 | 00:09
 د. سلطان ماجد السالم هي من أجمل أغاني العندليب الراحل "عبدالحليم حافظ" والتي ربطها المشاهد العربي مع فيلم "شارع الحب" في مخيلته ﺇلى أبد الآبدين، لكن لو كان العندليب المرحوم الآن في الكويت لكان يصرخ بأعلى صوته على لسان حال الشعب المسكين "قولو له الحقيقة!!"، مبدآ الشفافية وتقصي الحقائق، وﺇن أخذا من الشخص المسؤول وقتاً طويلاً ومجهوداً كبيراً، فإنهما مطلوبان ومطلوبان جداً جداً وﺇلى أبعد الحدود، وﺇعلان أسماء مخالفي الحظر كان مطلباً في الواقع لكثير من الناس، وهو أمر مطلوب وقد تم النص عليه في أحد بيانات مجلس الوزراء، لكن لم يكتمل المخطط، وتم الأخذ بمبدأي "الله أمر بالستر" و"استر على ما واجهت"، وانتهى الموضوع وتم وأده لحظة ﺇعلانه.

من جهة أخرى، تم تداول عدد من شبهات الفساد والاتهامات (بالسر والعلن) فيما يخص عدداً من الجهات الرسمية بالدولة وشخصيات قيادية بارزة في المجتمع، لم يتمكن الشعب المسكين من معرفة حيثياتها ﺇلا عن طريق عدد من المنصات الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي، وإلى هذه اللحظة والشعب المتعطش للإصلاح يتقصى الحقائق من هنا وهناك، ويستخلص معلوماته من معشر مغردي منصة "تويتر" على غرار المحقق "كولومبو"، وحين يتم ربط الألف بالباء وصولا ﺇلى الياء لتكتمل أبجدية المسألة (أو الجريمة) أمام المواطن المسكين، ترى سيل الشائعات بأم عينك والفبركات الإعلامية تتبلور، وكان من السهل في البداية دحض كل هذا ببيان رسمي حكومي يبين الوقائع والاتهامات، ومن هذه "خذ وخل" في حق الكثير!! بطبيعة الحال نقدر مدى سرية بعض الأمور، وكيف لها أن تدار دون الزج بأسماء لم تثبت ﺇدانتها بعد، ولكن في المقابل هناك أمور وأسماء أصبح الشعب بحاجة ﺇلى معرفتها، ليتبين له ﺇن كان من يسوس أمره شفافاً بالتعامل معه ﺇلى أبعد الحدود "قولو له الحقيقة!!"، ومن هنا تأتي أهمية منصات وبيانات الحكومة الرسمية التي تدحض الشائعات وتجتثها من عروقها، خصوصاً أن قضايا الرأي العام عادة ما يتم طرح الأسماء المشتبه فيها علانية ﺇلى أن يتم نفيها من خلال أحكام المحكمة. هذا التعامل البارد مع فئات الشعب المسكين، قام بتربية جيل من المديرين والقياديين الباردين مع الأسف، فلحفظ مصالح البعض وستر عورات البعض الآخر من المتنفذين، تجد البعض منهم يتخذ قرارات تخبطية وغير موزونة وفي أغلب الأحيان بصورة منفردة وعلى التلفون المحمول دون التشاور مع أحد في قضايا تمس مصالح الموظفين "ألو، تم، تمام بس لا تعلم!!".

صار التعامل غير الشفاف هو النهج المتبع للحفاظ على كرسي هو في الأصل زائل، كما انصب هذا النهج على الكبير والصغير دون مراعاة لمصلحة العمل أو شفافية قنواته الإدارية أمام العامة.

عموماً، سنبقى نتغنى بأغاني العندليب الراحل على أمل أن نعرف الحقيقة قبل أن نتغنى بـ"بتلوموني ليه!!".

على الهامش:

كنت أتمنى استغلال فترات الحظر الجزئي، والكلي، ومن ثم الجزئي، في ﺇتمام أعمال كل الطرق السريعة، فالدائري الخامس باتجاه الجهراء (من بعد برج التحكم)، يُدرب السائق على خوض "رالي داكار" وهو أسود من غير تخطيط أرضي، مقياس الأمم هو جودة شبكات الطرق ووعي رواد المركبات، فسهلوا على السائق أن يمشي بخط مستقيم دون اللجوء ﺇلى حاسته السادسة في التعامل مع الآخرين على الطريق.

back to top