الفنان التشكيلي محمد قمبر: الحركة التشكيلية الكويتية تعاني التزوير والاحتيال

«الإحباط يدفع الفنانين إلى الاعتزال أو الابتعاد عن المشهد المحلي»

نشر في 07-07-2020
آخر تحديث 07-07-2020 | 00:05
يأسف الفنان التشكيلي محمد قمبر لاستشراء بعض السلبيات في المشهد التشكيلي المحلي، معتبراً أن ما كان يحدث في الفترة السابقة من تجاوزات يتسبب في احباط الفنانين فيضطرون إلى الابتعاد عن المشهد تدريجياً أو يعتزلون ميدان الفنون التشكيلية بشكل نهائي.
ذكر الفنان التشكيلي محمد قمبر أن هناك تجاوزات كثيرة في مجال الحركة التشكيلية الكويتية، منها التزوير والنقل والاحتيال وجلب وشراء الأعمال الفنية من فنانين في بلدان أخرى، أو جعل فنانين يرسمون لهم، ثم يوضع توقيعهم في ذيل العمل.

وقال الفنان التشكيلي محمد قمبر ان هذه التجاوزات كانت في المراحل الماضية، آملًا أن يتدارك المسؤولين الحاليين على قطاع الفنون التشكيلية هذه التجاوزات وتعود الأمور الى مسارها الصحيح.

وتابع قمبر: "هكذا مجال تشكيلي شجع هؤلاء المزورين والغشاشين للكسب المادي، والحصول على الجوائز والرحلات الفنية، والحصول على مصاريف الرحلة الى الدول الأخرى، لأنه ليس لهم في الفن ولا يقدرون الظهور مع الفنانين الحقيقيين".

وأضاف: "نجد هؤلاء ليس لديهم أي ذرة من الابداع، وليسوا دارسين للفن في المعاهد ولا في الكليات الفنية، وليس لديهم اي ذرة من الابداع، واذا كان بعضهم دارسا فلا يكون مؤهلا ان يرسم وينتج عملا فنيا بالصورة الحقيقية، وطبعا هناك فنانون لم يتخرجوا في الكليات والمعاهد، ولكنهم جيدون في موهبتهم، لكن الدراسة والممارسة تصقل الموهبة".

واستطرد: "انهم يلغون مجهود هؤلاء الفنانين الحقيقيين، والذين تعتمد عليهم الكويت في النهوض بالحركة التشكيلية وتقدمها والارتقاء بها، لكن هؤلاء المزورين والغشاشين لا يهتمون بهذه النقطة الوطنية التي وضعت كل الامكانات المادية والمعنوية لأكثر من 70 عاما للنهوض بالثقافة والفنون والآداب، لكن بعض المسؤولين للأسف يقوم بتشجيع هؤلاء المزورين والفاسدين والطماعين لاغراضهم الشخصية ومنافعهم، وهم لا يدركون خطورة هذه التجاوزات، لأنهم بهذه التجاوزات يقومون بسلب حقوق الفنانين الآخرين الجادين والحقيقيين، والذين قضوا الكثير من سنوات حياتهم في تأسيس اوضاعهم الفنية سواء بالعمل أو الدراسة في الخارج، ويأتي المزور بسهولة ويستولي على كل شيء بمساعدة المسؤول الفاسد".

وعن سلبيات هذه الامور، اضاف: "اتساقا مع هذه الأوضاع تحدث احباطات لمجموعة من الفنانين فيضطرون إلى الابتعاد عن الحركة التشكيلية أو يعتزلون ميدان الفنون التشكيلية، فهم اجبروا على ذلك، مع العلم أنه بإمكانهم المساهمة في تطوير الفن ومساعدة الشباب في مسيرتهم الفنية، اذا استمرت حياة الفنون التشكيلية بصورة مرتبة، وفيها تطور وارتقاء".

اللجان الفنية

واردف: "أنا أحد الفنانين الاكاديميين كنت ضمن بعض اللجان الفنية، ووجدت أن بعض الاعمال قليلة، وكانت منقولة من فنانين آخرين، فكانت هذه الأعمال ترفض، والذين كانت ترفض اعمالهم كانوا يحاولون التأثير على اللجان، من خلال الواسطات، ولكن في كثير من الممرات يفشلون في ذلك لإصرار أعضاء اللجنة على عدم قبول اعمالهم، ولكن هناك قليل من الاشخاص لديهم واسطات كبيرة وقوية لها القدرة على التأثير على بعض المسؤولين، فيحصلون على مبتغاهم من الجوائز والاقتناءات".

الفضاء الإلكتروني

وأضاف: "الآن وعلى الفضاء الالكتروني (الانترنت) ووسائل التواصل اصبح كشفهم بسهولة، فمثلا هناك فنان نصف اعماله منقولة من فنانين أوروبيين، فحصل على الاقتناءات والمشاركة في اللجان والجوائز، وكل ذلك انكشف، وكذلك هناك تزوير في السير الذاتية، ويجب على المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، إنشاء قاعدة بيانات للفنانين وبمستندات رسمية وهذا للتاريخ، لأن الكثير من الفنانين ليس لديهم حتى الشهادة المتوسطة ومنهم الرواد.

وهذه بعض النقاط التي يجب عملها والأخذ بها، للحفاظ على مصداقية المعارض والجوائز وعدم ظلم وهضم حقوق الفنانين الجادين الحقيقيين، وتفويت الفرصة على المزورين والغشاشين:

1- عمل قاعدة بيانات للفنانين الجادين الذين لهم نشاط في مجال الحركة التشكيلية داخليا وخارجيا في مستندات رسمية، التعليم، الجوائز، المعارض الشخصية مع السنوات.

2- اختيار اللجان للمعارض التي فيها جوائز من اعضاء فنانين أو اشخاص لهم اطلاع على الحركة التشكيلية ومهتمين بالمجال التشكيلي، ولهم خبرة ومن اصحاب الشهادات العليا في مجال الفنون.

3- توجيه انذار إلى المتجاوز وإذا تكرر يوضع على القائمة السوداء.

4- جائزة الدولة التشجيعية: النتيجة يجب ان تعلن اثناء معرض القرين السنوي، وعرض جميع الأعمال المقدمة للجائزة، ومن خلال العرض توضع علامة الفوز على العمل الفائز، حتى يتسنى للجمهور التعرف على جميع الاعمال المقدمة للجائزة.

5- اختيار مستشار فنون تشكيلية كويتي، وان يكون فنانا وله باع في مجال الفنون التشكيلية، وله إنجازات عالمية ومحلية.

بين التدريس والفن والعالمية

ولد محمد قمبر عام 1950 بحي شرق، وحصل على بكالوريوس التربية الفنية من مصر، ثم نال درجة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة واشنطن بالولايات المتحدة، وله أعمال مهنية كثيرة، إذ انخرط في التدريس مدة عقد من الزمن، وكان محاضراً لمادة الرسم والتصوير وتاريخ الفن. أقام قمبر مجموعة معارض متنوعة في الكويت وخارجها، إذ نظمت له صالة بوشهري للفنون ثلاثة معارض في الأعوام 1985 و1986 و1994، واستضافت صالة المتحف الوطني معرضاً شخصياً له في عام 1986، كذلك عرض أعماله على فترات متباعدة في صالة الفنون بضاحية عبدالله السالم في الأعوام 1999 و2004 و2010، وكانت قاعة «فا» استضافت أحد معارضه الشخصية بالكويت في يناير 2014.

كذلك عرض أعماله في إسبانيا ويوغوسلافيا واليابان وتركيا وبلجيكا والنمسا والصين وإيطاليا والولايات المتحدة وعدد من الدول العربية. ومن أشهر أعماله خارج الكويت نصب تذكاري في اسبانيا، وجدارية في أصيلة بالمغرب، ولوحة أخرى في مبنى جامعة الدول العربية، ولوحة في مكتبة الرئيس بوش الأب، وإحدى لوحاته طُبعت على طابع تذكاري في سويسرا 1990.

back to top