بنيامين نتنياهو سيفتقد دونالد ترامب لكن بإمكانه التعايش مع جو بايدن

نشر في 06-07-2020
آخر تحديث 06-07-2020 | 00:00
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
من المعروف أن التكهنات خادعة، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالانتخابات الأميركية. لكن هناك احتمالاً قوياً على الأقل بأنه بعد أربع سنوات من شراكة رائعة من الممكن أن يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحياة في القريب العاجل بدون الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ويقول الكاتب الأميركي ـ الإسرائيلي زئيف شافيتس في تقرير نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء، إنه رغم أن الكثير من حلفاء الولايات المتحدة الآخرين قد يجدون في هذا مدعاة للشعور بالارتياح، من المحتمل أن يكون رد الفعل بالنسبة لـــ"بيبي" أكثر تعقيداً.

فقد أغدق ترامب على "بيبي" هدايا لا تقدر بثمن: مرتفعات الجولان، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، والسماح له بشن حرب سرية ضد إيران. لقد مزق ترامب الاتفاق النووي الإيراني بناء على طلب نتنياهو وتبنى مخطط "بيبي" الخاص بدولة فلسطينية مصغرة في الضفة الغربية. وحتى أطلق اسمه على الخطة.

وأضاف شافيتس الذي تربى وتلقى تعليمه في الولايات المتحدة ثم هاجر إلى إسرائيل حيث قضى سنوات في مجالات الجيش والحكومة والسياسة، ومازال يمارس نشاطه في الإعلام، إنه خلال الحملات الانتخابية الإسرائيلية الثلاث الأخيرة، بذل ترامب جهداً كبيراً ليبقى بيبي في منصبه. والآن ترامب هو الذي يسعى لإعادة انتخابه. ويتوقع ترامب تماماً أن يرد نتنياهو الجميل. لكن الولاء والعرفان بالجميل ليسا من ضمن فضائل نتنياهو. وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن ترامب يتراجع عن منافسه بهامش كبير.

ويشير الدبلوماسيون الإسرائيليون في واشنطن الى أن الجمهوريين يشعرون بالإحباط بصورة متزايدة بينما يشعر الديمقراطيون بالابتهاج.

ويرى شافيتس أن نتائج استطلاعات الرأي لم تكن أيضاً لمصلحة ترامب عام 2016، لكن هذه المرة تعتمد النتائج على أدائه الفاشل في منصبه أكثر من اعتمادها على شخصيته. فقد أخفق ترامب في إدارة أزمة فيروس كورونا، وتراجع ازدهاره الاقتصادي إلى أعلى معدلات بطالة منذ الكساد العظيم، وإلى انخفاض كبير جداً في إجمالي الناتج المحلي. واتسم رد فعله تجاه الاحتجاجات الجماعية التي شهدتها البلاد بتهديدات عدوانية تتعلق بالقانون والنظام أغضبت حتى كبار المسؤولين العسكريين الذين ليست لهم علاقة بالسياسة عادة. وهناك لهجة هستيرية في دعاياته السياسية الأخيرة؛ في الحقيقة إنه لم يعد يبدو كشخص فائز.

ويقول شافيتس، إن فوز بايدن سوف يعنى انقضاء شهر العسل بين بيبي وترامب، ولكن لن يكون بالضرورة كارثة بالنسبة لنتنياهو. فبايدن "صهيوني" طوال حياته وله سجل طويل من الدعم لإسرائيل في مجلس الشيوخ.

وأثناء الخلاف الشديد بين بيبي وأوباما بشأن الاتفاق النووى الإيراني، نجح بايدن وهو نائب الرئيس في ذلك الوقت بتجنب أي قطيعة مع نتنياهو، الذي كان يصفه بأنه" صديق عظيم، عظيم".

وبايدن ليس فقط صديقاً لنتنياهو طوال 20 عاماً لكنه أيضاً يتبنى تياراً وسطاً في حزب لا يدعم جناحه التقدمي إسرائيل. وفي حال توليه الرئاسة لن يمس المساعدات العسكرية، كما هدد السيناتور اليساري الديمقراطي بيرني ساندرز. وليس من المحتمل أن يتراجع عن الاعتراف بضم إسرائيل للجولان أو أن يعيد السفارة الأميركية إلى تل أبيب. وسوف يكون هناك اختلاف بشأن كيفية التعامل مع إيران ومع القضية الفلسطينية. ومن المحتمل ألا يكون اختلافاً كبيراً.

وقال شافيتس، إنه مهما كان يبدو موقف ترامب ضعيفاً وهو يقترب من انتخابات نوفمبر، لن يقطع نتنياهو علانية تعامله معه قبل الانتخابات. فترامب سوف يعتبر ذلك خيانة ومن المؤكد أنه سوف يسعى إلى الانتقام. وفي حالة هزيمة ترامب يخشى نتنياهو أن يصفه مؤيدو ترامب بأنه خائن وناكر للجميل، لذلك يريد نتنياهو أنه إذا كان هناك انفصال فمن الأفضل أن يكون ودياً. ورغم كل ما فعله ترامب لمصلحة نتنياهو، من المحتمل أن يتبع الأخير مبدأ الحياد التام بالنسبة لانتخابات الدول الأخرى.

ويوضح شافيتس، أنه إذا ما فاز بايدن، فإنه سيكون لبيبي ثلاثة أهداف رئيسية وهي: أولاً الفوز بدعم اقتصادي جديد كبير من واشنطن أثناء ما يبدو أنه كساد اقتصادي شديد؛ وثانياً تبني الإدارة الأميركية الجديدة رأيه بأن إيران هي العدو اللدود لإسرائيل والولايات المتحدة على السواء؛ وثالثاً الحفاظ على خطة ترامب للسلام.

ومن الممكن أن يحقق هدفه الأول؛ فما زال هناك قدر كبير من دعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإسرائيل في الكونغرس. ومن المحتمل ألا يحقق الهدف الثاني؛ فاسترضاء إيران يعتبر ركيزة حتى بالنسبة للسياسة الخارجية للديمقراطيين المعتدلين.

وبالنسبة للهدف الثالث، فإنه سوف يتطلب نوعا من تغيير المسمى، ومن المحتمل إعادة تسمية صفقة القرن التي تبناها ترامب ليطلق عليها "حل واقعي لدولتين" أو شيء ما قريب من ذلك. وهذا ليس أمراً بعيد الاحتمال.

وحتى القيادة الفلسطينية التي أعلنت الاثنين الماضي استعدادها لاستئناف المحادثات مع إسرائيل بعد 6 سنوات، تبدو أنها توصلت إلى هذه النتيجة. ومن الممكن أن تسميها الإدارة الجديدة" خطة بايدن". وربما ينجح هذا الأمر.

ويقول شافيتس في نهاية تقريره، إن نتنياهو ما زال يريد أن يفوز ترامب. فالفراق بينهما أمر صعب. ولكن كما تقول كلمات أغنية غالباً ما تصحب ترامب في تجمعاته" لا يمكنك دائماً أن تحصل على ما تريد، لكن إذا ما تصرفت على نحو صحيح، يمكنك الحصول على ما تحتاج".

back to top