مناوشات أميركية ـ إيرانية في شرق سورية

• 44 قتيلاً بمعارك بين القوات السورية و«داعش» في «البادية»
• اقتتال بين فصائل أنقرة بالرقة
ظاهرة خطف الأطفال تؤرق دمشق

نشر في 05-07-2020
آخر تحديث 05-07-2020 | 00:05
دورية أميركية في حقل الرميلان النفطي بمنطقة الحسكة السورية (ا ف ب)
دورية أميركية في حقل الرميلان النفطي بمنطقة الحسكة السورية (ا ف ب)
استهدفت غارة أميركية مواقع إيرانية شرق سورية عقب انفجار ضخم أصاب رتلاً أميركياً.
وسط توتر إيراني ــ أميركي متصاعد، شهدت مناطق في شرق سورية مناوشات إيرانية ـــ أميركية محدودة، فقد نفّذت طائرة أميركية غارات استهدفت قوات إيرانية في تلك المنطقة بعد وقت قليل من استهداف رتل أميركي بعبوة ناسفة في المنطقة نفسها من مجهولين، لم يسفر عن سقوط ضحايا.

وأعلنت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية، أمس، أن طائرة تابعة للتحالف الدولي استهدفت "مواقع للمجموعات الإرهابية التابعة لإيران شرق سورية".

ونقلت الوكالة عن "مصادر محلية"، تأكيدها، أن "طائرة تابعة للتحالف حلّقت أكثر من ساعة فوق مناطق سيطرة الميليشيات التابعة للقوات النظامية السورية بريف دير الزور، لتستهدف بعدها عدداً من المقرات لمجموعات تابعة لإيران في بادية مدينة الميادين".

وأشارت "الأناضول"، إلى أن "القصف لم يسفر عن سقوط قتلى جراء إخلاء المقرات من العناصر قبل استهدافها، وأن نتائج القصف اقتصرت على إصابة بعض العناصر بجروح، وأضرار في مادية في المقرات المستهدفة".

ولفتت الوكالة التركية، إلى أن "المجموعات التابعة لإيران طوقت النقاط المستهدفة وما حولها في أعقاب القصف".

وجاءت الغارة الأميركية بعد ساعات قليلة على استهداف رتل آليات عسكرية أميركية بعبوة ناسفة في قرية تسكنها عشائر من قبيلة العكيدات العربية شرق دير الزور، من مجهولين.

وكان مجهولون استهدفوا بعبوات ناسفة موكبين لـ "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) المتحالفة مع واشنطن، في شرق دير الزور وعلى طريق مطار الطبقة في الرقة.

وقبل أيام أقامت القوات الأميركية قاعدة جديدة في ريف اليعربية (تل كوجر) شرق الحسكة تضم مطاراً عسكرياً.

داعش والبادية

في غضون ذلك، قتل 44 عنصراً من القوات الحكومية السورية وتنظيم "داعش" خلال الساعات الـ48 الماضية في اشتباكات عنيفة تخللتها غارات روسية في البادية السورية، وفق ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أمس.

وشنّ "داعش"، ليل الخميس ـــ الجمعة هجوماً على مواقع للقوات الحكومية في محيط مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي اندلعت إثره اشتباكات لا تزال مستمرة بين الطرفين. وتدخلت الطائرات الحربية الروسية دعماً للقوات الحكومية.

وأفاد "المرصد" بمقتل 26 مقاتلاً من "داعش" جراء الاشتباكات والغارات، كما أودت المعارك بحياة 18 عنصراً من القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها.

ورغم تجريده من مناطق سيطرته في شرق سورية قبل أكثر من عام، لا يزال التنظيم ينتشر في البادية المترامية الأطراف، التي تمتد من ريف حمص الشرقي وصولاً إلى الحدود العراقية.

ويشن عناصر التنظيم بين الحين والآخر هجمات على مواقع قوات النظام في المنطقة، تستهدف أحياناً منشآت للنفط والغاز.

ويؤكد محللون وخبراء عسكريون أن القضاء على "الخلافة" لا يعني أن خطر التنظيم قد زال مع قدرته على تحريك عناصر متوارية عن الأنظار في المناطق التي طُرد منها وانطلاقاً من البادية السورية.

وغالباً ما ينفّذ هؤلاء عمليات خطف ووضع عبوات واغتيالات وهجمات انتحارية تطال أهدافاً مدنية وعسكرية في آن، وتستهدف بشكل شبه يومي أيضاً عناصر قوات سورية الديمقراطية في شرق دير الزور.

اقتتال فصائل تركيا

إلى ذلك، شهدت منطقة تخضع لنفوذ القوات التركية في محافظة الرقة معارك لليوم الثاني بين فصيلي "فيلق المجد" و"الجبهة الشامية" المواليين لأنقرة.

ونعت صفحات موالية للحكومة السورية، ضابطاً ينحدر من القرداحة، مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة اللاذقية، "قتل في معارك ريف إدلب"، وذلك عقب ساعات من مقتل ضابط رفيع من البلدة .

الطريق الدولي M4

من ناحية ثانية، تعمل القوات الروسية على ضمان تسيير قوافل السيارات من مناطق شمال شرقي سورية إلى الداخل والساحل السوري، وكذلك إياباً من منطقة عين عيسى إلى مناطق شمال شرقي سورية.

وتسير القافلة، التي تتكون من عشرات الشاحنات، يومياً صباحاً وظهراً، عبر الطريق الدولي M4 الذي تسيطر عليه الفصائل السورية الموالية لتركيا.

ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن سائقي هذه الشاحنات، أن هذه القوافل ساعدت في انتعاش الحركة التجارية داخل الأراضي السورية.

ظاهرة خطف الأطفال تؤرق دمشق

نقل "المرصد السوري لحقوق الإنسان" عن مصادر في العاصمة السورية، أن عمليات اختطاف الأطفال من قِبل مجهولين باتت تؤرق حياة المدنيين القاطنين في دمشق، إذ تصاعدت وتيرة هذه العمليات خلال الأيام الأخيرة.

ووفقاً لمصادر "المرصد"، فإن "حالات خطف الأطفال خلال الأسبوع الفائت، جرت في كل من حديقة الثلاث عنزات في حي الميدان، وحديقة الثريا في حي الميدان، وحديقة حي الزاهرة الرئيسية، وحديقة جامع الأنصاري في حي الزاهرة، وحديقة نيرمين في حي المهاجرين، وحديقة تنظيم كفرسوسة".

وأشارت إلى أن "حالات الخطف تتم لأطفال لم تتجاوز أعمارهم الـ 10 أعوام، الأمر الذي ولّد خوفاً كبيراً لدى الأهالي على مصير أطفالهم، إذ لم يتم تسجيل حدوث أي اتصال بين الخاطفين وذوي الأطفال حتى اللحظة، مما شكل حالة من الانهيار لدى ذوي الأطفال، وسط مخاوف من أن تكون أهداف الخاطفين هي التجارة بأعضاء الأطفال".

back to top