سدانيات: الدويلة بخير!

نشر في 03-07-2020
آخر تحديث 03-07-2020 | 00:08
 محمد السداني عندما ضرب أحد أفراد الأسرة مثالا لما ستؤول إليه أوضاعنا إذا استمررنا في سوء إدارتنا وهدرنا لمواردنا النفطية وتبديد الثروة التي يعرف كلنا أنها لن تدوم طويلا لم أصدق كلامه؛ لسبب بسيط أنه كان أحد أقطاب القرار سابقا، ولم يتغير شيء في وجوده وغيابه أو كما يقول المثل المصري: «وجودك وعدمك واحد!».

سمعت ورأيت هذه القصة بعيني التي لم تكن عينا للحكومة، ولأنني سمعت أكاذيب الكثير من المسؤولين في محاربة الفساد والتصدي له دونما أي تحرك فعلي يرد كبار القوم الذين سرقوا الأخضر واليابس، ولن يهدأ لهم بال حتى يعيدوها قاحلة كسيرتها الأولى التي بدأتها أول مرة، فقد كان مثال جمهورية ناورو أفضل مثال يقارن بنا، فدويلة مثلها كان مقدراً أن تكون جنة خلابة وسط محيط فقير، ولكن ما أصابهم أصابنا وجعلنا نحذو حذو الدويلة الضائعة بين الفساد العميق والمحيط الشاسع.

كم من دويلة قدر الله لها كل أسباب النجاح، لكن بعض أهلها رفضوا الإصلاح منهجاً وطريقاً، وتكالب بعض هؤلاء القوم مع بعضهم الآخر ليبني كل شخص منهم دويلته الخاصة التي يظن أنها ستكون بخير بعد خراب مالطا أو خراب الكويت!

متى يحين الوقت؛ لكي يتخلص المجتمع من مجموعة الفاسدين الذين أرهقوا البلد بطمعهم الذي طال كل شيء، والأدهى والأمرّ أنك ترى تصريحاتهم في الصحف ووسائل الإعلام بأنهم محاربون للفساد وهم الحصن الحصين للدولة ضد أي خطر، وهم يعلمون أنه لا خطر أكبر من خطرهم على مستقبل بلد يعصف به الفساد شرقا وغربا ويسرقه من يدعي حمايته!

لو استوقفت أي طفل صغير في الشارع فسيقول لك إن مشكلتنا هي في أزمة الإدارة التي يكابر أصحاب البشوت بأنهم أفضل من يستطيع إدارة البلد الذي يعرفون كيف يسبرون أغواره، والحقيقة أنهم يعرفون طريق مغاراته وكنوزه! فلا نحتاج أبناء المؤسسين ولا حكومة طوائف وقبائل ولا أصدقاء فلان وعلان، نحن نحتاج فقط إرادة حقيقية للتغيير والخروج من سياسية العناد والدوامة والدَور غير المنطقي الذي وضعه بدهاء من لا يؤمن بديمقراطية أو قانون أو حتى بأن الشعب شريك في هذه السلطة وهذا البلد.

خارج النص:

- لا أعرف لكن أوجه رسالتي، ولكن الحقيقة المرة وهي بعد انتظار طويل للبدء في التعليم وجدنا أنفسنا أمام حالة مماثلة للتعليم النمط المتخلف! كيف لدولة أن تنشئ منصة من الصفر وتتكفل بتطويرها ومتابعة الأخطاء فيها والعالم كله يستخدم منصات عالمية تتفوق على منصة التربية بسنوات ضوئية! كنت أنتظر بدء استخدام المنصة لكي أعطي رأيا عنها- مع علمي بأنها بهذا الشكل وأسوأ- والحمدلله لم تخب ظنوني في وزارتنا التي تشبه إلى حد ما «دويلة ناورو»!

- بكل تأكيد هناك مسؤول لا بد أن يشار إليه بالبنان اتهاماً وتنكيلاً، ولكن البنان مشلول واللسان معقود، وحسبنا الله ونعم الوكيل فيك يا من تعرف نفسك!

back to top