انفصاليون معادون للصين يهاجمون «بورصة كراتشي»

• مراقبون: رسالة مزدوجة لبكين... وحكومة عمران خان وسط التوتر الصيني - الهندي
• انتحاريون «بكمامات» فشلوا في احتجاز رهائن وقُتِلوا في 8 دقائق

نشر في 30-06-2020
آخر تحديث 30-06-2020 | 00:04
عناصر من القوات الخاصة بعد انتهاء الهجوم أمس (رويترز)
عناصر من القوات الخاصة بعد انتهاء الهجوم أمس (رويترز)
مع تصاعد التوتر الصيني- الهندي بعد الاشتباك الحدودي بينهما في أعالي الهيمالايا، والنزاع الهندي- الباكستاني حول كشمير، شنّ «جيش تحرير بلوشستان» هجوماً على بورصة كراتشي، العاصمة المالية لباكستان، في حادث يظهر تصاعد التوتر الإقليمي في منطقة جنوب شرق آسيا.
هاجم 4 مسلحين ينتمون إلى جماعة «جيش تحرير بلوشستان»، الانفصالية التي استهدفت مرات عدة في السنوات الأخيرة المصالح الصينية، بورصة كراتشي (جنوب)، العاصمة المالية لباكستان، فيما بدا أنه رسالة مزدوجة لحكومة رئيس الوزراء عمران وبكين بحسب مراقبين.

ويأتي الهجوم بينما تتصاعد حدة التوتر بين الصين والهند التي تتهمها باكستان برعاية وتدريب وتمويل «جيش تحرير بلوشستان».

انتحاريون بكمامات

ووصل المهاجمون، الذين ارتدى اثنان منهم على الأقل ملابس غربية واضعين كمامات طبية، وفق صور لجثثهم، إلى المنشأة على متن سيارة صغيرة، قبل أن يلقوا قنبلة ويطلقوا النار، وفق ما أعلن مدير شرطة كراتشي غلام نبي ميمون.

وقال أحمد شينوي، عضو لجنة إدارة بورصة باكستان التي تضم بورصات كراتشي ولاهور وإسلام آباد، «حاولوا دخول المبنى. لكن تم اعتراضهم عند السياج أمام المبنى».

وأكدت الشرطة، في بيان، أن «أربعة مسلحين ومدنيين قتلوا الى جانب شرطي في هذا الهجوم الإرهابي»، مشيرةً أيضاً إلى سقوط 3 جرحى في أوساطها.

وأفاد الميغور جنرال عمر بوخاري، رئيس وحدة القوات شبه النظامية في مؤتمر صحافي «جميع الارهابيين الأربعة قتلوا في خلال 8 دقائق. كانوا يريدون احتجاز رهائن، وكانوا يحملون رشاشات وقنابل يدوية وكمية كبيرة من الذخيرة والطعام». ولم توقف بورصة باكستان تعاملاتها أثناء الهجوم.

«لواء مجيد»

وتبنى «جيش تحرير بلوشستان»، الذي تصنّفه وزارة الخارجية الأميركية «جماعة إرهابية دولية» عبر «تويتر» الهجوم الذي نفذه «لواء مجيد»، وهي وحدة نخبة من مهاجمين انتحاريين من مقاتليه.

وقال إن الخلية المهاجمة تمكنت بعض الوقت من «السيطرة على المنطقة». وشاركت المنظمة بعد ذلك بصورة للمقاتلين الاربعة، منفذي «الهجوم الانتحاري» كما قالت، مرتدين لباساً عسكرياً رمليّ اللون، ورافعين رشاشات «كلاشنيكوف» وتظهر خلفهم الصحراء.

لماذا الصين؟

و«جيش تحرير بلوشستان» يدعو الى استقلال اقليم بلوشستان الحدودي مع أفغانستان وإيران أحد أفقر أقاليم باكستان، رغم أنه الأكبر من حيث المساحة، ويتمتع باحتياطات كبيرة من المشتقات النفطية والمعادن.

وهو يعتبر الحكومة الباكستانية محتلة، ويعادي بشكل اساسي التعاون الصيني- الباكستاني بسبب وقوع بلوشستان على خط مشروع صيني طموح يعرف باسم «الممر الاقتصادي الصيني- الباكستاني»، وهو استثمار صيني ضخم في البنى التحتية الباكستانية يهدف إلى ربط غربي إقليم شينجيانغ بميناء غوادار على بحر العرب في بلوشستان.

وتعتبر الصين باكستان حليفا استراتيجيا، إذ استثمرت فيها مليارات الدولارات، خصوصا هذا المشروع الذي تراه حيويا، ولابد أن هذا الهجوم يثير قلقها.

هجمات سابقة

وهاجم «جيش تحرير بلوشستان» في مايو 2019 فندقاً فاخراً مطلاً على ميناء غوادار، الذي يقع ضمن المسار الاقتصادي الصيني أسفر عن 5 قتلى و6 جرحى. وفي نوفمبر، تبنت المجموعة هجوماً على القنصلية الصينية في كراتشي نفذه مسلحون رداً على الجهود الصينية لفتح الممر تجاري الصيني ـــ الباكستاني.

واتهمت باكستان وقتئذ الهند بالوقوف وراء الهجوم. وقال جهاز مكافحة الإرهاب إنّ منفذ الهجوم «تم تدريبه في الهند»، وان السلطات الباكستانية تحقق ما إذا كان أصلام أتشو، قائد «جيش تحرير بلوشستان»، يقيم في الهند، متهماً الهند برعاية المجموعة. وتبنت الجماعة استهداف القنصلية الصينية، وقال متحدث باسم الجماعة: «كان هناك 3 انتحاريين. اقتحموا السفارة الصينية في كراتشي. الصين تستغل مواردنا».

يذكر أنه تم حظر جماعة «جيش تحرير بلوشستان» رسميا في باكستان منذ عام 2006، وصنفتها الأمم المتحدة على أنها جماعة إرهابية منذ يوليو الماضي، كما صنّفتها وزارة الخارجية الأميركية « إرهابية دولية».

ويأتي الهجوم على بورصة كراتشي بعد 10 أيام من إلقاء قنبلة في المدينة نفسها على صف انتظار أمام مركز لتقديم المساعدات الاجتماعية، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة ثمانية بجروح.

وبعد عقد دموي كانت الهجمات خلاله تنفذ يومياً، خفتت وتيرة العنف بشدة في باكستان. وباتت هذه الهجمات استثناء لما كان يشكل في ما مضى تنظيم «القاعدة».

وأصبحت ومدينة كراتشي الساحلية، التي كانت نسبة الجريمة فيها مرتفعةً عدة سنوات، أكثر أمناً بكثير حالياً بعدما وضعت قوات الأمن يدها على المنطقة.

الإرهابيون كانوا يريدون احتجاز رهائن وبحوزتهم ذخيرة وطعام
back to top