ما بين أصابعي

نشر في 26-06-2020
آخر تحديث 26-06-2020 | 00:04
 عهود ياسر الجدي دائما كنت أؤمن بأن الكتابة طريق النور، وبوابة المعرفة، فبعض المتخصصين يروْنَ أن الكتابة موهبة ولا يمكن اكتسابها، والبعض الآخر يرى أنه يمكن لأي شخص اكتسابها وتنميتها عن طريق التدريب والممارسة.

وفي الواقع أؤمن بأن الكتابة أساسها موهبة، لكن يمكن اكتسابها وصقلها وتنميتها عن طريق الممارسة مع الوقت، فالقلم هو خطيب الناس وفصيحهم، وهو أساس العلم والمعرفة والتطور، وهو ترجمة اللسان الصامت، وبطاقة دخول القلوب، وهو أيضا الحق الذي كتب الله به المقادير، ولا أدل على ذلك من فخر المسلم بأن (القلم) حاز شرف سورةٍ كاملة في القرآن الكريم، كما أبدع الله خلال تصويره للقلم في قوله سبحانه وتعالى: "ن، وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ".

وقد زاد إيماني واعتقادي هذا قبل بضع سنوات أثناء دخولي عالما مختلفا بكل تفاصيله، ومعاصرةً في الوقت ذاته فئات مختلفة من البشر، وأفكارا ومعتقدات متغايرة، وخليطا لشخصيات ومؤهلات ومهارات مختلفة، وإنجازات ومساهمات فاعلة؛ إذ كانت طبيعة هذا العالم (عالم الدراسات العليا) ترتكز على الكتابة والتدوين والبحث والترجمة والصياغة والتأليف والتوثيق وغير ذلك من فنون وأساسيات الكتابة، فوجدت نفسي بلا مقدمات داخل هذه الأجواء، فسعدت جدّاً بها، كما أثّرت فيَّ كثيراً، وجعلت قلمي كالقلب ينبض نورا على الأوراق.

اجعل قلمك أثرك وسلاحك في الحياة، أداةً لتحقيق أهدافك، قلمُ حقٍّ يرفع قدرك ويعلي شأنك، فكم من قلمٍ رفع أناساً وخفض آخرين، وفي النهاية أيقنت أن الأحلام والأمنيات والأفكار تظل مُحلقةً في الفضاء ما لم تعانق هذا السلاح الذي لا يعي قيمته وأثره أغلب الناس، بل إن بعضهم يعتقد أنه الحل السحري الذي يكون من خلاله رقي وتقدم الإنسان، وتطور المجتمعات.

وأخيراً... أطلِق العنان لحروفك المقيدة، وحررها على السطور، واستشعر حينها التغيير.

back to top