سدانيات: أنقذوا التعليم!

نشر في 26-06-2020
آخر تحديث 26-06-2020 | 00:07
 محمد السداني تقول العرب قديما: يكاد المريب يقول خذوني!"، وكم من مريب يعيش بيننا اليوم وأفعاله وتصرفاته وأقواله تصرخ بهذه المقولة دون أن يشعر، في كل الخطوات التي تتخذها وزارة التربية بتخبطها وتلعثمها وقراراتها الضعيفة التي كشفت عورة رداءة كل ما خططت له الوزارة بشأن التعليم بعد توقف دام أكثر من أربعة أشهر، وسيستمر إلى ما شاء الله، شاهدت استجواب وزير التربية وكلي أمل أن أسمع تفنيداً من هذا الرجل الذي أمضى حياته كلها في التعليم متدرجا من مهنة معلم إلى وزير للتربية والتعليم، ولكنَّ الاستجواب كان أقرب لحصص اللغة العربية إليه من تفنيد فني دقيق للوضع التعليمي وليس لأسئلة النائب المستجوب!

لماذا يقضي مسؤول في وزارة تعتبر– في الدول المحترمة– من أهم الوزارات في الدولة كل هذه المدة ليثبت أنه فارس وشجاع وقناص ومغوار وكاتب وأديب وكل هذه الصفات التي ليس لها علاقة بالمنصب السياسي! والأغرب أن تقحم الاستشهادات الشعرية إقحاما في الكلام، وكأنه أتى ليقول هذا الشعر لا أن يشرح خطط الوزارة التي أعتقد أنها لا تملك لها رؤية حتى الآن! أشعار لعمرو بن الإطنابة وسحيم الرياحي والهُذلي والقصيبي وغيرهم، ما علاقتها في صلب حالة من الفوضى يساءل عنها رجل يعتلي هذا الهرم الذي يسمى وزارة التربية؟!

للأسف والأسف هنا لا يتعلق بالوزير ولا بمجموعة تدير المشهد بإدارة لا أعرف كيف أصفها، ولكن الأسف يقع على من أهمل هذا القطاع الحيوي في الدولة فجعله أسير إهمال إدارات كثيرة نتجت عنها هذه الحال التي نعيشها، وما يزيد الطينَ بلةً هو ازدواجية الدولة في التعامل مع ملف التعليم، فتسمح للمدارس الخاصة ببدء التعليم وتعطل المؤسسات الحكومية وتسمح للجامعات الخاصة بالتعليم عن بعد، وأخذ فصل صيفي، وتمنع جامعة الكويت، وكأن الوزارة تعمل ضد التعليم الحكومي لا معه!

إن المساءلة الحقيقية التي يجب أن توجه في هذا المقام هي لأعلى مسؤول في الحكومة، ومفادها لماذا لم يبدأ التعليم الحكومي بعد بخطوة جدية منه لتفعيل التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني؟ وأعتقد أن هذا السؤال لا يتعلق بمادة الشعر العربي والأدب الجاهلي بل يتعلق بمدى المعلومات العلمية التي بين يدي الوزير أو من يَدق الزير ولا يُصدِّقه!

معالي الوزير لا يحتاج الأمر أن تتقمص شخصية عنترة بن شداد لتصلح التعليم، ولا يحتاج أن تكون مفوها باللغة العربية ليبدأ التعليم! الكثير من المعلمين وأساتذة الجامعة قدموا مقترحات وبادروا بحل مشكلة بسيطة تحتاج منا مصداقية ومجهودا وعملا دؤوبا لكي نخرج من عنق الزجاجة الذي خنقنا وخنق كل مؤسسات التعليم في الدولة.

خارج النص:

- أتمنى أن تحفظ هذا البيت:

إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة

فإن فساد الرأي أن تترددا

- "البعض" في الإعلام يصمد لسببين إما أنه يطبل أكثر أو يطأطئ أكثر.

back to top