لبنان: «الميثاقية» وغياب جدول الأعمال يهددان لقاء بعبدا

جبران باسيل يُحذّر من النموذج الفنزويلي ويتباين مع نظرية نصرالله بالتوجه شرقاً

نشر في 21-06-2020
آخر تحديث 21-06-2020 | 00:02
الرئيس اللبناني ميشال عون مستقبلاً حسان دياب رئيس الوزراء في القصر الجمهوري أمس (دالاتي ونهرا)
الرئيس اللبناني ميشال عون مستقبلاً حسان دياب رئيس الوزراء في القصر الجمهوري أمس (دالاتي ونهرا)
تبحث القوى السياسية اللبنانية خلف الكواليس جدوى المشاركة في حوار بعبدا في 25 الجاري أو عدمها. وتساءلت مصادر سياسية متابعة عن "فائدة المشاركة في جلسة الحوار مع افتقاد جدول الأعمال لبنود أساسية تشكل ركيزة أساسية لأي حوار لا سيما ما يتصل منها بالشق الخارجي من حياد لبنان إلى النأي بالنفس والتزام القرارات الدولية ورفض محاولات تغيير هوية لبنان السياسية والاقتصادية التي برزت في الخطاب السياسي الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله".

ولفتت المصادر إلى "الموقف الذي سيتخذه رؤساء الحكومات السابقين غداً"، مشيرة إلى بدء التسريبات الإعلامية عن "مدى توافر الميثاقية في حال قرر رؤساء الحكومة السابقين عدم المشاركة".

وتابعت: "اجتماع بعبدا السابق في السادس من مايو الماضي كان جدول أعماله واضحاً ومحدداً وهو خطة الحكومة الاقتصادية، وأما الاجتماع المقبل فكأنه اجتماع دردشة على فنجان قهوة".

وقالت: "إذا كان موضوع الاجتماع، العنوان الأمني فلا أحد يختلف مع أحد على وجوب حفظ الأمن في البلد، ويبقى على الحكم والحكومة أن يتخذا التدابير اللازمة لحفظ الأمن".

وختمت: "إذا كان الموضوع يتعلق بالوضع العام في البلد فخريطة الطريق اصبحت واضحة وجلية، أي الإصلاحات فيما لم تنفِّذ الحكومة خطوة إصلاحية واحدة".

وبدت لافتة حركة السفير البريطاني كريس رامبلينغ في اتجاه قوى سياسية عدة في المعارضة، من بيت الوسط الى المختارة ومعراب. وقالت أوساط سياسية مطّلعة على محادثات رامبلينغ إنه يستوضح ما إاذا كان الحوار المُرتقب مقدّمة لصوغ تفاهمات سياسية جديدة قد تؤدي إلى تغيير حكومي يُنتج صيغة جامعة تضمّ مختلف المكوّنات السياسية على عكس الوضع القائم حالياً، حيث شريحة كبيرة من اللبنانيين موجودة خارج السلطة.

في موازاة ذلك، واستباقاً لما سيحدث في قصر بعبدا من حوار اطل رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل ليتحدث عن ثلاثة محاور، هي: "الوضع الاقتصادي، والاغتيال الجماعي للتيار الوطني الحر والاستراتيجيات". وقال: "يجب على الحكومة أن تبقى جاهزة لمنع سقوط التغيير، ورغم ملاحظاتنا لن نسحب الثقة من الحكومة طالما أن البديل غير متوافر وطالما هي تنجز".

وأكد أننا "سنضرب كل من يسبب الفتنة. يجب عدم التحريض على الفتنة السنية - الشيعية وهي ستفشل طالما يرفضها الكبار، والفتنة المسيحية - الإسلامية ممنوعة والتفاهمات العميقة هي التي ستحافظ عليها مثل تفاهم مار مخايل"، مشيراً إلى أن "الهدف من اجتماع بعبدا منع الفتنة".

وشدد باسيل على أنه "لا أحد يستطيع أن يمنع التيار من قول الحقيقة. ولن نسمح بالتعدي المادي والمعنوي علينا، الحراك للأوادم وليس للزعران، ونحن في التيار نتعرض للاغتيال السياسي الجماعي".

وأضاف: "بعدني عم هدّي شبابنا ليتحمّلوا الشتيمة والتعدّي من أي أزعر لكن إلى متى؟ خلص! الحراك هو للأوادم وليس للزعران". وختم: "فتح الصراع الداخلي على 1559 وعلى صفقة القرن يسهّل لإسرائيل اعتداءاتها على لبنان ويشجّعها في خطواتها الأحادية المخرّبة للسلام كضم الضفة الغربية وهذا عملياً نهاية لعملية السلام الذي نريده".

وبعد دقائق من كلام باسيل غرّد رئيس "تيار المردة" النائب السابق سليمان فرنجية عبر "تويتر"، قائلاً: "لا يُلامُ الذّئب في عدوانه إِن يَكُ الرَّاعي عَدوَّ الغَنمِ". وبدا في تغريدته يرد على باسيل من دون تسميته.

وإذ حذّر من أن "عدم اللجوء إلى صندوق النقد الدولي وتنفيذ الإصلاحات" سيصل بالبلاد الى "النموذج الفنزويلي"، رد باسيل بشكل غير مباشر على دعوة حليفه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، التي أطلقها مؤخراً، بالتوجه شرقاً نحو دول مثل إيران والصين، للحصول على مساعدات ودعم للبنان، بدلا من الولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب.

وأكد باسيل أن "لبنان يقوم على الانفتاح والتوازن منذ تأسيسه، وأنه يجب أن يتعامل مع دول الشرق والغرب، وألا يدير ظهره للغرب"، متهماً في نفس الوقت بعض الدول الغربية وحلفاءها بإجبار لبنان على التوجه حصرا باتجاه الشرق.

back to top