ليسوا قدوة!

نشر في 21-06-2020
آخر تحديث 21-06-2020 | 00:08
 مظفّر عبدالله أول العمود:

اجتهدت وزارة الإعلام في بث فلاشات توعوية عالية الجودة فنياً وإيصال رسالة خلال فترة وباء كورونا، المطلوب الاستمرار في ذلك لكثير من مشاكل المجتمع فهي وسيلة جيدة لنشر الوعي.

***

هاجم أكثرنا عدم التزام أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية بالاشتراطات الصحية الخاصة بالتباعد الجسدي داخل قاعة عبدالله السالم لكونهم (قدوة)، وكان أبشع مظاهر الاستهتار (حب الخشوم).

وهنا نقول للممتعضين "ما عندكم سالفة"، لأنكم في مواقف سابقة امتعضتم من عدم حسم السلطتين لشبهات حول نزاهة بعض أعضائها وتداول أخبار صحافية واجتماعية لاستحواذهم على مناقصات مليونية، وأنتم من استأتم من مشاجراتهم بـ"العقل" و"الأكواب" في حل خلافاتهم التافهة داخل القاعة، هذا عدا الألفاظ الساقطة التي يتداولها بعضهم ضد بعض وتنقلها الصحافة على صفحاتها الأولى لنقرأها مع أبنائنا.

وأنتم أيها الممتعضون من علمتم بإحصاءات منشورة في الجريدة الرسمية (الكويت اليوم) غياب كثير منهم عن حضور اللجان البرلمانية، وتنابز بعضهم بألقاب يطلقونها علناً ضد بعض أمام الملأ تفيد بعدم النزاهة والسقوط في وحل الفساد، فكيف تكون هذه الفئة قدوة حتى تمتعضوا من عدم التزامهم بالشروط الصحية التي أوصاهم بها وزير الصحة قبل انعقاد الجلسة بيومين وضربوا بها عرض الحائط؟

لفتت نظري صورة من داخل القاعة يظهر فيها سمو رئيس الوزراء وهو يشير لنائبين بالابتعاد عنه وترك مسافة أثناء الحديث، وهذه تدل على عدم وجود اتفاق على أدنى بروتوكول للتباعد الجسدي!

فيا أيها الممتعضون الكرام كفانا تظاهراً بكون شخصيات كالوزير أو عضو البرلمان قدوة في المجتمع، فليس أحد منهم كذلك إلا الندرة النادرة، وليس قدوة من ينجح بواسطة حنفية الخدمات الحكومية، وليس قدوة كل وزير صمت وساهم في فساد ندفع ثمنه اليوم في التركيبة السكانية وتجارة الإقامات، وليس قدوة من استهان بالأدوات الرقابية لأغراض شخصية وانتخابية.

back to top