الجمعيات التعاونية تحتضن المهرجانات عقب التوقف برؤية غير واضحة

موافقة وزارة التجارة والصناعة على عودة العروض وفق الالتزام بمعايير حماية المستهلك يكتنفها الغموض

نشر في 19-06-2020
آخر تحديث 19-06-2020 | 00:03
عقب توقف دام حوالي 3 أشهر، جراء الأزمة الراهنة التي تعيشها البلاد، وتفشي فيروس كورونا، وافقت وزارة التجارة والصناعة على عودة تنظيم وإقامة المهرجانات والعروض التسويقية الخاصة بالسلع في الجمعيات التعاونية والأسواق المركزية الموازية، شريطة الالتزام بمعايير إدارة حماية المستهلك.

هذه الخطوة، التي وصفها البعض بالإيجابية، لكونها تساهم وبصورة فاعلة في رفع الأعباء المالية عن كاهل المواطنين والمقيمين، والتي أثقلت منذ بداية الجائحة، بعمليات الشراء الواسعة التي خلت من التخفيضات، جاءت غير واضحة، فيما يخص آلية التطبيق والمستهدفين من المهرجانات، وهل ستوجَّه للمساهمين فقط أم لعموم المستهلكين؟

«الجريدة» استطلعت آراء بعض رؤساء مجالس إدارة الجمعيات حول القرار، وآلية التطبيق، والتي جاءت كالآتي:

بداية، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية مشرف التعاونية، عبدالرحمن القديري، أن القرار حتى الآن مبهم، وغير واضحة آلية تطبيقه، متسائلا: "هل ستشمل هذه المهرجانات التسويقية عموم المستهلكين من المواطنين والمقيمين، أم ستقتصر فقط على المساهمين؟"، وناشد وزارتي التجارة والشؤون إيضاح آلية التطبيق، والتي على أساسها ستعمل الجمعية.

وأوضح القديري لـ"الجريدة"، أن عملية دخول الأسواق التعاونية لاتزال رهن الحجر المسبق ونظام "الباركود"، ما يترتب عليه استفادة عدد قليل ومحدود من العروض والمهرجانات، بما لا يحقق الهدف المرجو منها، مؤكدا أن الجمعية على أتم الاستعداد لعمل وتنظيم المهرجانات، وبالفعل باشرت الاتصال بالشركات، للتنسيق حول السلع والمنتجات التي ستُعرض فور الوقوف على آلية التنظيم.

مناطق العزل

من جانبه، أكد المدير المعيَّن لجمعية جليب الشيوخ التعاونية، علي حسن، أهمية تنظيم المهرجانات التسويقية، لاسيما في جمعيات مناطق العزل الكُلي، لكونها ترفع الكثير من العناء عن كاهل قاطني وأهالي هذه المناطق.

وأوضح حسن لـ"الجريدة"، أن القوة الشرائية لقاطني هذه المناطق، التي أكثرها من العمالة الوافدة المتضررة ماديا جراء الأزمة الراهنة، تراجعت بصورة كبيرة، نظرا لقلة الدخول، معتبرا أن تنظيم المهرجانات والعروض على السلع والمواد الغذائية فرصة لمساهمة هؤلاء والتخفيف عن كاهلهم.

وقال إن "تنظيم المهرجانات يحتاج إلى دراسة مسبقة، ليحقق الهدف المرجو منه، من تقديم سلع مميزة بجودة عالية، وسعر مناسب من جانب، ولا يضر بالمركز المالي للجمعية من جانب آخر، لاسيما أن المهرجانات غير المدروسة قد تؤثر على حساب المتاجرة والربح، بما ينعكس سلبا على الأرباح السنوية التي توزع للمساهمين"، مشددا على ضرورة الموازنة ما بين الأرباح والمهرجانات، بما لا يضر المركز المالي للتعاونية.

زيارة الأسعار

بدوره، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية العديلية التعاونية، عمر الرويح، أن عودة المهرجانات التسويقية للأسواق التعاونية خطوة مهمة جدا، تعوِّض عموم المستهلكين عن زياة الأسعار التي شهدتها السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية خلال الفترة الماضية، لافتا إلى أن البند المخصص لدعم العروض والمهرجانات غير مفعَّل منذ فترة، وهناك مبالغ كبيرة راكدة فيه دون فائدة.

وقال الرويح لـ"الجريدة"، إن "نظام الحجز المسبق حدد لكل مستهلك زيارة أسبوعية فقط للتعاونية، ما ترتب عليه زيادة القوة الشرائية بصورة كبيرة، حيث تراوحت الفاتورة الواحدة ما بين 50 و70 دينارا، وهذا زاد العبء على كاهل المواطنين والمقيمين"، موضحا أن ثمة 3 طرق لدعم المهرجانات، بداية من تخفيضات الشركات المباشرة على السلع، مروراً بدعم الجمعية، من خلال اختيارها سلعا معينة وتخفيضها، وصولا إلى التعاون المشترك ما بين الشركات والجمعية.

مهرجان «أون لاين»

وكشف الرويح أن الجمعية تعكف حاليا على دراسة إقامة المهرجانات عبر خدمة الـ"أون لاين"، بما يقلل الاحتكاك بين مرتاديها، مشددا على ضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي، واتخاذ الإجراءات الوقائية والصحية كافة أثناء عمليات التسوق خلال تنظيم المهرجانات التسويقية، بما يحول دون تفشي العدوى بمرض "كوفيد-19"، أو يعرِّض حياة مرتادي الجمعية لأي خطر.

عقد «العموميات»

وكشف الرويح عن تقديمه مقترحا إلى وزارة الشؤون واتحاد الجمعيات، يسمح بموجبه عقد "عموميات" التعاونيات، واعتماد التقريرين المالي والإداري، من ثم صرف الأرباح السنوية للمساهمين.

وقال إن "المقترح يهدف إلى السماح بعقد (العموميات) عبر الحجز الإلكتروني (الباركود)، الذي يخوِّل المساهم من حضور (العمومية) خلال الفترة المسائية"، لافتا إلى أنه "من خلال هذا النظام ستتم معرفة أعداد الحضور، وعلى أساسه نختار المكان المناسب، مع الأخذ بعين الاعتبار تطبيق التباعد الاجتماعي وعدم الاحتكاك بين المساهمين".

وأضاف أنه «وفقا للقرار (166/2013) لا يعتبر اجتماع الجمعية العمومية العادية السنوية صحيحا إلا بحضور أغلبية الأعضاء العاملين، وفي حال قل العدد عن ذلك يؤجل إلى نصف ساعة، ويصح الاجتماع بعدها بحضور 25 عضوا على الأقل».

استقطاب المستهلكين

من جهته، قال أمين صندوق جمعية السالمية التعاونية، د. سعد الشبو، إن "عودة المهرجانات التسويقية خطوة مباركة تساهم في استقطاب المستهلكين، وتخفف عنهم أعباء الحياة، كما تحقق الهدف الأساسي من العمل التعاوني، بتقديم سلعة بجودة عالية وسعر مناسب".

وبيَّن الشبو لـ"الجريدة"، أن الجمعية تضع في الحسبان الالتزام بالتباعد الاجتماعي أثناء فترة العروض، لافتا إلى أنها سوف تراعي سهولة المرور ما بين السلع المعروضة، وتوسعة الممرات، لتقليل عمليات الاحتكاك بين مرتادي الجمعية، لضمان سلامتهم وعدم تعرضهم لأي مكروه.

«اتحاد الجمعيات»: محاربة الغلاء بالمهرجانات

أعلن رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية، فهد الكشتي، أن عودة المهرجانات التسويقية في الجمعيات التعاونية والأسواق الموازية تعمل على محاربة الغلاء، وتخفف الأعباء المالية عن كاهل عموم المستهلكين من المواطنين والمقيمين.

وأوضح الكشتي، في تصريح صحافي، أن اتحاد الجمعيات يبذل قصارى جهده لتوفير ودعم السلع والمنتجات الغذائية بأقل الأسعار وأفضل جودة، حرصا منه على الوقوف إلى جانبهم في مواجهة جائحة كورونا.

وقال إن «الاتحاد يستهدف محاربة الغلاء، ووقف محاولات البعض استغلال الأزمة الراهنة التي اجتاحت البلاد في تحقيق مكاسب على حساب جيوب المستهلكين».

وأكد الكشتي حرص الاتحاد على تعزيز حقوق ومكتسبات المساهمين، وتجديد المطالبة للوزارات المعنيَّة بالسماح لمجالس إداراة الجمعيات بعقد جمعياتها العمومية، في إطار الالتزام بإرشادات وتعليمات السُّلطات الصحية في البلاد، حفاظا على سلامة المساهمين، شاكرا مسؤولي «التجارة» على تلبية مطلب الجمعيات والاتحاد، التي تهدف إلى تعزيز دور مؤسسات الدولة في حماية ودعم المواطنين والمستهلكين، وتوفير احتياجاتهم ومتطلباتهم.

مسؤولو الجمعيات ناشدوا الوزارة توضيح الاشتراطات المطلوبة لتحقيق الغاية من المهرجانات

دراسة إقامة المهرجانات عبر خدمة الـ «أون لاين» عمر الرويح

الأمور مبهمة ونطالب بإيضاح آلية التطبيق عبدالرحمن القديري

توسعة الممرات لتقليل الاحتكاك بين المتسوقين سعد الشبو

المهرجانات تخفف عن السكان لا سيما بعد تراجع دخولهم علي حسن
back to top