مفاوضات سد النهضة: تقدم بطيء وتبادل اتهامات

محمد حمدان دقلو «حميدتي» يبحث «القضايا الراهنة» بأديس أبابا

نشر في 18-06-2020
آخر تحديث 18-06-2020 | 00:04
نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي» مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أول زيارة إلى إثيوبيا
نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي» مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أول زيارة إلى إثيوبيا
وسط أجواء مشحونة بالتوتر وانعدام الثقة، تواصلت أمس اجتماعات وزراء الري في كل من مصر والسودان وإثيوبيا، للوصول إلى اتفاق نهائي بخصوص ملء وتشغيل سد النهضة.

إثيوبيا من جانبها استبقت جولة الأمس بالهجوم على مصر، حيث اتهمت وزارة الخارجية الإثيوبية، مصر بعرقلة المفاوضات الجارية بين أديس أبابا والقاهرة والخرطوم، حول ضوابط ملء، وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.

وقال وزير الخارجية الإثيوبي، مساء أمس الأول، غيدو أندارغاشيو: إن "مصر تشارك في المفاوضات، وتجتهد في الوقت نفسه لإحالة قضية سد النهضة إلى مجلس الأمن الدولي"، لافتا إلى أن "القاهرة لا يمكن أن تدير عملين في آن واحد، وهما خوض المفاوضات، وإلقاء اللوم على إثيوبيا، بل وعرقلة المفاوضات المتواصلة"، معلنا رفض بلاده اتهام مصر بأن إثيوبيا لا يمكنها ملء السد إلا إذا توصلت الدول الثلاث إلى توافق.

كان وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قد صرح الاثنين الماضي، ان المفاوضات "تعثرت". ولوح بإمكانية لجوء بلاده إلى مجلس الأمن الدولي لمواجهة ما وصفه "بالتعنت الإثيوبي".

مصدر مطلع قال لـ"الجريدة" ان استمرار القاهرة في التفاوض جزء من استراتيجية مرحلية، والذهاب الى مجلس الامن خطوة أولى، مضيفاً أن "مصر ستحمي حقوقها بكل من تملكه من قوة، والمواقف الاثيوبية المراوغة تجاه مصر ومن ورائها من دول ستقابل بحسم وحزم، ولن تستطيع اثيوبيا ومن معها محاصرة الموقف المصري".

وزير الري الأسبق، محمد نصر علام، قال لـ"الجريدة": "من محتويات البيانين السوداني والإثيوبي والصمت المصري الرسمي يتضح وجود تقدم في التفاهم حول معظم المشاكل الفنية، واختلاف حول تضمين التفاصيل الفنية في الاتفاقية، واختلاف فى صياغة بند حل المنازعات، مشيرا إلى أن التوصل إلى اتفاق قد يتطلب تدخل المراقبين الدوليين، وتمديد المفاوضات يوما آخر، ويتبقى أيضا امكانية اعلان فشل المفاوضات.

بدوره، قال أستاذ المياه والتربة بجامعة القاهرة نادر نورالدين لـ"الجريدة"، إن اثيوبيا تريد التوصل مع السودان ومصر على نظام الملء والتشغيل للسد، ثم يكون لها وحدها حق تغيير ما تم الاتفاق عليه واخطار مصر والسودان.

وأضاف: "إثيوبيا تتحدث بخداع أيضاً عن التوزيع المنصف والعادل لمياه النيل، وهي تقصد انه التوزيع المتساوي وليس العادل وبينهما فرق كبير، حيث اوضح القانون الدولي لمياه الانهار الدولية ان التوزيع العادل يشمل جميع موارد النهر وليس فقط مياه النهر التي تجرى بين ضفتي النهر، اي انه يشمل حوض المياه الجوفية للنهر، ومياه البحيرات العذبة، واماكن تجمعات المياه قبل ذهابها إلى النهر ثم مدى وجود بدائل في كل بلد لمياه النهر".

وتابع: "إثيوبيا لديها 9 أحواض للأنهار، ويضم كل حوض عشرات الأنهار والروافد، بينما لا تمتلك مصر الا نهرا وحيدا بلا فروع أو روافد". وأوضح نورالدين أن "حصة الفرد من المياه في إثيوبيا 1650 مترا مكعبا في السنة مقابل 500 متر مكعب للفرد في مصر في السنة".

في السياق، وصل نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي» إلى إثيوبيا لـ»إجراء مشاورات بشأن القضايا الراهنة».

وتأتي الزيارة بعد أسابيع من اشتباك حدودي بين ميليشيات إثيوبية مدعومة من أديس أبابا وبين قوات سودانية ومع تواصل تعثر مفاوضات «النهضة».

back to top