كوريا الشمالية تنفذ تهديدات شقيقة الزعيم

فجّرت مكتب الارتباط مع الجنوب في ضربة معنوية لـ «إعلان بانمونغوم»

نشر في 17-06-2020
آخر تحديث 17-06-2020 | 00:00
جنود كوريون جنوبيون في دورية على الحدود مع الشمال الشيوعي أمس الأول (يونهاب)
جنود كوريون جنوبيون في دورية على الحدود مع الشمال الشيوعي أمس الأول (يونهاب)
في خطوة معنوية، وبعد أيام من تصعيد النظام الشيوعي، فجرت كوريا الشمالية، أمس، مكتب الارتباط مع كوريا الجنوبية في مدينة كايسونغ الصناعية على جانبها من الحدود.

وبهذا، تلاشى المبنى المكون من 4 طوابق، والمخصّص لعقد الاجتماعات لمسؤولي الكوريتين الذي افتتح في كايسونغ في سبتمبر 2018، نتيجة "إعلان بانمونغوم" الموقع بين زعيمي الكوريتين، عقب لقاء القمة بينهما بتاريخ 27 أبريل في ذلك العام.

ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء، عن تقرير إذاعة "تشوسون" المركزية الكورية الشمالية، "ان مكتب الاتصال المشترك بين الكوريتين في كايسونغ دمر بشكل بائس مع صوت انفجار قوي في الساعة الثانية و50 دقيقة بعد ظهر الثلاثاء". وأضافت الإذاعة: "لقد قطعنا جميع خطوط الاتصال بين الكوريتين، ثم في نهاية المطاف دمرنا مكتب الاتصال المشترك بين الكوريتين بالكامل في مجمع كيسونغ الصناعي بالمدينة الحدودية في كوريا الشمالية، وجاء ذلك استجابة لمشاعر الجمهور الغاضبة بأن علينا أن نجعل القمامات وأولئك الذين تجاهلوا مشاعرنا الغاضبة سيدفعون الثمن مقابل ذنبهم".

ويأتي تفجير المكتب بعد إعلان كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جون اون، في نهاية الأسبوع "قريبا، سيظهر المشهد المأساوي لمكتب التنسيق المشترك بين الشمال والجنوب وهو منهار تماما".

وأظهرت المشاهد التي نشرها القصر الرئاسي الكوري الجنوبي انفجارا يمتد إلى مبان عدة عبر الحدود في كايسونغ، مع انهيار برج قريب جزئيا وتصاعد سحب الدخان في السماء.

ويرى محلّلون أن بيونغ يانغ تسعى إلى خلق أزمة مع سيول في وقت لاتزال المفاوضات بشأن الملف النووي مع واشنطن متوقفة.

وفي سيول، وبعد اجتماع طارئ، أعلن مجلس الأمن القومي الكوري الجنوبي أنه "سيرد بقوة إذا واصلت بيونغ يانغ القيام بخطوات تفاقم الوضع". وأضاف: "كل مسؤولية التداعيات الناجمة عن هذا العمل تقع على عاتق الشمال".

وكان نحو 20 مسؤولا من كل جانب يعملون في المكتب على مدى أشهر، لكن العلاقات بين الكوريتين توترت اثر انهيار قمة هانوي بين كيم والرئيس الأميركي دونالد ترامب في فبراير 2019. وعلّقت مهامه في يناير بسبب انتشار فيروس "كورونا".

ومنذ مطلع الشهر، كثفت بيونغ يانغ الإدانات اللاذعة إزاء جارتها خصوصا ضد المنشقين الكوريين الشماليين الذين يرسلون من الجنوب منشورات دعائية عبر المنطقة المنزوعة السلاح الى الشمال.

والأسبوع الماضي، أعلن النظام الكوري الشمالي قطع قنوات الاتصال السياسية والعسكرية مع "العدو" الكوري الجنوبي.

وقال ليف اريك ايزلي الاستاذ في "جامعة اوها" في سيول، إن "كوريا الشمالية بدأت دوامة استفزاز مع مراحل من التصعيد"، واصفا تفجير مكتب الارتباط بأنه "ضربة رمزية للمصالحة بين الكوريتين والتعاون". وأضاف أن "نظام كيم يوجه أيضا رسالة مفادها أن الولايات المتحدة لن تحظى بامتياز تأجيل التعامل مع ملف كوريا الشمالية خلال ما تبقى من السنة".

ومنذ أن نددت بيونغ يانغ بإرسال منشورات من الجنوب، أطلقت سيول ملاحقات قضائية بحق مجموعتين من المنشقين الكوريين الشماليين بتهمة إرسال هذه البيانات الدعائية من الجانب الآخر من الحدود.

وتتضمن المنشورات، التي غالبا ما تعلق على بالونات تصل الى الأراضي الكورية الشمالية أو توضع في زجاجات في النهر الحدودي، عادة انتقادات لأداء الزعيم كيم جون اون في مجال حقوق الإنسان أو طموحاته النووية.

وسبق عملية التفجير تهديد أطلقه الجيش الكوري الشمالي بتحريك قواته إلى مناطق حدودية منزوعة السلاح، مشيراً إلى أن "الجيش في جاهزية كاملة للتحرك ضد الجنوب".

وقال الجيش الشمالي، في بيان، أمس، إن بيونغ يانغ تراجع خطة مقترحة "لتقدم الجيش مجددا في المناطق التي تم نزع سلاحها بموجب اتفاق شمالي جنوبي، وتحويل الخط الأمامي إلى قلعة وزيادة اليقظة العسكرية ضد الجنوب".

وذكرت وكالة "يونهاب" للأنباء في كوريا الجنوبية، أن ذلك ربما يشير إلى المناطق حول بلدة كايسونغ على الحدود الغربية وجبل كومغانغ في الساحل الشرقي، حيث سحبت كوريا الشمالية سابقا قواتها من مشاريع مشتركة تم إغلاقها حاليا.

وأمس الأول، حضّ الرئيس الكوري الجنوبي، مهندس التقارب عام 2018، الشمال على عدم "ترك نافذة الحوار مغلقة".

وانتهت الحرب الكورية (1950-1953) بهدنة وليس اتفاق سلام، ما يعني أن البلدين الجارين لا يزالان عمليا في حالة حرب.

وفي أول رد فعل دولي، قال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين للصحافيين "هذا مصدر قلق، ونحضّ جميع الأطراف على ضبط النفس"، مضيفا أن روسيا ستراقب الوضع من كثب، مشيراً إلى أن بلاده لا تخطط لإجراء أي محادثات على مستوى عال في الوقت الراهن.

وكايسونغ، حيث أقيم مكتب الارتباط، كانت أساسا جزءا من كوريا الجنوبية بعد أن قسمت موسكو وواشنطن كوريا بينهما في أواخر الحرب العالمية الثانية. لكنها باتت في أراضي كوريا الشمالية بعد الحرب الكورية بين 1950 و1953، والتي انتهت بهدنة لا بمعاهدة سلام.

back to top