الكويت شيّعت المستشار عبدالرحمن العتيقي

• الأمير عزى أسرته: قدّم خدمات جليلة للوطن العزيز
• الراحل ساهم في نهضة البلاد وخدمتها في المناصب الرفيعة التي تقلدها

نشر في 14-06-2020
آخر تحديث 14-06-2020 | 00:05
شيعت الكويت، أمس الأول، المستشار في الديوان الأميري والوزير السابق عبدالرحمن سالم العتيقي، عن عمر ناهز (92) عاماً، ويعد الراحل أحد رجالات الكويت المخلصين، الذين ساهموا في بناء الدولة الحديثة، وخدموا البلاد بكل إخلاص وتفانٍ في العديد من المحافل والمناصب، التي تولاها طول حياته، سفيراً في الخارجية أو مديرا في الصحة أو وزيرا للمالية والنفط، وغيرها من جمعيات وهيئات محلية ومجتمعية.

تعزية سامية

وبعث صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ببرقية تعزية إلى أسرة المغفور له، بإذن الله تعالى، عبدالرحمن العتيقي، أعرب فيها سموه عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة أحد رجالات الوطن الأوفياء الذين ساهموا في نهضته، مستذكرا سموه مآثر الفقيد الكبيرة ومسيرة حياته الحافلة بالعطاء والإنجازات، وما قدمه من خدمات جليلة للوطن العزيز عبر مختلف المناصب الرفيعة التي تبوأها، سائلا سموه المولى جل وعلا أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته الكريمة وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.

كما بعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ببرقية تعزية إلى أسرة الراحل ضمنها سموه خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة أحد رجالات الوطن، سائلا سموه المولى تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته الكريمة وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.

كما بعث رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد ببرقية تعزية مماثلة.

وبعث رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ببرقية الى أسرة الفقيد، المرحوم باذن الله تعالى، أعرب فيها عن خالص العزاء وصادق المواساة بوفاة إحدى الشخصيات الكويتية التي ساهمت في بناء الكويت الحديثة.

واستذكر الغانم، في برقيته، المسيرة العطرة للراحل العتيقي وعطاءاته الوطنية، سائلا المولى جلت قدرته أن يرحمه برحمته الواسعة وان يلهم ذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان.

كما نعى الشيخ مشعل الأحمد نائب رئيس الحرس الوطني، المغفور له بإذن الله تعالى مستشار حضرة صاحب السمو ووزير المالية والنفط السابق عبدالرحمن سالم العتيقي، رحمه الله، الذي وافته المنية أمس، بعد مسيرة حافلة بالعطاء.

وأعرب الشيخ مشعل الأحمد عن خالص تعازيه وصادق مواساته إلى أسرة الفقيد ومحبيه، مؤكدا أنه بوفاته فقدت الكويت أحد رجالاتها الأوفياء المخلصين الذين ساهموا في نهضتها وبناء دولة المؤسسات.

واستذكر الأحمد مآثر الفقيد الكبيرة ومسيرة حياته الحافلة بالعطاء والانجازات، سائلا سموه المولى جل وعلا أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته الكريمة وذويه الصبر والسلوان وحسن العزاء.

من جهته، نعى وزير المالية براك الشيتان المغفور له بإذن الله تعالى عبدالرحمن العتيقي، في تصريح صحافي، وقال إن الكويت فقدت برحيل العتيقي أحد رجالاتها الذين ساهموا في بناء الدولة الحديثة، مشيدا بمناقب ومآثر الفقيد طوال مسيرة حياته.

وتوجه الشيتان بالدعاء إلى الباري عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان.

بدوره، نعى وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري، المغفور له بإذن الله تعالى المستشار بالديوان الأميري والوزير السابق عبدالرحمن العتيقي، أحد رجالات الكويت البررة، الذين كانت لهم بصمات ناصعه في تنمية البلاد وازدهارها والدفاع عن مكتسباتها.

وتقدم الجبري إلى أسرة الفقيد بخالص العزاء، سائلا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وعظيم رضوانه.

وفي ما يلي إضاءة على مسيرة الراحل:

السيرة الذاتية
• عبدالرحمن سالم عبدالله العتيقي.

• مواليد 5 أبريل 1928- الكويت.

- أنهى تعليمه في المدرسة المباركية، وكان يجيد اللغة الانكليزية، كما أكمل دورات تعليمية خاصة.

• عمل في دائرة التموين عام 1943 وفي شركة تموين الاقمشة عام 1944.

• عمل في شركة نفط الكويت المحدودة خلال الفترة من 5/12/1945 إلى مارس 1949.

• التحق بخدمة الشرطة كسكرتير في بداية عهدها بتاريخ 7/4/1949 وتولى اعمال الترجمة والتحقيق والاشراف على السكرتارية (1951-1956)

• اصبح مديرا للشرطة العامة في اغسطس 1956 حتى عام 1959.

• نقلت خدماته إلى دائرة الصحة العامة في 1/1/1959 وعين مديرا لها حتى 19/12/1961.

• عين سفيرا بوزارة الخارجية (ديسمبر 1961).

• أول سفير لدولة الكويت لدى الولايات المتحدة الاميركية (1961-1963) ومندوبها الدائم لدى الامم المتحدة.

• ثالث وكيل لوزارة الخارجية (2/1/1963 - 4/2/1967).

• عين وزيرا للمالية والنفط في الوزارة السادسة (4/4/1967)، وفي الوزارة السابعة (1971).

• شغل منصب وزير المالية في الوزارة الثامنة (9/2/1975)، وفي التاسعة (6/9/1976)، وفي العاشرة (16/2/1978).

• مثل الكويت في تأسيس منظمة الاقطار العربية المصدرة للنفط (أوابك).

• عين مستشارا لسمو الامير الشيخ جابر الاحمد (1981).

• مؤسس ورئيس الجمعية الكويتية لرعاية المعوقين منذ عام 1971.

• الرئىس الفخري للجمعية الكويتية لمتداولي القطع.

• تولى رئاسة مجلس ادارة بنك "انفستكورب" بالبحرينِ ورئاسة مجلس إدارة بنك "البحرين والشرق الأوسط".

الموضوع

الولادة والتعليم

ولد الراحل يوم 5 أبريل 1928، في فريج العتيقي المعروف باسم "سكة عنزة"، وبدأ تعليمه عند الملا عبدالله عبداللطيف العثمان، وهو في السادسة من عمره، ثم التحق بمدرسة المباركية حتى الصف الثاني الثانوي، وترك الدراسة بسبب المرض الذي أصاب عينيه، ثم قضى عدة أشهر في المعهد الديني وحاز على دورات تعليمية خاصة.

مسيرته المهنية

بدأ مسيرته في العمل الحكومي عام 1943 في دائرة تموين الأغذية، ثم تنقل بين عدد من الجهات الحكومية، فعمل في شركة تموين الاقمشة عام 1944، وعيّن مشرفا على مناطق التنقيب في شركة النفط من عام 1945 حتى 1949، واعتمد في ذلك على اللغة الانكليزية التي كان يتميز بها.

ثم التحق، رحمه الله، في خدمة الشرطة عام 1949 حيث تولى اعمال الترجمة والتحقيق والاشراف على السكرتارية، كما عمل ايضا سكرتيراً لأمير البلاد السابق المرحوم الشيخ صباح السالم، وقام بإعداد مشروع لتنظيم دائرة الشرطة ثم اصبح مديرا للشرطة العامة بين العام 1956 و1959، ثم نُقلت خدماته عام 1959 ليصبح مديرا عاما للصحة والخدمات الطبية بدائرة الصحة واستمر فيها مدة سنتين ونصف.

وزارة الخارجية

بدأت رحلته في وزارة الخارجية عبر انتدابه ليكون المندوب الدائم لدولة الكويت في الأمم المتحدة، ثم عُين كأول سفير للكويت في الولايات المتحدة، وفي عام 1963 تم تعيينه بمنصب وكيل وزارة الخارجية، وقد لعب دورا كبيرا في التوصل لاتفاقية أكتوبر 1963 مع العراق التي أقرت جميع الاتفاقيات السابقة مع الكويت.

وزارة المالية

بعد نحو ستة أعوام قضاها الراحل في العمل الدبلوماسي، عُيّن الفقيد في الفترة من عام 1967 حتى 1971 وزيرا للمالية والنفط، كما شغل منصب وزير المالية أيضا من عام 1975 حتى عام 1978.

وأهم الإنجازات التي تحققت خلال توليه للمالية والنفط هو إنشاء المجلس الأعلى للبترول 1974، الذي يتولى رسم السياسة العامة للثروة البترولية للمحافظة عليها وحسن استغلالها وتنمية الصناعات المرتبطة بها والمنبثقة عنها، بهدف ضمان الاستثمار الأفضل لهذه الثروة وتحقيق أكبر عائد منها واستكمال صناعة بترولية وطنية متكاملة، كل ذلك في إطار السياسة المرسومة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.

كما أسهم في أهم التشريعات التي بموجبها تأسس الصندوق الكويتي للتنمية الاجتماعية وصندوق الأجيال المقبلة، ومثّل العتيقي الكويت في تأسيس منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط (أوابك) عام 1981.

وبعد مسيرته الاقتصادية في وزارة المالية صدر مرسوم أميري عام 1981 بتعيينه مستشارا لسمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله.

الجمعية الكويتية لرعاية المعوقين

ساهم، رحمه الله، في إنشاء الجمعية الكويتية لرعاية المعوقين في الكويت، وتذليل كل الصعاب أمامها، في وقت لم يكن أحد يُعنى بهذه الفئة غير وزارة التربية، وهيّأ بيته كمقر للجمعية لتصبح على ما هي عليه الآن، كما ترأس مجلس إدارتها منذ عام 1971، وقد قامت الجمعية ببذل جهود كبيرة في مجال خدمة هذه الفئة من المواطنين، ولم يبخل رحمه الله عليها لا بالمال ولا بالاستشارة والدعم، وكان لها نشاط باهر، وحصلت خلاله على دعم الناس جميعا ودعم الحكومة، وعلى الأخص وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التي كان من اختصاصها الإشراف على الجمعيات ذات النفع العام ودعمها حتى تتمكن من أداء رسالتها.

كما كان من مؤسّسي جمعية الهلال الأحمر الكويتي، ومن أعماله الخيرية والاجتماعية مساهمته في تأسيس "جمعية الإرشاد الإسلامي".

العمل المصرفي

عندما كان وزيراً للمالية، حرص رحمه الله على التحضير لمشروع تأسيس بنك اسلامي، فأرسل مندوبا من وزارة المالية الى الدكتور عيسى عبده لتسلم الملفات المتعلقة بالدراسات التي أنجزتها اللجنة التحضيرية منذ عام 1968، بعد أن قام السيد أحمد بزيع الياسين بطرح فكرة إنشاء مصرف إسلامي، وكانت تحتاج إلى مشروع قانون خاص بها، وقد بارك هذا التحرك ودعمه الامير الراحل الشيخ صباح السالم وولي العهد رئيس مجلس الوزراء آنذاك الشيخ جابر الأحمد، رحمهما الله، واستمرت المداولات حول هذه الفكرة، وعندما تم الانتهاء من إعداد المشروع تقدم به الراحل العتيقي إلى الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، وتم توقيع القانون من قبل الشيخ صباح السالم، رحمه الله، فكان للعتيقي الدور الفاعل في إصدار قرار سياسي جريء بالموافقة على تأسيس بيت التمويل الكويتي، ومن هنا بدأت قصة النجاح وتمت عملية الاكتتاب العام التي تسابق عليها أهل الكويت ليحظوا بالمساهمة في تدشين أول بنك يعمل وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية محلياً، وتشكل أول مجلس للإدارة برئاسة أحمد بزيع الياسين رحمه الله، كما أسس الراحل في البحرين بنك الاستثمار العربي "إنفست كورب" وبنك البحرين والشرق الأوسط.

وبعد مسيرة حافلة بالعطاء، حمل فيها لواء خدمة الكويت في كل المحافل والمناصب التي كُلف بها، فاستحق كل الاحترام والتقدير لما بذله لوطنه الكويت، رحل المستشار عبدالرحمن العتيقي، تاركاً سجلاً حافلاً وتاريخا مشرفاً وذكراً خالداً، فله من الكويت، قيادة وشعباً، خالص الدعاء بالرحمة والمغفرة، وأن يجزيه الله خيرا على ما قدم للوطن العزيز.

و"الجريدة" التي آلمها هذا المصاب تتقدم إلى أسرة الفقيد بأحر التعازي، سائلة الله تعالى أن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، و"إنا لله وإنا إليه راجعون".

استجوابان في عام واحد... وثقة

واجه المستشار العتيقي، رحمه الله، استجوابين في عام 1974 بصفته وزيرا للمالية والنفط، فكان الاول من النائب خالد المسعود، متعلقا بتحسين أوضاع العاملين من غير الموظفين، وقد نوقش الاستجواب دون اتخاذ اي قرار بشأنه، أما الاستجواب الثاني فقُدم من النواب أحمد النفيسي وسالم المرزوق وعبدالله النيباري، واحتوى على عدة نقاط منها احتياطي الكويت من النفط الخام، وتوفير الكوادر البشرية الكويتية المتخصصة في صناعة النفط والغاز، وتمت مناقشة الاستجواب وطلب طرح الثقة، وجددت الثقة بالوزير.

برقيات مواساة لذويه من ولي العهد ورئيسي السلطتين وكبار المسؤولين والوزراء

الراحل عمل سكرتيراً لأمير البلاد الأسبق الشيخ صباح السالم

أعد مشروعاً لتنظيم دائرة الشرطة ثم أصبح مديراً للشرطة العامة بين 1956 و1959

بدأت رحلته في وزارة الخارجية بمنصب المندوب الدائم للبلاد في الأمم المتحدة وعين أول سفير للكويت في واشنطن

بعد تعيينه وكيلاً لوزارة الخارجية لعب دوراً كبيراً في التوصل لاتفاقية أكتوبر 1963 مع العراق

أهم إنجازاته خلال توليه وزارة المالية والنفط هو إنشاء المجلس الأعلى للبترول 1974

الراحل كان أحد مؤسّسي جمعية الهلال الأحمر الكويتي وساهم في تأسيس «جمعية الإرشاد الإسلامي»

في عام 1981 صدر مرسوم أميري بتعيينه مستشاراً لسمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد
back to top