إسرائيل تتعهّد بتطبيقٍ مسؤول لـ«صفقة القرن»

وزير خارجية ألمانيا قلقٌ من «الضم» و منظمة التعاون الإسلامي ترفض الإجراءات المخالفة للقانون الدولي

نشر في 11-06-2020
آخر تحديث 11-06-2020 | 00:03
«مصافحة كورونا» بين غابي أشكينازي وهايكو ماس في القدس أمس            (ا ف ب)
«مصافحة كورونا» بين غابي أشكينازي وهايكو ماس في القدس أمس (ا ف ب)
تعهّد وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي، لنظيره الألماني هايكو ماس، أن بلاده ستطبق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط "على نحو مسؤول"، واصفاً المبادرة بأنها "نقلة نوعية مهمة للمنطقة"، ومشدّداً على الاستمرار بالمخطط لضم أجزاء من الضفة الغربية.

وفي أعقاب لقاء جمعه مع ماس في القدس أمس، قال وزير الخارجية الإسرائيلي: "نحن عازمون على القيام بذلك والحوار مع جيراننا، إسرائيل تريد الأمن والسلام". وأضاف: "سيتم متابعة الخطة بشكل مسؤول وبالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة".

ويتوقع أشكينازي "من المجتمع الدولي أن يوضح للفلسطينيين أن رفضهم الانخراط لن يخدم مصالحهم"، واصفاً الخطة الأميركية للسلام بأنها "فرصة كبيرة".

كما وصف أشكينازي نظيره الألماني بأنه "صديق وثيق لإسرائيل"، مضيفا أن زيارته لإسرائيل بصفته أول وزير دولة أجنبية يزور البلاد منذ تشكيل الحكومة الجديدة تدل على العلاقة الخاصة بين البلدين، ومعربا عن شكره للدعم المتواصل لنصب "ياد فاشيم" التذكاري في القدس لضحايا محرقة النازية (الهولوكوست).

وأكد، من ناحية أخرى، أن بلاده لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية وترسيخ نفسها عسكريا على الحدود الإسرائيلية، معربا عن شكره لألمانيا على حظر "حزب الله" اللبناني.

من ناحيته، قال وزير الخارجية الألماني للصحافيين، في أعقاب اللقاء: "أخبرت وزير الخارجية الإسرائيلي بالموقف الألماني، وبقلقنا الشديد حيال العواقب المحتملة لمثل هذه الخطوة". وأضاف: "نتشارك هذه المخاوف مع شركائنا الأوروبيين، نعتقد أن الضم لن يتوافق مع القانون الدولي".

ودعا ماس إلى استئناف المفاوضات المباشرة التي تعثرت قبل 6 أعوام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وتنوي الحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي أدت اليمين الدستورية منذ 3 أسابيع، ضم ما يصل إلى 30 في المئة من الضفة، بناء على خطة الشرق الأوسط التي وضعها ترامب.

ويمكن أن تبدأ إسرائيل أولى الخطوات في ذلك في الأول من يوليو المقبل، اليوم الذي تتولى فيه ألمانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي ورئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ويدور نقاش في الاتحاد الأوروبي حول ما إذا كان يتعين فرض عقوبات على إسرائيل ردا على ضم محتمل للأراضي الفلسطينية، إلا أن ماس أوضح: "أنا لا أؤمن مطلقا بممارسة سياسة التهديدات في أوقات لم تُتخذ فيها قرارات بعد"، مضيفا أنه لم يلجأ إلى ذلك خلال محادثاته مع أشكنازي.

كما اجتمع ماس مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بيني غانتس، الا أنه قرر التخلي عن الزيارة المعتادة للسلطة الفلسطينية في رام الله، بالإشارة إلى "الظروف الصعبة" بسبب جائحة "كورونا". ومع ذلك أجرى محادثات عبر الفيديو مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، من الأردن، محطته الثانية.

من ناحية أخرى، دان وزير الخارجية الألماني دعوات من إيران لإبادة إسرائيل.

وقال ماس: "كان هذا هو الحال في الماضي، وهو الآن، وسيظل كذلك في المستقبل. حق إسرائيل في الوجود غير قابل للتفاوض بالنسبة إلينا".

وذكر أن "إيران تهدد على نحو مستمر بطريقة غير مقبولة بإبادة إسرائيل، وتلعب بالنار بطريقة غير مسؤولة في المنطقة"، وقال: "ندين بأشد درجة الدعوات بالإبادة والتحريض على الأعمال الإرهابية أو تمجيد مثل هذه الأعمال".

وفي الجانب الفلسطيني، قال وزير الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ، امس، إن تنفيذ إسرائيل مخططها "هو قتل لرؤية حل الدولتين" المدعومة دوليا. وأضاف أن "الضم سيؤدي إلى انهيار التسوية السياسية القائمة على أساس التفاوض وفق اتفاقيات أصبحت في حكم الماضي".

إلى ذلك، عقدت منظمة التعاون الإسلامي اجتماعاً استثنائياً امس لبحث الضم. واعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير ​فيصل بن فرحان​ خلال الاجتماع أن "سلوك إسرائيل هو محاولة مستمرة لتغيير الديمغرافية الفلسطينية، ونية إسرائيل ضم أراض من الضفة الغربية تصعيد خطير يهدد فرص استئناف عملية السلام".

بدوره، جدد الأمين العام لمنظمة التعاون يوسف العثيمين، "موقف المنظمة الرافض لسياسات الاحتلال الإسرائيلي التي ترمي إلى تغيير الوضع الديمغرافي والقانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، مشيراً إلى أن "الإجراءات الإسرائيلية مخالفة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".

back to top