الفلسطينيون قدموا «اقتراحاً مضاداً» لـصفقة القرن

وافقوا على تبادل أراضٍ وتعديل الحدود

نشر في 10-06-2020
آخر تحديث 10-06-2020 | 00:05
 رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية
أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، أمس، عن تقديم الفلسطينيين «اقتراحا مضادا» للخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط، التي تدعم ضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وأنهم دعوا إلى الضغط على إسرائيل لثنيها عن الضم.

وقال اشتية: «لقد قدمنا اقتراحا مضادا للجنة الرباعية قبل بضعة أيام».

وبحسب رئيس الوزراء، فإن الاقتراح المكون من أربع صفحات ونصف صفحة ينص على إنشاء «دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة ومنزوعة السلاح». وتضم اللجنة الرباعية كلا من الاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة الأميركية.

وقال اشتية، في لقاء مع وسائل الإعلام الأجنبية في مدينة رام الله، إن المقترح الفلسطيني يشمل أيضا إجراء «تعديلات طفيفة على الحدود عند الضرورة». وأشار رئيس الوزراء إلى مبادلات محتملة للأراضي بين الدولتين. لكنه أضاف أن التبادل سيكون «متساوياً» من حيث «حجم وقيمة» الأراضي.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أواخر يناير عن خطة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين تنص على ضم إسرائيل للمستوطنات في الضفة الغربية، بالإضافة إلى غور الأردن. ورفض الفلسطينيون الخطة بشكل قاطع. وغور الأردن منطقة استراتيجية، تعتبر «السلة الغذائية» للفلسطينيين؛ إذ تشكل مساحتها ثلث مساحة الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في عام 1967.

وبحسب الخطة الأميركية، يمكن إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح على مساحة صغيرة بدون القدس الشرقية، التي يعتبرها الفلسطينيون عاصمتهم. وقطع الفلسطينيون علاقاتهم بالإدارة الأميركية منذ اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر 2017.

من جهته، أكد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، لوكالة فرانس برس، أنه سلم كلا من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وبحسب عريقات، تتضمن الرسالة المطالبة «بتشكيل ائتلاف دولي ضد الضم، وعقد اجتماع لكل الدول الرافضة للمخطط الإسرائيلي».

وأضاف أن الرسالة طالبت أيضا «بضرورة التمسك بالقانون الدولي وحل الدولتين على أساس حدود عام 1967».

ويعارض الاتحاد الأوروبي عملية الضم، وطلب من الحكومة الإسرائيلية، التي من المزمع أن تقدم استراتيجيتها حول تنفيذها مطلع يوليو، التخلي عن هذه الخطوة. وتقول مصادر دبلوماسية إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تدرس خيارات مثل العقوبات الاقتصادية أو الاعتراف بدولة فلسطينية، لثني إسرائيل عن المضي قدما في الخطة، وماهية الإجراءات التي يجب اتخاذها في حال لم تتراجع عن الضم.

وقال اشتية: «نريد أن تشعر إسرائيل بضغوط دولية (...) لأول مرة يناقش السياسيون الأوروبيون العقوبات ضد إسرائيل لأننا طلبناها».

وأضاف رئيس الوزراء: «الغضب موجود، عدم الرضى موجود، والإحباط موجود، كل هذه تمهد لمشاكل قادمة». وشهدت الأراضي الفلسطينية مؤخرا عدة تظاهرات ضد مشروع الضم، لكن لم تشهد مشاركة واسعة حتى الآن. ويعيش في الضفة الغربية نحو 450 ألف مستوطن إسرائيلي في مستوطنات أقيمت على أراضي الفلسطينيين البالغ تعدادهم نحو 2.7 مليون نسمة.

وأظهر استطلاع إسرائيلي للرأي، الأسبوع الماضي، أن معظم الإسرائيليين يخشون اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة بسبب الضم.

وقام الفلسطينيون بانتفاضتين: الأولى بين 1987 و1993 وسميت انتفاضة الحجارة، فيما اندلعت الانتفاضة الثانية المعروفة بانتفاضة الأقصى بين أواخر سبتمبر 2000 واستمرت حتى عام 2005، وتخللتها مواجهات عسكرية وقامت إسرائيل بقمعها بشدة، وبنت خلالها السياج الفاصل بين أراضيها واراضي الضفة لمنع الهجمات عليها.

back to top