الاحتجاجات العنيفة تصبُّ انتخابياً في صناديق الجمهوريين

• جيم ماتيس دونالد لترامب: كفى تقسيماً للأميركيين
• الرئيس: جنرال مدَّعٍ تشاركتُ وباراك أوباما شرف طرده

نشر في 05-06-2020
آخر تحديث 05-06-2020 | 00:04
رجل أسود يصرخ بوجه أحد الجنود في واشنطن أمس (رويترز)
رجل أسود يصرخ بوجه أحد الجنود في واشنطن أمس (رويترز)
يرى الكثير من المراقبين أن الوقت لا يزال مبكراً للحديث عن التأثير السياسي للاضطرابات العرقية المتواصلة في الولايات المتحدة، لكن بعضهم يشير إلى معادلة تبدو صحيحة تاريخياً، بأنه عند وقوع احتجاجات عنيفة يتخللها شغب فإن ذلك ينعكس انتخابيا لمصلحة الجمهوريين المحافظين الذين يرفعون شعار فرض النظام والقانون.
قال عمر واسو أستاذ السياسة في "جامعة برينستون"، الذي يدرّس الحركات الاحتجاجية وتأثيراتها على السياسة والانتخابات، إن الاحتجاجات التي يصاحبها عنف غالباً ما كانت تنعكس في صناديق الاقتراع لمصلحة الجمهوريين.

وأشار واسو في حديث لمجلة "نيويوركر"، الى أنه لطالما كان هناك نقاش في العلوم الاجتماعية عما إذا كان هناك رد فعل "انتخابي" عنيف على موجات الاحتجاجات العرقية العنيفة بين عامي 1967 و1968 في الولايات المتحدة. ولفت في هذا السياق إلى أنه درس ١٣٧ احتجاجاً عنيفاً أعقبت اغتيال مارتن لوثر كينغ الابن، في أبريل 1968، فوجد أنه في الأسبوع التالي لاغتيال كينغ، عندما وقعت 95 في المئة من احتجاجات أبريل العنيفة، "صوتت المقاطعات القريبة من الاحتجاجات العنيفة، بست إلى ثماني نقاط مئوية أكثر لمصلحة الرئيس الجمهوري الراحل ريتشارد نيكسون في نوفمبر بدل المرشح الديمقراطي هبرت همفري".

وأضاف: "ما نلاحظه في الستينيات أنه كان هناك عدد غير عادي من المعتدلين البيض الذين كانوا منفتحين على سياسات تعزيز المساواة العرقية لكنهم كانوا أيضاً قلقين جداً بشأن ضرورة الحفاظ على النظام".

وتابع: "بعد موجة الاحتجاجات العنيفة في منتصف الستينيات وأواخرها، فإن المعتدلين البيض الذين دعموا الحزب الديمقراطي لتمرير قانون الحقوق المدنية لعام 1964 انشقوا إلى الحزب الجمهوري في عام 1968. لذلك، عندما كانت الدولة تستخدم العنف وكان المتظاهرون هدفا لهذا العنف كان هذا لمصلحة الديمقراطيين، لكن عندما انخرط المتظاهرون في العنف انتقل هؤلاء الناخبون إلى ائتلاف القانون والنظام، أي الحزب الجمهوري".

وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن الاحتجاجات على حادثة فظيعة مثل مقتل جورج فلويد على يد ضابط شرطة، قد تكون عنيفة أو سلمية لكنها ستكون أكثر فاعلية إذا اعتمدت اللاعنف. وأضاف أن أحداث الستينيات أظهرت أن الاحتجاج السلمي حقق نفس النتائج التي كان النشطاء الأكثر عنفاً يقاتلون من أجلها لكن دون إحداث انشقاق أو شرخ في الكتلة المؤيدة للديمقراطيين.

ماتيس

الى ذلك، وفي تعليقات عامة نادرة، شن وزير الدفاع السابق جيم ماتيس، هجوماً لاذعاً على الرئيس دونالد ترامب واتهمه بالسعي إلى "تقسيم" الولايات المتّحدة، عبر تعامله مع موجة الاحتجاجات التي اعقبت وفاة فلويد.

وتعتبر تصريحات ماتيس أول انتقاد من نوعه يصدر عن جنرال سابق في سلاح المارينز والذي يحظى باحترام كبير في بلاده، والذي سبق له أن رفض مراراً توجيه أي انتقاد لترامب لأنّه كان يعتبر أنّه من غير المناسب انتقاد رئيس أثناء توليه منصبه.

وتحت مقال بعنوان "في الاتحاد قوة"، نشرته مجلة "ذي أتلانتيك" الأميركية، قال ماتيس الذي استقال من منصبه احتجاجاً على انسحاب قوات بلاده من سورية، إنه شاهد أحداث هذا الأسبوع وهو "غاضب ومذعور".

وأوضح أنّ "ترامب هو أول رئيس أراه في حياتي لا يحاول توحيد الأميركيين، بل إنه حتّى لا يدّعي بأنّه يحاول، وبدلاً من ذلك، هو يحاول تقسيمنا".

وأضاف: "نشهد تداعيات ثلاثة أعوام من هذه الجهود المتعمدة، وثلاثة أعوام من دون قيادة ناضجة. يمكننا أن نتحد بدونه، بالاعتماد على نقاط القوة الكامنة في مجتمعنا المدني. لن يكون ذلك سهلاً، كما أظهرت الأيام القليلة الماضية، لكننا مدينون بذلك لمواطنينا وللأجيال الماضية التي نزفت للدفاع عن عهدنا ولأطفالنا". وأضاف: "يجب أن نرفض ونحاسب المسؤولين الذين يسخرون من دستورنا".

وتابع: "يجب علينا أن نرفض اعتبار مدننا كساحة قتال يُدعى جيشنا النظامي للسيطرة عليها. يجب ألا نستخدم جيشنا في الداخل إلا في حالات نادرة جدا عندما يُطلب منا ذلك حكام الولايات. الرد العسكري، يخلق صراعا بين الجيش والمجتمع المدني ويقوض الأساس الأخلاقي الذي يضمن وجود رابطة موثوقة بين القوات العسكرية من الرجال والنساء وبين المجتمع الذين أقسموا على حمايته، والذين هم أنفسهم جزء منه".

وكتب ماتيس: "يجب ألا تشتت انتباهنا حفنة من الخارجين عن القانون. التظاهرات يشارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص أصحاب الضمير الذين يصرون على ضرورة أن نلتزم بقيمنا".

وكتب: "عندما التحقت بالجيش قبل 50 سنة، أقسمت على تأييد الدستور والدفاع عنه. لم أتخيل يوماً أن الجنود الذين يحلفون القسم نفسه، يمكن أن يتلقوا الأمر، مهما كانت الظروف، بانتهاك الحقوق الدستورية لمواطنيهم ولا بالسماح للقائد العام المنتخب بأن يلتقط صورة، بطريقة سخيفة، مع القادة العسكريين إلى جانبه"، في إشارة الى صورة ترامب امام كنيسة سانت جون قرب البيت الابيض، وقد رافقه وزير الدفاع مرتدياً الزي العسكري وبعض القادة العسكريين.

وفِي تصريح لشبكة ABC الاخبارية بعد نشر مقالته مساء أمس الأول، قال ماتيس: "كفى تعني كفى".

ترامب

ورد ترامب بتغريدات مسائية ساخرة، على ماتيس، واعتبره "الجنرال الأكثر مبالغة بالتقدير في العالم".

وقال ترامب: "الشيء الوحيد المشترك بيني وبين باراك أوباما هو أنه كان لنا شرف طرد جيم ماتيس من العمل". وأضاف: "طالبته بالاستقالة وشعرت بالرضا حيال ذلك. كان لقبه الفوضى، الذي لم يعجبني، وغيرته إلى الكلب المسعور".

وتابع ترامب في تغريدة ثانية : "قوته (ماتيس) لم تكمن في العسكرية، بل في العلاقات العامة الشخصية، أعطيته حياة جديدة وأمورا للقيام بها، ومعارك لينتصر بها، ولكنه نادرا ما حقق أي عائد".

back to top