حملة لا أستطيع التنفس تتوسع... والجيش يتحرك لوقف النهب

• حظر تجول في مينيابوليس
• طوارئ في جورجيا
• اشتباكات بالأيدي أمام البيت الأبيض

نشر في 31-05-2020
آخر تحديث 31-05-2020 | 00:05
رغم توجيه تهمة القتل غير العمد للشرطي الأميركي الأبيض ديريك شوفين، الذي تسبب بوفاة مواطنه الأسود جورج فلويد خنقاً تحت ركبته في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، تواصلت الاحتجاجات على هذه الحادثة التي هزت الولايات المتحدة، ووصل صداها إلى البيت البيض، في وقت تحرك الجيش لوقف عمليات النهب الشغب المستمرة منذ أربعة أيام.
بلغت وتيرة الغضب وأعمال العنف والنهب ذروتها في الولايات المتحدة، احتجاجاً على مقتل الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد خنقاً في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا على يد الشرطي الأبيض ديريك شوفين.

ومع تجاوز مشاعر التعاطف حدود الولايات المتحدة، إذ شهدت وسائل التواصل الاجتماعي في العديد من البلدان دعوات إلى إحقاق العدالة، انتهك المتظاهرون مساء أمس الأول، قرار حظر تجول أصدره عمدة مينيابوليس جاكوب فراي في جميع أنحاء المدينة، للسيطرة على الاضطرابات أو أعمال النهب والشغب.

ووسط تصاعد الاحتجاجات، أعلن حاكم ولاية جورجيا بريان كيمب أمس، حالة الطوارئ في مقاطعة فولتون بالولاية، وتحريك 500 من أفراد قوات الحرس الوطني.

وفي سلسلة تغريدات، أوضح كيمب أن إعلان حالة الطوارئ جاء بناء على طلب من كيشا لانس بوتومز عمدة مدينة أتلانتا (عاصمة الولاية)، من أجل "حماية الأفراد والممتلكات"، مؤكداً أن مسؤولي إنفاذ القانون "يعملون بدأب للقضاء على الأنشطة غير القانونية واستعادة الهدوء"، مضيفاً أنه سيواصل إتاحة جميع الموارد للمسؤولين خلال حالة الطوارئ.

وانتقلت شرارة التظاهرات إلى العاصمة واشنطن، وخلال تجمّعهم أمام البيت الأبيض، طالب مئات المتظاهرين بـ"العدالة لجورج فلويد"، ملوّحين بشعارات بينها "توقّفوا عن قتلِنا" و"حياة السود مهمّة".

وفي ميشيغان، أعلنت المتحدثة باسم شرطة ديترويت السارجنت نيكول كيركوود أمس، مقتل شخص في وسط المدينة بعد أن أطلق شخص يستقل سيارة رياضية متعددة الأغراض "إس يو في" النار على حشد من الناس من المحتجين انضموا إلى مسيرة ضد "وحشية الشرطة" خارج مقر السلامة العامة ورددوا "لا عدالة لا سلام".‭

وبينما تمّ إغلاق طريق سريع في دنفر عاصمة ولاية كولورادو، تجمّع آلاف المحتجين عند مركز باركليز في نيويورك للتّنديد بما حصل لفلويد على أيدي الشرطة.

‬وفي لويزفيل بولاية كنتاكي، دارت اشتباكات في وقت كان عدد من السكّان يُطالبون بالعدالة لبريونا تايلور وهي امرأة سوداء قتلتها الشرطة داخل شقّتها في مارس.

وفي لوس أنجلس، أغلق المتظاهرون لفترة قصيرة طريقا سريعا وحطموا زجاج نوافذ آليتين للشرطة. وفيما اندلعت احتجاجات مماثلة في هيوستن بولاية تكساس، هاجم المتظاهرون مقر "سي إن إن" في مدينة أتلانتا. وبثت الشبكة الإخبارية لقطات مباشرة من مقرها تظهر استهداف عناصر الشرطة أمام المقر ومحاولة تحطيم نوافذه.

وفي وقت سابق، اعتقلت الشرطة طاقم الشبكة خلال قيامه بتغطية حية من مدينة مينيابوليس لأعمال العنف. وبثت مقطع فيديو لمراسلها عمر جيمينيز وهو يتحدث بهدوء لرجال شرطة يحملون هراوات ويكبلون يديه بالأصفاد قبل أن يطلقوا سراحه لاحقاً ويعود لبث رسائله المباشرة .

تدخل الجيش

ولإعادة الهدوء، تحركت طواقم الإطفاء ومئات الجنود في مختلف أنحاء مينيابوليس بعد ليلة ثالثة من الاحتجاجات العنيفة التي اجتاحت المدينة وتسببت بصدامات وإحراق ممتلكات وعمليات نهب لنحو 30 محلاً تجارياً. بينما تحدثت شرطة مدينة سانت بول المجاورة عن أضرار وسرقات أيضاً.

وبعد توقيع حاكم الولاية تيم والز أمراً تنفيذياً يسمح للجيش بالتدخل وأمر بنشر 200 شرطي تابعين للولاية وحوامات، أعلن الحرس الوطني أنه "قام بتحريك أكثر من 500 جندي" إلى المنطقة، "لضمان قدرة إدارات الإطفاء على الاستجابة للبلاغات ودعم سلطات المدنيّة لضمان سلامة الأرواح والممتلكات".

وبثت وسائل الإعلام الأميركية صوراً لشرطة مكافحة الشغب مصطفة قرب مركز شرطة مينيابوليس، الذي أضرم فيه المتظاهرون النيران بعدما تلقى الضباط أوامر بتركه.

ترامب و«تويتر»

وأعلن الرئيس دونالد ترامب أنّه تحدّث إلى عائلة فلويد. وقال في البيت الأبيض "أتفهّم الألم"، مضيفاً "عائلة جورج لها الحقّ في العدالة". وتابع "إن سكان مينيسوتا لهم الحقّ في الأمن"، في إشارة منه إلى أعمال الشغب التي تشهدها الولاية.

وانتقد ترامب ما وصفه "بالغياب التام للقيادة" في مينيابوليس وقال في تغريدة: "يتوجب على عمدتها جاكوب فراي أن التصرف بحزم ويسيطر على الوضع في المدينة، أو سأرسل الحرس الوطني لإنجاز المهمة بالشكل الصحيح"، مضيفاً: "تكلمت للتو مع حاكم مينيسوتا تيم والز وقلت له، إن الجيش سيكون إلى جانبه. عند أي مشكلة، عندما تبدأ عمليات السطو، يبدأ إطلاق النار. شكراً!".

ورداً على انتقاد منشور ترامب للمتظاهرين ووصفهم بأنهم "سفاحون"، عمد موقع "تويتر" إلى وضع إشارة "تمجيد للعنف" على تغريدة ترامب، معتبراً أنه "يمكن تأويل هذه الرسالة بأنها تحريض لقوات الأمن على استعمال أسلحتها".

واستأنف ترامب هجماته على "تويتر" بعد أن وضعه علامة التحذير، مؤكداً أنه "سيتم تنظيمه" ودعا الكونغرس إلى إلغاء قانون يحمي شركات التكنولوجيا.

أوباما وبايدن

وفي بيان نشره على "تويتر" اعتبر سلفه باراك أوباما من جهته، أنّ وفاة فلويد يجب ألا تُعتبر "أمراً عادياً" في الولايات المتحدة. وأضاف أوّل رئيس أسود للولايات المتحدة "إذا أردنا أن يكبر أولادنا في بلد يكون على مستوى أعظم قيَمه، بإمكاننا ويجب علينا القيام بما هو أفضل".

ونشر أوباما بيانه على تويتر، موضحاً أنّه بحث مع أصدقاء له في الأيام الماضية الفيديو الذي أظهر آخر لحظات فلويد البالغ من العمر 46 عاما وهو "يلفظ أنفاسه ووجهه أرضا على الأسفلت تحت ركبة شرطي".

بدوره، دعا نائب الرئيس السابق والمرشح الديمقراطي المحتمل لانتخابات الرئاسة جو بايدن إلى تطبيق العدالة وإلى "قيادة حقيقية" للولايات المتحدة، متهماً ترامب بالتشجيع على العنف بعد تهديده باستخدام القوة العسكرية لإنهاء أعمال شغب في مدينة مينيابوليس.

وأضاف بايدن أن غضب الأميركيين السود وإحباطهم وإنهاكهم "لا يُنكر"، والبلاد تحتاج إلى مواجهة "جرحها العميق المفتوح" المتعلق بالعنصرية، ناصحاً ترامب بأن "هذا ليس وقت التغريدات الملتهبة، إنه ليس وقت التشجيع على العنف".

وأضاف: "هذه أزمة وطنية، ونحتاج إلى قيادة حقيقية في الوقت الحاضر، قيادة تأتي بالجميع إلى المائدة ليكون بإمكاننا اتخاذ إجراءات لاجتثاث العنصرية المنظمة".

ترامب يهاجم سلطات مينيسوتا ويستأنف معركته مع «تويتر»
back to top