دول مسلمة تفرض «حظر العيد» لتفادي إصابات فيروس كورونا

كبير مستشاري الصين الصحيين: سلطات ووهان أخطأت في بداية الوباء وخطر «الموجة الثانية» قائم

نشر في 18-05-2020
آخر تحديث 18-05-2020 | 00:05
فرنسيون يتريضون على قناة سان مارتان في باريس أمس الأول   (أ ف ب)
فرنسيون يتريضون على قناة سان مارتان في باريس أمس الأول (أ ف ب)
يبدو أن عيد الفطر سيحل على مسلمي العالم عموماً وعلى مسلمي الدول العربية خصوصاً بنكهة مختلفة هذا العام، وسط استمرار تفشّي "كورونا" المميت، ما دفع ببعض الدول إلى فرض حظر شامل خلال أيام العيد المبارك، لتفادي قفزة في الإصابات.
تتجه دول عربية عدة لفرض حظر تجوال شامل خلال أيام عيد الفطر، في إطار تدابير مكافحة فيروس "كورونا".

فبعدما فرضت الكويت حظراً شاملاً في العاشر يستمرّ إلى ما بعد العيد، وأعلنت السعودية، فرض حظر مماثل بمختلف أنحاء المملكة من نهاية رمضان حتى رابع أيام العيد، قررت اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية المعنية بمواجهة "كورونا" في العراق، أمس، فرض حظر شامل خلال أيام العيد.

وأعلن الأردن أيضاً أنه سيتم فرض حظر شامل في أول أيام ‫عيد الفطر على تنقل الأشخاص بواسطة المركبات، وسيسمح فقط بالخروج سيراً على الأقدام ما بين السّاعة الثامنة صباحاً حتّى السابعة مساءً، ولن يسمح لأحد بالخروج بواسطة المركبات إلّا الكوادر الطبيّة والتمريضيّة في القطاعين العام والخاصّ.

أما في الجزائر، فيعيد المجلس الأعلى للأمن حساباته باتجاه التخلي عن تمسكه بالحظر الجزئي لمصحلة الشامل.

وفي اكبر الدول العربية من حيث عدد السكان، نفى الناطق باسم وزارة الصحة والسكان في مصر خالد مجاهد، بدء تطبيق حظر تجوال شامل من الثلاثاء المقبل، وحتى ثالث أيام عيد الفطر، مؤكدا أن ما تم تداوله على لسان وزيرة الصحة هالة زايد "عار تماماً من الصحة".

ولاحقا، أعلن رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي حظراً على حركة المواطنين ابتداء من الأحد أول أيام العيد حتى 29 الجاري.

وفي طهران، فقد أعلن أمين اللجنة الاجتماعية في اللجنة الوطنية لمكافحة الوباء حسين كاظمي، أنه تقرر السماح بإقامة صلاة عيد الفطر في الأماكن المفتوحة وفي جميع المدن الإيرانية مع مراعاة القواعد الصحية في المساجد.

وفي لندن، أعلنت إدارة مطار "هيثرو" شروعها بداية من الخميس المقبل في فحص المسافرين القادمين الى البلاد من اجل منع انتشار الفيروس.

وأكد المدير التنفيذي للمطار جون هولاند كاي، أمس، انه تم الانتهاء من تركيب وتجربة كاميرات حرارية في محطة الوصول رقم 2، حيث ستقوم بقياس درجة حرارة المسافرين بشكل آلي.

في غضون ذلك، اعترف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مقال كتبه في صحيفة "ميل أون صنداي" أمس، بأن هناك شعورا عاما بالإحباط من الإجراءات التي اتخذتها حكومته للتخفيف من إجراءات العزل العام، وذلك بعد انتقادات واسعة النطاق للقواعد الجديدة التي أقر بأنها أكثر تعقيداً.

والأربعاء الماضي، بدأت الحكومة في تخفيف تدريجي للقيود في إنكلترا بتشجيع من لا يستطيعون العمل من منازلهم على العودة إلى وظائفهم مع تجنب استخدام وسائل النقل العام إن أمكن.

تراجع في الأعداد

وفي مدريد، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدور سانشيز، أمس، تسجيل 87 حالة وفاة جديدة "بينما تراجعت الإصابات الجديدة إلى 421 حالة في غضون 24 ساعة". أضاف ان العدد الرسمي للوفيات ارتفع إلى 27650، بينما بلغ العدد الإجمالي للاصابات 231350". وفي إيطاليا أيضاً تراجع عدد الوفيات إلى أدنى مستوى له منذ التاسع من مارس.

وفي تايلند التي لم تسجل أي إصابات أو وفيات جديدة لليوم الثالث على التوالي، تم أمس تخفيف القيود المفروضة، وأعيد فتح الشركات ومراكز التسوق (المولات) والمتاجر الكبرى.

كما أعادت إسرائيل أمس، فتح المدارس في أنحاء البلاد. ويتعين على الآباء قياس درجة حرارة أطفالهم، وتوقيع مستند إلزامى بشأن الحالة الصحية قبل دخول أطفالهم المدرسة. ويتعين على الأطفال ابتداء من الصف الرابع ارتداء كمامات.

في المقابل، قررت وزارة التعليم في ولاية سكسونيا الألمانية في قرار عاجل، تعليق العودة الإلزامية لتلاميذ المدارس الابتدائية في الولاية.

وأرجأت وزارة التعليم بالولاية فتح المدارس ثانية للصفوف من الأول إلى الرابع بالمدارس الابتدائية قبل يومين من فتحها، حسب ما كان مقرراً بعد إغلاق استمر شهرين.

أميركا الجنوبية

وفي أميركا الجنوبية، تجاوزت البرازيل عتبة الـ15 ألف وفاة نتيجة الجائحة، كما أنّها سجّلت نحو 230 ألف إصابة، وفقاً للإحصاءات الرسميّة، ما يجعلها في المرتبة الخامسة من حيث عدد الإصابات.

غير أن عدد الإصابات الفعلي قد يكون في الواقع أكبر بـ15 مرة حسب خبراء، لعدم إجراء عدد كاف من الفحوص.

أما في سانتياغو، فبدأ 7 ملايين شخص في العاصمة التشيلية حجراً صحياً صارماً، بعدما سجلت حالات الإصابة ارتفاعا حادا في البلاد، وبدت شوارع سانتياغو شبه مهجورة بينما اقامت الشرطة حواجز.

وفي المقلب الآخر، أكد الدكتور زونغ نانشان، كبير مستشاري الصحة للحكومة الصينية، والوجه الرسمي لمكافحة البلاد للفيروس، في مقابلة حصرية مع شبكة CNN الاخبارية الأميركية، ان السلطات المحلية في ووهان، المدينة التي تم فيها الإبلاغ عن المرض للمرة الأولى في ديسمبر، قمعت الكشف عن التفاصيل الأساسية حول حجم تفشي الوباء الأوَلي.

وقال زونغ إن "السلطات المحلية لم تحب قول الحقيقة في ذلك الوقت"، مضيفا: "في البداية ظلوا صامتين، ثم قلت على الأرجح أن لدينا أكبر عدد من المصابين".

وأشار زونغ إلى أن الأمر أصبح مريباً عندما ظل عدد الحالات المُبلغ عنها رسميًا في ووهان عند حد 41 لأكثر من 10 أيام، رغم ظهور الإصابات في الخارج.

وقال كبير مستشاري الصحة في الصين: "لم أصدق هذه النتيجة، لذلك ظللت أسأل، وأقول، عليكم أن تعطوني الرقم الحقيقي. أعتقد أنهم كانوا مترددون جدا في الإجابة عن سؤالي".

وحذر زونغ من أن الصين مازالت تواجه "التحدي الكبير" المتمثل في حدوث موجة ثانية محتملة من العدوى، مع عدم وجود حصانة بين المجتمع، وسط قلق شديد مع استمرار السباق لتطوير لقاح.

وقال إن السلطات الصينية يجب ألا تكون راضية عن نفسها، حيث ان خطر حدوث موجة ثانية من الإصابات يلوح في الأفق.

ويُعرف زونغ باسم "بطل السارس" في الصين لمكافحة وباء متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم في 2003.

back to top