الحشد الشعبي العراقي بلا قيادة أو غطاء ديني

الكاظمي يبحث «أزمة الميليشيات» مع الفياض

نشر في 17-05-2020
آخر تحديث 17-05-2020 | 00:08
رجل دين شيعي يمر أمام بسطة تبيع الكتب الدينية في النجف أمس (رويترز)
رجل دين شيعي يمر أمام بسطة تبيع الكتب الدينية في النجف أمس (رويترز)
أكدت مصادر سياسية رفيعة، تصاعد حدة الصراع بين فصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران في العراق، إثر محاولة طهران فرض «كتائب حزب الله» في أهم المواقع القيادية، وسط شعور عام بأن نفوذ هذه التشكيلات وسمعتها في تراجع متسارع، خصوصاً مع تسلم رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة، وعودة ضباط كبار إلى مواقعهم تحت هدف معلن هو تنظيم فوضى السلاح والميليشيات.

وحسب المصادر ذاتها، فإن الصراع داخل هذه المجموعات المسلحة لم يعد بين الجناح الموالي لإيران والآخر المقرب من القوات النظامية العراقية، بل انتقل إلى داخل الدائرة الإيرانية نفسها، إذ تتصاعد المنافسات الحادة على مواقع القيادة منذ مقتل قائدها (نائب رئيس الحشد الشعبي السابق) أبومهدي المهندس، مع جنرال حرس الثورة الإيراني قاسم سليماني في غارة أميركية ببغداد مطلع العام الحالي.

وأوضحت المصادر، أن الإيرانيين يحاولون منح أهم المناصب القيادية في «الحشد الشعبي»، لكتائب «حزب الله» وهي الفصيل الأكثر تطرفاً وموالاة لإيران، مما أثار حفيظة المجموعات الأخرى مثل «عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي، و«منظمة بدر»، و«سرايا السلام» التابعة لرجل الدين مقتدى الصدر.

في السياق، قال هشام الهاشمي الخبير في شؤون الأمن، لـ«الجريدة»، إن «ما يسمى فصائل المقاومة في العراق فقدت توازنها الداخلي منذ مقتل المهندس وسليماني»، مضيفاً أن «هذه الفصائل فقدت كذلك الغطاء الذي كان يحميها معنوياً، أي فتوى المرجع الديني الأعلى علي السيستاني الصادرة عام ٢٠١٤ للتطوع لمحاربة تنظيم داعش، إذ سحب المرجع الآلاف من المتطوعين الذين يرعاهم فقطع صلتهم بمنظمة الحشد، وجعلهم تحت تصرف وزارة الدفاع والقوات النظامية، في ضربة معنوية احتجاجاً على تدخل إيران في شؤون المتطوعين».

وتلقى «الحشد» ضربات متتالية الأسبوع الماضي، إذ أُغلق مقر رئيسي له في البصرة، الاثنين الماضي، بعد تصادم مع المحتجين أدى إلى سقوط قتيل بين نشطاء المدينة، مما دفع رئيس الحكومة إلى إعطاء أوامر باعتقال حمايات المقر وإغلاقه نهائياً، مطلقا تصريحاً حاداً بقوله إن المتورطين في الدم «لن يناموا ليلهم».

كما تسلم الجنرال عبدالوهاب الساعدي المعروف بمناوأته للميليشيات، أعماله قائداً للكوماندوز مجدداً، وابتدأ ذلك بتحية كبيرة لحركة أكتوبر الاحتجاجية، أثارت لغطاً واسعاً بين أنصار إيران.

ويسود شعور عام بأن القدر بدأ بتغيير اتجاه الريح ضد الميليشيات، ولعل أبلغ من عبر عن ذلك وزير الداخلية الأسبق محمد الغبان من «منظمة بدر»، حين طالب واشنطن بألا تنحاز لفريق الكاظمي على حساب الحشد، وهو تصريح لا يزال يثير سخرية واسعة عند الرأي العام العراقي.

وفيما بدا أنه محاولة لحل أزمة الحشد ووضع النقاط على الحروف، زار رئيس الحكومة الجديد، أمس، قيادة الهيئة ليلتقي رئيسها فالح الفياض.

ولطالما اعتُبر الفياض رئيساً شكلياً للهيئة، في مقابل المهندس الذي كانت له الكلمة العليا بين الفصائل بتفويض من إيران.

back to top