دونالد ترامب يقيل مسؤولاً بـوزارة الخارجية لعب دوراً في محاكمته

حملة جو بايدن تراهن على انتزاع 16 ولاية من الجمهوريين في انتخابات نوفمبر

نشر في 17-05-2020
آخر تحديث 17-05-2020 | 00:04
ترامب يسلم إلى طفلة أميركية في الكشافة رسالة تقدير خلال احتفال بالبيت الأبيض أمس الأول	(رويترز)
ترامب يسلم إلى طفلة أميركية في الكشافة رسالة تقدير خلال احتفال بالبيت الأبيض أمس الأول (رويترز)
فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب خصومه الديمقراطيين بإقالة المفتش العام بوزارة الخارجية ستيف لينيك، الذي اضطلع بدور في إجراءات محاكمة عزله التاريخية، وفتح تحقيقاً جديداً بحق وزير خارجيته مايك بومبيو.
في آخر سلسلة عمليات فصل أعقبت تبرئته من تهمة الضغط على أوكرانيا لتشويه سمعة منافسه في الانتخابات الرئاسية جو بايدن، أقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفتش العام لوزارة الخارجية ستيف لينيك، مما أثار انتقادات حادة من الديمقراطيين، وفي مقدمتهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.

وكتب ترامب في رسالة وجهها، مساء أمس الأول، لرئيسة مجلس النواب، «من الضروري أن أكون واثقاً تماماً فيمن أعين كمفتشين عامين، ولم يعد هذا هو الحال في ما يتعلق بالمفتش العام»، مضيفاً: «ومن ثم فإنني أستخدم سلطتي كرئيس لإقالة المفتش العام لوزارة الخارجية من منصبه بقرار يسري خلال 30 يوماً من اليوم».

وبذلك، أغق ترامب فصلاً من الإقالات بدأ الصيف الماضي، وشمل جميع من قدموا شهاداتهم ضده خلال المحاكمة الأشهر في ولايته والثالثة من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة التي أقرها مجلس النواب في أول ديسمبر 2019، بتهمتين تتعلقان بممارسته ضغوط على الحكومة الأوكرانية لفتح تحقيق بالفساد لبايدن ونجله قبل أن يبرئه مجلس الشيوخ، الذي يهمين عليه الجمهوريون.

ولاحقاً، أكدت وزارة الخارجية إقالة لينيك، الذي عينه الرئيس السابق باراك أوباما عام 2013، للإشراف على ميزانية الدبلوماسية الأميركية البالغة 70 مليار دولار، موضحة أن مدير مكتب المهام الخارجية ستيفن أكارد، وهو حليف نائب الرئيس لحالي مايك بنس، سيتولى المهمة خلفاً له.

وأشارت وزارة الخارجية إلى أنه «في 11 سبتمبر 2019، تم تأكيد السفير أكارد من مجلس الشيوخ لقيادة مكتب البعثات الخارجية في الوزارة، ونتطلع إلى أن يقود مكتب المفتش العام».

انتقام وتحقيق

وبعد أن تم إبلاغها بشأن الإقالة، أصدرت بيلوسي، بياناً اتهمت فيه «ترامب بمعاقبة لينيك بسبب حماية الدستور والأمن الوطني، معتبرة أنه يسرع «نمط خطر من الانتقام».

وأضافت بيلوسي: «على الرئيس وقف أسلوبه الانتقامي ضد الموظفين الحكوميين الذين يعملون من أجل الحفاظ على سلامة الأميركيين، لاسيما خلال هذه الفترة من حالة الطوارئ العالمية».

وأشار رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب إليوت إنجل، رئيس لجنة الشؤون الخارجية، إلى أن إقالة المفتش العام مرتبطة بتحقيق فتحه للتو بحق وزير الخارجية مايك بومبيو، مؤكداً أن «قرار ترامب يشير بقوة إلى أنه عمل انتقامي وغير قانوني لحماية واحد من أكثر الموالين له».

وأوضح مساعد أحد النواب في الكونغرس أن لينيك، الذي الذي اضطلع بدور «صغير»، بحسب شبكة «سي.إن.إن»، في إجراءات محكمة عزل ترامب، يحقق في شكاوى تفيد بأن بومبيو استغل شخصاً عينته السلطة السياسية، ليقوم بمهام شخصية له ولزوجته سوزان، التي أثار مرافقتها له في العديد من رحلاته حول العالم في طائرة الحكومة، الاستياء لأنها لا تتمتع بأي دور سياسي.

16 ولاية

وفي ظل تعامل ترامب مع تفشي فيروس كورونا، الذي ساهم في احتدام المنافسة في ولايات مثل أريزونا، تراهن حملة بايدن على انتزاع ما يصل إلى 16 ولاية من الجمهوريين في انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر.

وقالت مديرة حملة المرشح الديمقراطي جين أومالي ديلون، في إفادة صحافية حول استراتيجيتها، إن بعض الولايات ستصبح أرضاً للمنافسة بشكل لم تشهده من قبل، محددة أريزونا وتكساس وجورجيا التي لم تكن مؤيدة للديمقراطيين، أنها قد تحقق النجاح لبايدن.

ويتمتع ترامب بميزات منها جمع التبرعات والنشاط الرقمي للحملة، ويعمل فريقه منذ شهور على خطط لإعطاء دفعة لنسب التأييد له في الولايات المؤيدة للديمقراطيين.

ويباشر بايدن حملته من منزله في ديلاور في ظل قيود «كورونا» وتحاصر المصاعب الفنية بعض جهوده للوصول إلى الناخبين، بما في ذلك الفعاليات التي تجرى على الانترنت في الولايات الحاسمة في تحديد الفائز.

وفي معظم استطلاعات الرأي، يتقدم بايدن على ترامب الذي شهدت ولايته الأولى إجراء عزل وتحقيقاً استمر سنتين حول روابطه بروسيا، وانحيازاً سياسياً غير مسبوق لحزبه في مختلف الأنحاء.

وفي حين ذكر أحدث استطلاع أن بايدن يتمتع بتأييد يبلغ 46 في المئة مقابل 38 في المئة لترامب، ألقى مستشار الرئيس وصهره جاريد كوشنر بظلال كثيفة على الساحة السياسة، بتأكيده أنه لا يستطيع أن يضمن إجراء الانتخابات في موعدها المحدد بسبب تفشي الوباء قبل أن يعدل تصريحه، ويعلن أنه «لم يشارك في أي نقاش بشأن محاولة تغيير الموعد ولا علم له بذلك».

التصويت عن بعد

وبعد تبنّي مجلس النوّاب، أمس الأول، مقترحاً قدمه الديمقراطيون يتعلّق بحزمة مساعدات تاريخيّة بقيمة 3 تريليونات دولار من أجل مواجهة تبعات كورونا، وخلافاً لتقاليد قديمة ورغم معارضة من بعض الجمهوريين، وافق مجلس النواب على قرار يسمح مؤقتاً بالتصويت بالوكالة في الكونغرس. وهذا يعني أن برلمانياً حاضراً في الكونغرس يمكنه التصويت عن آخر متغيب. ويمكن أن يشارك أعضاء في أعمال اللجان عن بعد.

ويهدف هذا الإجراء إلى تجنب قدوم 435 نائباً إلى واشنطن مع انتشار الفيروس، كما اضطروا لأن يفعلوا للتصويت على الإجراءات العاجلة في الأسابيع الأخيرة.

قرار لمجلس النواب يسمح مؤقتاً لأعضاء الكونغرس بالتصويت بالوكالة
back to top