صالات وقاعات استقبال أعمال الفنانين منصّة مهمة لإبراز إبداعاتهم

ظاهرة انتشرت مع انتعاش الفنون في الكويت وإقبال الجمهور المتزايد عليها

نشر في 14-05-2020
آخر تحديث 14-05-2020 | 00:02
تعتبر الصالات التي تستضيف الأعمال الفنية للرسامين وغيرهم ظاهرة جميلة في الساحة الثقافية الكويتية.
رافق انتعاش الحركة الفنية في الكويت إقبال جماهيري متنام وسط تضافر جهود مثمرة في القطاع الأهلي لدعم الثقافة والفنون، إلى جانب رعاية الدولة لها، في سمة مميزة أعطت دلالة على الإيمان الراسخ بحرية التعبير والإبداع وضرورة دعمها.

وإثر ذلك، أنشئت صالات وقاعات لاستقبال معارض الفنانين والمبدعين لتصبح هذه الظاهرة من أبرز إسهامات القطاع الخاص في نشر الفن، ومنصّة مهمة لتنمية وتطوير الإبداع التشكيلي، بالتالي إشاعة الاهتمام بالفنون وتذوقها في المجتمع.

نجاحات متنوعة

وبالفعل، توالى تأسيس عدد من صالات وقاعات العرض، وشهدت الفنون انتعاشاً خلال السنوات الماضية، وحققت نجاحات متتالية منها غاليري سلطان، وقاعة بوشهري، ودار الفنون، وغاليري تلال وكاب ... وغيرها.

وحظيت تلك (الغاليريات) بإقبال الفنانين من شتى البلاد العربية والأجنبية، ليتاح لهم التواصل مع جماهير واسعة من المواطنين والمقيمين لمشاهدة إنتاجهم والاستمتاع به، وأحياناً اقتناء أعمال فنية لتزيين جدران منازلهم وما شابه، وبالفعل تمكنت شريحة واسعة من جامعي الفنون على مستوى العالم من تحقيق أرباح طائلة باعتبار ذلك استثماراً آمناً أقل عرضة للمخاطر وناجحاً أكثر من شراء أسهم في البورصة وما يصاحبها من تقلبات.

قاعة بوشهري

ولنا في قاعة بوشهري للفنون خير مثال عندما تجاوزت المحلية وانخرطت بعرض أعمال فنانيها في المزادات العالمية كوسيلة لتسويق المنتجات والأعمال الفنية، إذ يعتبر بيع الأعمال الفنية الأصلية مماثلاً في القيمة للأراضي والعقارات، ويرسخ الثقة بين الفنانين المؤثرين الحقيقيين، وانتصاراً لقيمة أعمالهم السوقية.

وفي أكتوبر 2019 ارتبطت غاليري بوشهري مع مؤسسة كريستيز أكبر دار للمزادات العلنية في العالم، التي أسسها جيمس كريستي عام 1766 في لندن، ونشرت أول كتالوغ لمزادها وعرضت بوشهري ثلاثة أعمال للفنانين: عفيفة اللعيبي وفاطمة الحاج وصلاح المر، وبيعت بسعر أعلى من القيمة التقديرية، وذلك في جلسة 24 أكتوبر بلندن، بعد أن تقلص انعقاد مزاداتها في دبي، وحققت لوحة اللعيبي 24 ألف جنيه إسترليني، ووصلت لوحة فاطمة الحاج للمبلغ ذاته، في حين بيعت لوحة صلاح المر بـ 12 ألفاً.

الدعوة الخاصة

وفي جولة جديدة هذا العام، كانت غاليري بوشهري لبّت الدعوة الخاصة الموجهة لها للمشاركة في مزاد سوذبيز وحدد 24 مارس الماضي موعداً لانعقاده في لندن، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، إذ حالت جائحة كرونا دون انعقاد جلسة المزاد في الموعد المحدد التزاماً بتعليمات السلطات الصحية واستبدال المزاد العالمي إلكترونياً (أونلاين) عن طريق الإنترنت لا يستلزم حضور الأشخاص شخصياً المزاد.

وحظيت الأعمال المعروضة من غاليري بوشهري بتجاوز أسعارها المقيّمة بها من الخبراء وزاد سعر لوحة سيف وانلي شاطئ الإسكندرية (42.5x70.5 سم) من 18 ألف جنيه لتصل إلى 22.5 ألفاً، هذا وتم أيضاً عرض لوحة عفيفة اللعيبي "يوم صيفي" وقياسها (120x 100 سم)، ووصل ثمنها إلى 22.5 ألف جنيه، علماً أن مزاد السعر التصاعدي المفتوح هو أكثر اشكال المزادات شيوعاً ويسمي المكان الذي يعقد فيه المزاد (الحراج)، أما (الدلال) فهو المسؤول عن سير عملية البيع والمزايدة التي تجري وفق الشروط والقواعد المحددة إذ يباع العمل الفني خالصاً من الضرائب (الرسوم) الجمركية والضرائب الأخرى، عدا عمولة السمسرة التي يتحملها المشتري.

ومن الأمور الشائعة في هذا الأمر أن من يعمل بالفن يجب أن يكون على يقين بأن جمع المال للعاملين في الفن يجب ألا يكون الهدف الأسمى وخصوصاً للفنان، بل ينبغي أن يكون المال منتجاً جانبياً وقيمة مضافة للفن لا هدفاً له.

back to top