صباح أسد: نحت قشرة البيض يأخذ أياماً وأحياناً أسابيع

أكد أن هذا النوع من الفن جديد على ثقافتنا الخليجية

نشر في 06-05-2020
آخر تحديث 06-05-2020 | 00:00
غيّر الفنان التشكيلي صباح أسد، مساره الفنى من رسم اللوحات إلى نحت قشر البيض، الذي أتقنه منذ 15 عاماً.
يمارس الفنان التشكيلي صباح ناصر أسد فن النقش على قشر البيض منذ 15 عاماً، ويحتاج هذا الفن إلى مراعاة حس الدقة الشديدة. وهو يوضح: "يعد فن النحت على البيض من أقدم أنواع الفنون التي مرت على كثير من الحضارات السابقة، لذا اهتم به الكثيرون بتلوينه وتزيينه بالإضافة إلى نحته".

وبالعودة إلى تاريخ أسد الفني يقول: "بدأت منذ أيام الدراسة، ومع ازدياد مهارتي قمت بتطوير أساليب فنية جديدة واستخدام الألوان، إلى أن جاء عام 2004 عندما كنت اتصفح الإنترنت واليوتيوب، لأطلع على كل ما هو جديد في المجال الفني، فشد انتباهي فنانون ينحتون على قشور البيض".

وذكر أن هناك فرقا بين النحت والنقش، وأن تلك الهواية استهوته وكانت جديدة وأول مرة يراها، ومن ثم قام بالتجربة، وكانت المحاولات الأولى صعبة والبيض يتكسر بسبب قشرته الرقيقة، مشيرا إلى أنه كان مصرا على أن ينجح ولم ييأس من محاولاته في التعامل مع قشر البيض الرقيق.

وأضاف أسد أنه كان في السابق يشارك في "بينالي الخرافي"، الذي تنظمه جمعية الفنون التشكيلية، بلوحات فنية، ولكنه هذه المرة غير خط مساره الفني ليشارك في نحت قشور البيض ويحولها إلى لوحات فنية، وعلق قائلا: "أردت من خلال مشاركاتي أن أقدم شيئا جديدا للكويت، شيئا لم يقدمه أي فنان في السابق، وهو النحت على قشور البيض".

وبين أسد أن مسابقة البينالي أعطته حافزا كبيرا لأن مدة تسليم الأعمال قصيرة، وأنه بتصميمه وعزمه على النجاح أنتج تسعة أعمال مستخدما بيض الدجاج، وكان أول معرض بالنسبة إليه يشارك فيه بأعمال منحوتة على قشر البيض، وكان في عام 2004، مشيرا إلى أنه أخذ صدى واسعا وتناولته الصحف.

وأضاف أنه استمر في النحت على البيض إلى أن وصل، بشهادة فنانين محليين وعالميين، إلى أعلى درجة في النحت والنقش على البيض.

استلهام الأفكار

وعن الأدوات التي يستخدمها أسد لإتمام مهمته الفنية يقول إنه في البداية كان يستخدم "درل الخشب" أو أدوات طبيب الأسنان، لأن سرعتها عالية وتعطي نحتا دقيقا جدا، مثلما يستخدمها طبيب الأسنان، لافتا إلى أنها مكلفة جدا.

ويضيف أنه بسبب قابلية قشر البيض للكسر بسهولة اخترع مادة تحافظ عليه من التلف أو الكسر، في حين تتعدد أنواع القشور المستخدمة، فمنها ما يعود إلى الدجاج الحبشي وطائر النعام أو "الإيمو الاسترالي"، والإوز، وطائر النعام الإفريقي وطائر البلشون أو "الطائر مالك الحزين".

وعن كيفية استلهامه للأفكار يقول أسد: "أي فنان سواء كان نحاتا أو رساما أو بأي مجال فني، تكون الفكرة وكيفية إخراجها أصعب شيء بالنسبة إليه، ففي السابق كنت أتابع فنانين عالميين، وكنت أتمنى حينها في الوصول إلى مستواهم الفني. في البداية قمت بعمل استنساخ لأعمالهم، ولكن بعد تمكني في هذا المجال صرت ابتكر أعمالا فنية متنوعة، وفي بعض الأحيان عندما كنت أقوم بالنحت تأتي لي فكرة فأقوم بتسجليها على ورقة أو أقوم برسمها على سكتش حتى أقوم بنحتها في المرة القادمة، كذلك عند مشاركاتي في بعض المعارض كان الجمهور يقترح علي بعض الأفكار وأقوم بتسجيل آراء الناس ثم تطبيقها".

سماكة وقوة

أما عن الوقت الذي يستغرقه في النحت على البيضة فيشير أسد إلى أنها تأخذ من أربع ساعات إلى أيام وأسابيع، فعلى سبيل المثال تتميز بيضة النعام الإفريقية بأنها ذات سماكة وقوة، ويستخدم فيها "درل" الخشب، ومنظم السرعات الذي يقلل عدد الاهتزازات حتى لا تنكسر البيضة، مشيرا إلى أن بيضة النعام تأخذ أياما وأسابيع، ويوميا تأخذ من 4 – 6 ساعات حتى تنجز.

ويتابع: أما بيضة الدجاج، والوز، والفلامنجو، فتأخذ تسع ساعات، مشيرا إلى أن العمل في النحت يخلق له جوا من المتعة.

وبين أسد أنه لا يضع أي نوع من الصمغ أو مادة لتقوية البيضة، ففي السابق فكر في أن يضع تلك المواد، ولكنه اكتشف بأن تلك الفكرة خاطئة، مضيفاً أن الذي يتسبب في كسر البيضة هو المبالغة في النحت، فتكون البيضة وقتها هشة.

معوقات

وعن المعوقات التي تواجهه يقول: صعوبة الحصول على البيض، مشيرا إلى أن البيض العادي الموجود في الجمعية لا يمكن أن أطبق عليه فكرة وأقوم بنحتها بسبب أن مساحة البيضة قليلة.

وتابع أنه يبحث دائما عن بيض كبير وسماكته قوية، مثل بيض الوز، والبجع، والفلامنجو، لافتا إلى أن تلك الطيور قليل وجودها في الكويت، لذلك يقوم بطلب البيض عن طريق الإنترنت، وصادف في مرات عديدة عن طريق الشحن أن بعض البيض ينكسر.

من ناحية أخرى، أوضح أنه في بعض الأدوات التي يستخدمها أنها باهظة. وعن تدريب الجيل الحالي على هذا الفنان يقول: "الكثير يسألني عند وجودي في المعارض عن موضوع التدريب، ولكن عندما أضع دورات للتدريب يشارك بها القليل، ذلك لأن هذا النوع من الفن جديد على ثقافتنا على مستوى الخليج، ولكن على المستوى الدولي موجودة في بعض الدول مثل الصين وألمانيا وغيرهما".

وذكر أنه شارك في العديد من المحافل المحلية والدولية، وإحدى مشاركته كانت في دبي، وحصد المركز الثالث في الفنون، وأيضا تم اختياره في عام 2019 من قبل السفارة الصينية، وكان من ضمن الحرفيين الذين تم اختيارهم على مستوى الخليج في مسابقة للفنون الحرفية في الصين، وتم اقتناء جميع أعماله التي شارك فيها وحازت أعماله إعجاب الجمهور واستحسانهم.

وفي الختام تمنى أسد أن يؤسس مدرسة مستقبلا لتدرب الجيل الحالي ومحبي هذا الفن على كيفية نحت البيض.

طور أساليب فنية جديدة باستخدام الألوان
back to top