عبد الله حمد الصقر... أضواء على سيرته ودوره السياسي والاقتصادي (1910 – 1974) الحلقة (3)

تجارته بالتمور والأخشاب في اليمن والبحرين وقطر والقطيف ودبي والكويت

نشر في 28-04-2020
آخر تحديث 28-04-2020 | 00:06


للمرحوم عبدالله حمد عبدالله الصقر جهود مع زملائه الإصلاحيين لا يمكن إنكارها، لذلك لا بد من توثيق هذه الجهود والإسهامات وتحليلها، والكتاب الذي بين أيدينا يقدم سيرته العامرة بالأنشطة والأحداث، ويتناولها من جوانب ثلاثة: التجارة، والسياسة، والثقافة.

اقرأ أيضا

فللمرحوم عبدالله الصقر تأثير بالغ على مسيرة التعليم النظامي والممارسة السياسية في الكويت، وزرع فكرة الانتخابات والتمثيل الشعبي في المؤسسات خلال فترة مجلس الأمة التشريعي 1938- 193٩.

وسلط المؤلف د. فيصل عادل الوزان في الكتاب، الذي طبع العام الماضي بإشراف مركز البحوث والدراسات الكويتية في السيرة الذاتية للمرحوم عبدالله الصقر الضوء على نشاط الجناح الخليجي من شبكة منظمات ونوادي وجمعيات القوميين العرب في فترة الثلاثينيات والأربعينيات، والنشاط السياسي الكويتي في النصف الأول من القرن العشرين.

واعتمد الكاتب في سيرة الصقر على المادة التاريخية التي تقدمها الوثائق الخاصة بأسرته، بالإضافة الى المقابلات الشخصية التي أجريت مع أخويه عبد العزيز وجاسم، ولفت إلى أن الحلقة المفقودة هي ما يتعلق بفترة الستينيات والسبعينيات، التي يبدو أن المرحوم تعرض فيها لوعكات صحية حالت دون خوضه مزيدا من الأنشطة.

المؤلف جعل الكتاب في 3 فصول: الأول يتعلق بحياته منذ النشأة إلى تولي الأعمال التجارية، والثاني عن دوره في القضايا العربية وحركة القوميين العرب، والثالث عن حياته خارج الكويت من 1939 إلى وفاته 1974.

واستعان المؤلف بصور الوثائق والأخبار والروايات الموثقة في الكتاب والمراجع التاريخية والعربية والأجنبية مما أعطاه قوة في التوثيق وصدقا في الرؤية، وفيما يلي تفصيل الحلقة الثالثة.

تتحدث إحدى الوثائق عن تجارة الصقر في اليمن وهي عبارة عن رسالة للسيد حسن بن أبوبكر العطاس أحد وكلاء الصقر في اليمن يخبره فيها عن أخبار بيع التمور وأسعارها، وأسعار الريال الفرنسي مقابل الروبية الهندية، وفيها يعرض خدماته ورغبته في التعاون. وفيما يلي نصها:

"الحمدلله، من الحديدة في 30 رجب سنة 1353هـ الموافق 8 نوفمبر 1934م إلى البصرة

حضرة محترم المقام الاخ الفاضل عبدالله الحمد الصقر، حفظه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأرجو الله ان تكونوا بعافية.

تناولت مشرفكم الكريم رقم 23 (ذي) القعدة سنة 52 في منتصف شهر (ذي) الحجة، حمدنا الله على سلامتكم، وسرنا ما شرحتم مما عبر عن مكارم اخلاقكم المتأرج شذاها من زهرات خطابكم، لا عدمناكم.

اتشرف بإخباركم انه من قبل عشرة ايام حضر الى طرفنا الوابور (الباخرة) الطلياني "كاترينا" ونزل تمر عند سليمان باغفار: سعمران، وحلاوي، وزاهدي، وديري 6100 قوصرة، وتصرّف نصفه.

السعمران بالجملة سعر 20 ريال، وبالحمل(التجزئة والمفرق) سعر 22 ريال، والحلاوي سعر 24، وبالمية سعر 23، والزاهدي الكيس 12 ونصف ريال، وبالجملة 12 ريال، والديري سعر 25، وبالجملة 23-24، والسعمران سعر 20 ابتاع بالألف.

ومن قبل حضر البابور الطلياني "اسيريا" ونزل 7500 قوصرة، وتصرفت جميعها. الحقير بتمام الاستعداد اذا تشرفوه بإرسال شيء لاسمكم، وسوف ترون منا ما يسركم من حسن المعاملة والاستعداد ان شاء الله.

وتمر السواعي (سفن شراعية) أسعاره زيادة عن تمر البوابير، تحيطوا علما. وصرف الريال قد بلغ طرفنا في 106 روبية بماية ريال، واليوم في 101 روبية بماية ريال، وبما ذكر نحرر، واذا لكم حاجة او خدمة مستعدين لكل ما يلزم.

الوالد يسركم حاله، ويهديكم السلام مع عموم الاخوان، وسلامنا على اخوانكم الكرام، ودمتم لمحبكم حسن أبوبكر العطاس".

سفن الصقر والنواخذة الذين تعامل معهم

مع دخول عصر البواخر، امتلك عبدالله الصقر وإخوانه مزيداً منها، مع احتفاظهم بالسفن الشراعية التي استمرت بالعمل فترة الأربعينيات، وتطلعنا حسابات الصقر على أسماء بعض السفن البخارية والشراعية، فمنها باخرة دريا، وباخرة باهورة، وباخرة أرياء، أما سفنه الشراعية فمنها سنبوك فتح الخير وبغلة فتح الكريم، وطارق، والمنتصر، وسفن من نوع كوتية ودنقية.

وذكرت الوثائق نواخذة عدة كان يتعامل معهم الصقر، منهم: محمد أحمد بن سلامة، وحسين بلال، ومحمد مبارك، وأحمد المهيني، وعيسى المطر، وعبدالله المطر، وعبدالله العيسى، وسليمان العلي، ومحمد بوهناد، وحاجية تنكسيري، وشايع عبدالله التركي، وعبدالله القطامي، وخالد مبارك، وعثمان قاسم، وقادري داد، وحسين العسعوسي، وسالم بن حمد، وأحمد مسلم، وصالح الهندي.

بدأت تجارة الأسمنت في الرواج في الثلاثينيات وربما قبلها، وكان الأسمنت ضمن المواد الجديدة التي دخلت إلى تجارة السفر البحري، وفي الوثائق رسالة توضح من أوراق شركة عيسى بن يوسف ومحمد ابن حسين تعامل عبدالله الصقر بتجارة الأسمنت، وهذه رسالة بهذا الخصوص:

"من الكويت إلى البصرة في 29 شعبان سنة 1352

سيدي المكرم عبدالله الحمد الصقر الأفخم

تحية واحترام، معذرة يا سيدي إذا لم أكتب لك كتاباً (آن) وصولي الكويت وما ذاك إلا أنني أخشى أن أشوقك إلى الوطن وأنت مشغول، فتكون غير حميدة مني هذه. أما أنا فمسرور ولا ينقصني إلا أن تكون أنت هنا. قرّب الله لقاءك.

أخي، من جهة السمنت تصرّف منه قدر 200 كيس بسعر 2/4 - 2/6 - 2/8 روبية، وحسب الظاهر أن الناس يرغبونه وهو (مرشد؟) صرفه بهذه القيمة بنول، لأ ن المركب الجر قريب يجي وبه سمنت. ومن جهة قوائم الملبار تجدونها بطي هذا الكتاب. ربنا يكتب الصالح، ولازلت يا سيدي الرجل المأمول لدى أصدقائك. هذا والله أسال أن يكلل أعمالك بالنجاح ودمتم".

رسالة من حسن بن أبو بكر العطاس إلى عبد الله الصقر 1934

تنويل النواخذة الكويتيين بنسبة

وتتحدث إحدى الوثائق عن تفاصيل مسألة تنويل النواخذة الكويتيين، وذلك بإعطائهم كميات من التمور لتوزيعها مقابل الحصول على نسبة من البيع، ويذكر فيها عدد من النواخذة والتجار، وفيما يلي نصها:

من البصرة إلى الكويت

في 29 جمادى الآخرة 1352 الموافق 18 أكتوبر 1933م

جناب الأجلاء الكرام عبدالله الحمد الصقر وإخوانه المحترمين،

بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مع هذا كتاب بتاريخ الأمس فيه ما يغني عن الإعادة.

الأخ عبدالعزيز وصل بالسلامة. علي الإبراهيم الجوعان كما ذكرنا إذا وافق معكم من جهة بومه الصغير بنولون نهايته 10 /11 آنة إلى كراجي وكاتيوار، وإذا ما وافق بالخصم بموجب خشب أهل الكويت المنولين البرانية وعلى شرط القرضة 200-300 روبية لا زيادة، ولا يسلم له بالهند شيء. جل القصد استحصال طلبنا منه وإذا وافق معكم بهذه الصورة لا يتعطل البوم، يكون يسافر بوقته، وإذا هو أمر على تنويل البومين راجعونا تلغرافياً مع مقدار القرضة التي يريدها، وأفيدونا بالجواب سريعاً.

بوم ولد غيث والمباركي أو القضيبي إذا يوافقون بالتنول إلى كراجي وكاتيوار في عشرة آنات راجعونا تلغرافياً. هذا ما يلزم سلامنا كافة، ومنا يسلمون ودمتم.

(توقيع عبدالله الحمد الصقر)

من خصوص الأقراض (الأغراض/ الحاجيات) التي أوصيناكم عليها مالت الماجلة أوصوا جاسم يسلمها إلى ابن مشعل أو غيره من الخشب المتوجهين للهند، خصوصاً إذا حصل محمل رايح كاتيوار لا يبقيها عنده حتى تتعطل.

من خصوص درباس العمر، وافقنا على تنويله بشرط أن يكون نوله بموجب أهل الكويت البرانية والمذكور بلغوه يتوجه إذا وافق. لأن البوم متعطل، أفيدونا بالجواب سريعاً".

المتاجرة في البحرين وقطر والقطيف ودبي

خلت وثائق حمد الصقر المتاحة من تعامل تجاري مع قطر، إلا أن وثيقة تخص عبدالله حمد الصقر كشفت عن متاجرة كان يقوم بها هناك، وهي تتعلق بتجارة الورق والكبريت مع محمد حمود الشايع وإبراهيم القطامي ومع أسرة المانع القطرية. وفيما يلي نصها:

"محمد حمود الشايع

كويت 30 ذي الحجة 1362هـ 27 ديسمبر 1943م بصرة

حضرات الإخوان الأفاضل الحاج عبدالله الحمد الصقر وإخوانه المحترمين

بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دمتم بخير. سبق أن استلمنا كتابكم المؤرخ 18 الجاري الذي به أفدتم عن تصريفكم خمسة صناديق من ورق السكريت خاصة قلم 15 بسعر 10/000 دينار، وعن تصريفكم الكبريت 13 صندوقاً الواردة لكم من إبراهيم بن قطامي برسم الشراكة.

والآن نلتمس منكم تقديم قائمة ذلك لنا، وإرسال النقل (أي نسخة) والأصل إلى محل بومبي. كما بدورنا هذا نفيدكم أن جملة مصاريف قطر والكويت على الكبريت المذكور قد بلغت (....) روبية، وهي بموجب الشرح أدناه:

543.7 روبية مصاريف قطر من رسم وغيره

89.3 روبية سعي ابن مانع في قطر

48.0 روبية حبال وسوتلي وحملة ولفايف من عندنا في الكويت

325.0 روبية نول من قطر إلى البصرة

1005.10 جملة ألف وخمس روبيات وعشر آنات، ناصفتها 502.13 روبية

خمسمائة وروبيتين وثلاث عشرة آنة، قيدوها بحسابنا معكم وأفيدونا.

رسالة إلى عبدالله الصقر بتاريخ 17 ديسمبر 1933م

هذا ونرجوكم مضاعفة همتكم على إكمال تصريف بقية ورق السكريت وبهمتكم البركة.

أسواق طرفنا يسودها الفتور داخل وخارج، لقلة الجاذب، ونرجوكم أن تنوروا مسامعنا عن الحالة التجارية بطرفكم بالتفصيل مع تعليقكم وآرائكم عليها، والله يحفظكم".

كما تبين إحدى الوثائق التي أرسلها الأديب المرحوم عبدالله الصانع اتصال عبدالله الصقر بتجارة البحرين والقطيف والعجير بالسعودية، بالإضافة إلى دبي والبحرين وعمان، وفيها يوضح التقلبات الكبيرة في أسعار التمور في القطيف، بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الوثيقة تذكر شخصية كويتية بارزة أقامت في دبي وساهمت مساهمة فعالة في تطوير اقتصاد دبي، وهو المرحوم مرشد العصيمي، الذي سمي سوق مرشد باسمه.

وفيما يلي نص الوثيقة:

"البحرين 17 ربيع الثاني سنة 1352هـ

سيدي المكرم الأخ عبدالله الحمد الصقر الأفخم

تحيتي إليك مشوبة بخالص المحبة وجليل الشوق، ولعل الله أن يقدر لي مشاهدتك عما قريب لأنقع غلتي بعد غربتي، وأروي ظمأ نفسي بالتمتع بما أعهده من عطفك الجميل بما جبلت عليه روحك المرحة الطاهرة، وقد استلمت كتابكم المبهج فكان عندي كما يقول الطائي في أحد كتب أصدقائه:

و«ضمن صدره ما لم تضمن

صدور الغانيات من الحلي»

سيدي، إنني حال التاريخ سأتوجه إلى القطيف، وقد تأخرت لأن تمر القطيف لم يتحسن مستواه، ومنذ ستة أيام بدأت أخبار أسعاره، فقد كان في بادئ الأمر مقرراً أن يكون سعره المن 150، ولكنها في هذه الأيام زادت ثم هبطت، فقد بلغ المن 240 ثم المن 180 واليوم المن 110 ومأمول الهبوط.

أما السلوق فهو المن 93 راكب، ومن جهة الأمل في عمان فهو طيب، وقد ذهب إليها عن طريق العجير والبحرين من خلال هذه الشهرين ما يقارب ألفاً من حساوي أي بمقدار المن 4000 بصري، وكله قد ذهب والآن الموجود من دبي المن 1500 - 2000.

والغوص فيه أكثر من شهرين وتعقبه الردة، وهي بمثابة الغوص عندهم وقد كتب إلى مرشد (لعله يقصد المرحوم مرشد العصيمي) يوافيكم بالأخبار عن دبي، هذا والله يحفظكم وتقبل فائق احترامي وأرجوك غض النظر لسقم كتابتي أو عبارتي إن شئت لأني على عجل من أمري لمناسبة سفري إلى القطيف. سلامي إلى عبدالعزيز الحمد (الصقر) سلام مخلص يتمنى أن يراه ليسر برؤياه".

(توقيع عبدالله الصانع)

* جامعة الكويت - قسم التاريخ

أموال الصقر الموظفة في العراق

يكشف لنا الجدول أعلاه معلومات مهمة عن أموال أسرة الصقر الموظفة بالتجارة في العراق، وما المصاريف المدفوعة، وهو مكتوب بشكل القيد المحاسبي وعنوانه: خلاصة الحساب السنوي (اول ابريل 1947 إلى نهاية مارس 1948م) وهو بلا شك لا يعكس جميع تجارة الصقر، لأن المرحوم عبدالعزيز الصقر أخاه كان يتولى فرع تجارة الصقر في الهند، ولهذا الفرع حسابات خاصة، كما يوجد فرع ايضا في الكويت، وآخر في اليمن، ويتبين تخصيص جزء من الميزانية لفلسطين.

تجارة الأخشاب

مسودة برقية مرسلة من عبدالله شعشوع في بغداد 1946

من بين التطورات الكثيرة التي حدثت في تجارة الصقر، هي أن الأخشاب التي لطالما كانت تستورد من الهند أصبح لها مصدر آخر، هو السويد، حيث نقرأ في إحدى البرقيات التي بعثها عبدالله الصقر إلى وكيله في بغداد أنه يطلب منه التواصل مع القنصلية السويدية لأخذ عناوين مصدري الأخشاب.

إحدى الوثائق تتحدث عن تجارة الصقر في اليمن من وكيله حسن بن أبوبكر العطاس وعن أخبار بيع التمور وأسعارها وأسعار الريال الفرنسي مقابل الروبية الهندية

وثيقة أرسلها الأديب المرحوم عبدالله الصانع تبين اتصال عبدالله الصقر بتجارة البحرين والقطيف والعجير بالسعودية

مع دخول عصر البواخر امتلك عبدالله الصقر وإخوانه مزيداً منها مع احتفاظهم بالسفن الشراعية التي استمرت بالعمل فترة الأربعينيات

من بين التطورات الكثيرة التي حدثت في تجارة الصقر أن الأخشاب التي لطالما كانت تستورد من الهند أصبح لها مصدر آخر هو السويد

الوثائق ذكرت نواخذة عدة كان يتعامل معهم الصقر منهم: محمد أحمد بن سلامة وحسين بلال ومحمد مبارك وأحمد المهيني وعيسى المطر وعبدالله المطر

وثيقة تخص عبدالله حمد الصقر كشفت عن المتاجرة بالورق والكبريت مع محمد حمود الشايع وإبراهيم القطامي ومع أسرة المانع القطرية
back to top