«الحرس الثوري» يرد على دونالد ترامب: سنغرق السفن الأميركية

واشنطن تؤکد استقرار «نور» في مداره... وإسرائيل تعتبره واجهة لتطوير «البالستية»

نشر في 24-04-2020
آخر تحديث 24-04-2020 | 00:04
رد الحرس الثوري الإيراني بقوة على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإغراق أي زوارق إيرانية تستفز السفن الأميركية، وقال رئيس الحرس إنه أمر بتدمير أي سفن أميركية تهدد أمن إيران، بينما دخل البلدان فيما بدا أنه جولة جديدة من التصعيد.
غداة تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنسف "الزوارق الإيرانية" إذا تحرشت بالسفن الأميركية، أكد وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد أمير حاتمي استعداد بلاده للرد على أي تهديد في المستقبل.

وقال حاتمي، في تصريحات أمس، "قواتنا المسلحة ترصد بيقظة على الدوام جميع تطورات المنطقة والعالم، وأعدت نفسها للرد على أي تهديد، وبناء عليه فإن قطاع الصناعة الدفاعية يستخدم كل طاقاته لإنتاج المعدات المتطورة الحديثة والفاعلة للارتقاء بالقدرات الدفاعية للقوات المسلحة".

وهدد قائد "الحرس الثوري" الإيراني حسين سلامي بتدمير السفن الحربية الأميركية "إذا تعرض أمنها لتهديد في الخليج"، مضيفا: "أمرت قواتنا البحرية بتدمير أي قوة إرهابية أميركية في الخليج تهدد أمن السفن العسكرية أو غير العسكرية الإيرانية"، وأكد ان "أمن الخليج الفارسي جزء من أولويات إيران الاستراتيجية".

في موازاة ذلك، تعهد المتحدث باسم البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، علي رضا ميريوسفي، بعدم الاستسلام للترهيب والتهديدات التي اطلقها ترامب، وقال إن "إيران لا تتردد في الدفاع عن أراضيها ضد أي انتهاكات ووفقا للقانون الدولي".

وأضاف، عبر "تويتر"، "في خضم انتشار الفيروس التاجي كورونا، وفي حالة تركز فيها كل اهتمام الحكومة على مواجهة الوباء، السؤال هو: ما الذي تفعله القوات الأميركية في مياه الخليج، وتبعد 7000 ميل؟".

وفي وقت سابق، طالب الجيش الإيراني الولايات المتحدة الأميركية بسحب قواتها من غرب آسيا، وقال المتحدث باسم القوات المسلحة العميد أبوالفضل شكارجي، عقب تهديد ترامب، "بدلا من التسلط والتنمر على الآخرين، يجب على الأميركيين إنقاذ قواتهم المصابة بكورونا، وإخراجهم من منطقة غرب آسيا".

وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان علاء الدين بروجردي إن "زمن اضرب واهرب ولى"، مشيراً إلى أنه "في حال ارتكبت الولايات المتحدة أي خطأ، هناك العديد من الأهداف داخل وخارج المنطقة في مرمى الصواريخ الإيرانية".

وجاء ذلك بعد أن توعد الرئيس الأميركي بـ"نسف" أي سفن حربية إيرانية تقترب بقوة من السفن الأميركية أو تتحرش بها.

وقال ترامب، عبر "تويتر"، مساء أمس الأول، "لن نقبل بهذا. إذا عرضوا سفننا للخطر وعرضوا طواقمنا وبحارتنا البواسل للخطر فلن أسمح بذلك، وسننسفهم نسفاً"، متابعا: "هذا تهديد. عندما يقتربون هكذا من سفننا وهم مسلحون ويضعون أسلحة لا يستهان بها على تلك السفن، فسننسفهم".

وقبل 9 أيام أكدت البحرية الأميركية أن 11 زورقا، من قوات بحرية "الحرس الثوري"، اقتربت بشدة من سفن، تعمل ضمن مهمة "سنتينال" الأميركية لحماية الملاحة بمياه الخليج، وقامت بأعمال وصفتها بـ"الخطيرة والمستفزة".

وأكد "الحرس الثوري" أنه سيرد بشكل حاسم على أي خطأ حسابي للأسطول الأميركي في الخليج، قائلا إن "ادعاءات من وصفهم بالإرهابيين الأميركيين حول حادث 15 أبريل بأنها مزورة وعلى غرار أفلام هوليوود".

استدعاء سفير

واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير السويسري راعي المصالح الأميركية في طهران، وسلمته رسالة احتجاج على التهديدات الأميركية أمس.

وقال المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي: "نحتج على الإجراءات المؤذية والتحركات الاستفزازية للقوات الأميركية التي تتواجد بصورة غير قانونية ومزعزعة للاستقرار في شمال مياه الخليج وقرب السواحل الإيرانية".

وشدد على أن إيران سترد بشكل مناسب على أي تهديدات واعتداءات في مياه الخليج وخليج عمان، وأدان "تهديدات ترامب الاستفزازية".

مفاجآت وتأكيد

من جهة أخرى، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، تعليقا على نجاح بلاده في إطلاق أول قمر اصطناعي عسكري، "نور 1"، أن العقوبات الأميركية لن تتمكن من "إبطاء حركة إيران"، واعدا بالمزيد من "المفاجآت".

في المقابل، حدد السرب الـ18 بالقوة الجوية الأميركية، المختص بمراقبة المجال الفضائي، على صفحته في "تويتر"، رمز تتبُّع القمر الصناعي الإيراني، وأکد استقراره في مداره على مسافة 425 كم من سطح الأرض.

وأفاد "السرب الـ18" بأنه تابعَ جسمين مُحلِّقين في الفضاء: الأول للقمر الصناعي، والثاني عبارة عن إحدى مرحلتي صاروخ "قاصد" الإيراني الذي حمل القمر إلى مداره.

ودعت الخارجية الأميركية أمس أعضاء مجلس الأمن إلى معاقبة طهران بعد إطلاق القمر، مؤكدة أن طهران اعتمدت في إطلاق "نور" على صواريخ بالستية، وأشارت إلى أن الجمهورية الإسلامية تحايلت على القرارات التي تمنعها من استخدام التكنولوجيا البالستية.

وعلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية، مساء أمس الأول، على إطلاق إيران للقمر. ونشرت صفحة "إسرائيل بالعربية"، الناطقة باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، تغريدة، رأت فيها أن "محاولة الحرس الثوري إطلاق قمر صناعي عسكري ليست إلا واجهة لتطوير إيران المتواصل للصواريخ البالستية المتقدمة بما في ذلك التي يمكنها حمل رؤوس نووية".

وهذا هو خامس إطلاق ناجح لقمر صناعي من قبل إيران. کانت أقمار أُميد (2009)، ورصد (2011)، ونويد (2012)، وفجر (2015)، هي الأقمار الأخرى التي استقرت في المدار، وجرّبت إيران أيضا 5 عمليات إطلاق أقمار صناعية فاشلة منذ عام 2015.

back to top