كورونا وكوارثنا

نشر في 15-04-2020
آخر تحديث 15-04-2020 | 00:07
 د. ندى سليمان المطوع • بادئ ذي بدء أود أن أبارك للأخ العزيز بوعبدالله السيد محمد الصقر تولي رئاسة غرفة التجارة والصناعة الكويتية، وعلى إثر تلك الرئاسة تتجه الأنظار إلى جريدة «الجريدة» لتطرح ما هو جديد في عالم الاقتصاد على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وعلى الأخص في هذه المرحلة الحرجة وخلال أزمة عالمية شرسة عصفت بالأرواح وحولت المدن إلى مدن أشباح لعلنا نتجاوزها.

• أزمة كورونا أعادت مفاهيم التعليم الإلكتروني إلى ساحة التعليم العالي، وتوقع الجميع أننا سنشهد أول انطلاقة لمنصة تعليمية شاملة تحمل المناهج بشكل متكامل ومنافذ للمدرسين للظهور عبر الفيديو أسوة بعوامل عديدة أهمها توقيع الكويت على ألفية الأمم المتحدة التي تتضمن استراتيجية شاملة وأهدافا التزمت الكويت بتنفيذها، ومنها الاهتمام بالقيمة النوعية للتعليم ومواكبة التطور التكنولوجي في الأدوات التعليمية لتوفير التعليم للجميع عبر التكنولوجيا، فما سبب التردد في عملية اتخاذ القرار؟

• شخصيا ومن واقع عملي كعضو مجلس الأمناء في كلية الكويت للتكنولوجيا اطلعت على العديد من المؤسسات التعليمية الخاصة، وتابعت عملية «الولوج» إلى التكنولوجيا تماشيا مع ما يحدث من تغيير في هذا العالم، وتماشيا أيضا مع قدرات أعضاء هيئة التدريس، والتي تأتي طبقا للشروط الوظيفية التي تضعها المؤسسة سواء كانت جامعة أو معهدا أو مدرسة ثانوية.

ومن واقع خبرتي أثناء قيادة مركز الدراسات بجامعة الكويت، واطلاعي على رسائل ومقالات كتبت من قبل أساتذة الجامعة حول معوقات ومحفزات الاتجاه للتعليم الإلكتروني، ومدى جهوزية الجامعة كمؤسسة حكومية وطنية ولها أهميتها، لم تتطرق الدراسات للتعليم الإلكتروني بديلا بل مساندا للتعليم التقليدي، ولو فعلا تم تطبيقه لما أصيبت العملية التعليمية بالشلل أثناء أزمة كورونا.

• بادرت شخصيا بالانتساب إلى جامعة ليفربول، ونلت درجة علمية عن القيادة والتعليم عبر التعليم الإلكتروني، وقمت مع الفريق الاستشاري بزيارة كلية هارفارد للتعليم الإلكتروني تمهيدا لقيام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بتبني المشروع، ولم تتخذ أي خطوات بهذا الاتجاه، بل قمت بإعداد دراسة حول مشروع جامعة إلكترونية، وما إن قدمتها حتى وجدت طريقها إلى الأدراج العليا لأحد مستشاري الدولة وأصبحت في طي النسيان.

• ومن قبلي قد بادر الدكتور سالم الطحيح بعرض تجربة أكثر من سبع سنوات في التعلم الإلكتروني لأكثر من 1500 طالب وطالبة بجامعة الكويت، وأكثر من 1000 طالب وطالبة خارج دولة الكويت عبر كتاب «التعلم عن بعد والتعليم الإلكتروني»، فماذا ننتظر؟

المطلوب اتخاذ قرار والخروج من القيود الفولاذية التي تمنعنا من التقدم إلى الأمام، والخروج أيضا من القيود النفسية التي تمنعنا من الاستمتاع بنجاح الآخرين.

وللحديث بقية.

back to top