سدانيات: الدَّين العام واختفاء الإمام!

نشر في 10-04-2020
آخر تحديث 10-04-2020 | 00:07
 محمد السداني لم أكن أتوقع أن السنوات المتوقع قدومها بعد ثلاثين عاما أن تأتي مهرولة لتضع رحالها على أعتاب هذا العام الذي مازال يتحفنا بالكثير من الأحداث الصادمة، كنت منذ فترة من الزمن أشعر وغيري من المهتمين بالشأن العام أنَّ الدولة لن تستطيع الاستمرار في هذا السلوك الاقتصادي المنحرف، ولن تستطيع الدولة الريعية أن تستمر بهذه الطريقة غير الواعية في تبديد أموال النفط التي لا تملك غيرها هنا وهناك دون إيجاد مصدر بديل للدخل!

كان كورونا أسرع وسيلة نقل لأهم حدث سيغير شكل الكويت الحديثة التي بدأت تتضح معالمها منذ بداية الأزمة، فالتلويح بدخول الدولة في طريق الاقتراض عن طريق تقديم الحكومة قانون الدين العام يعتبر خطوة واقعية في ظل المعطيات التي نشاهدها منذ فترة ليست بالقصيرة، السرقات الكبيرة والهدر الكبير كانا أحد عناصر الخلل في الميزانية التي أرهقها سوء إدارة حكومات متعاقبة لم تحسن صنعا في أي شيء، ومع تميز الحكومة بتعاملها مع جائحة كورونا– لكثرة المال– بكل تأكيد، وتبديدها أموالا كان من الممكن أن توفرها لو استخدمت القليل من الذكاء، كان الأجدر بها قبل أن تقدم قانونا يدخل الدولة في دوامة الدين أن تضع خطة حقيقية لوقف مصادر الهدر ورسم خريطة طريق اقتصادية تتضمن رفع الدعوم عن غير مستحقيها، وفرض بعض الضرائب على أصحاب الشركات والدخول العالية والبضائع الثمينة، وتحديد سقف أعلى للرواتب، وتقنين البعثات وغيرها من الأمور التي تفعلها الكثير من الدول للحفاظ على اقتصادها بمنأى عن الفوضى، فضلا عن إغلاق أهم باب من أبواب الهدر ألا وهو باب العطايا والهبات والمخصصات المالية لموظفي الحكومة الذين يشغلون مناصب مهمة!

لا يمكن أن يسمح للحكومة بالاقتراض لكي تمارس سلوكها الإنفاقي الذي كانت تمارسه في سنوات الفوائض المالية والنفطية التي لم تحسن إدارتها، فإما أن تقدم خطة حقيقية لإصلاح الاقتصاد أو لا اقتراض! ولا أعتقد جازما أن الحكومات التي عجزت عن إصلاح ملفات التعليم والإسكان والشوارع وغيرها من الملفات، لا أعتقد أنها قادرة على إصلاح نظامنا الاقتصادي الذي كانت هي نفسها أحد أسباب فساده وخرابه، فلا يمكن أن نطلب ممن كان جزءا من المشكلة أن يكون جزءا من حلها.

إن طرح قانون الدين العام أعتقد أنه عرض من الحكومة لتداري سوءتها التي ستنكشف في السنوات القادمة، ولا يمكنها حله إلا بهذه الطريقة، وكان هذا العرض أجمل هدية لأعضاء مجلس الأمة الذين يعزفون على ربابة الوطن قصصا وبطولات حتى موعد الانتخابات القادمة.

خارج النص:

- أعتقد أن التعليم في هذا الوقت يحتاج وقفة حازمة مع الكثير من القطاعات ومحاسبة مسؤولين صدعوا رؤوسنا بالتعليم وتطويره، فعلى وزير التربية، وإن لم يكن يملك حلا، أن يملك حزما.

- الأعزاء في المدارس الخاصة: التعليم الإلكتروني شيء وشرح الدروس عن طريق برامج التواصل شيء آخر!

- محزن جدا غياب المساجد واختفاء الإمام!

back to top